محمود خليل (دبي) - طالب معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، بتشكيل فريق مشترك لتنظيم الاتصالات داخل الدولة بالتنسيق مع مؤسسة “اتصالات” وشركة “دو”، يتولى مهمة مراقبة المحتويات التي يتم تبادلها إلكترونياً عبر الهواتف النقالة الحديثة والحواسيب، وضبط الأشخاص الذين يتورطون في نشر مواد مخلة أو محرضة. وجاء كلام خلفان الذي يتولى رئاسة مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث، خلال أمسية رمضانية بحثت مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأحداث، . وقال: “لقد علمنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أن تكون هناك شراكة في العمل للتقدم إلى الأمام دائماً، ولذلك أقترح أن تقوم شراكة بين شرطة دبي والاتصالات بعد عيد الفطر المبارك للحد من الاستخدام السيئ لتلك الشبكات”. من جانبه، قال سلطان سعود القاسمي رئيس مجلس إدارة مؤسسة القيادات العربية الشابة في الإمارات، إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً من حياة الشباب، حيث تعتبر بمثابة مجتمعات افتراضية يتم من خلالها تبادل الأخبار والصور والأفكار، مشيراً إلى أن عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” يبلغ نحو 750 مليون مستخدم. ودعا أولياء الأمور إلى فتح حساب في تلك المواقع ليراقبوا أطفالهم وأبنائهم في سن المراهقة، وبحيث تكون المراقبة بذكاء لتجنب دفعهم لفتح حسابات أخرى خاصة. كما نصح أولياء الأمور الذين لديهم أطفال تبلغ أعمارهم ما بين 10 و14 عاماً بأن يراقبوا صفحات أبنائهم على تلك الشبكات. وأشار إلى المخاطر التي قد تتعرض لها العائلات بسبب استخدام الأبناء لمواقع التواصل الاجتماعي ومنها سرقة المنازل، عند كتابة الطفل على صفحته في الموقع أنه في رحلة مع عائلته لمدة أسبوع، حيث يعرف الجميع أن المنزل خال لمدة أسبوع. وطالب بوجود قانون لحماية الأطفال من الإنترنت كالذي طبق في بريطانيا منذ عام 2008. وقال المشاركون في الندوة إن أعمار 75% من مستخدمي “فيس بوك” في المنطقة العربية تتراوح ما بين 15 و29 عاماً، وإن الإحصائيات تظهر أن 45% من سكان دولة الإمارات يستخدمونه، كما أن شعب الإمارات يعد ضمن الـ10 شعوب الأكثر استخداماً له في العالم من حيث نسبة المستخدمين إلى جملة السكان. وأوضحوا أن شبكات التواصل الاجتماعي تستقطب ما يزيد على مليار مستخدم معظمهم من صغار السن، حيث تشير الدراسات إلى أن 40% من مستخدمي شبكة الإنترنت يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، مؤكدين أن لهذه الشبكات فوائد كبيرة، في الوقت ذاته الذي تنطوي فيه على مخاطر جسيمة، داعين الجهات المعنية إلى السعي لتعظيم هذه الفوائد وتقليص المخاطر، وأن تتعامل مع هذه الشبكات باعتبارها واقعاً فعلياً لا يمكن إغفاله. وأضافوا أن سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي كثيرة مثل التحريض على أعمال تضر بالمجتمع، والدعوة إلى الرذيلة والجهر بالمعاصي، ونشر المعلومات المغلوطة وإطلاق الشائعات المغرضة، والإساءة إلى الآخرين، بالإضافة إلى تبديد الوقت. من جانبه، قال علي الأحمد مدير التواصل المؤسسي في مؤسسة الإمارات للاتصالات، إن من الصعب مراقبة مواقع مثل “فيس بوك” و”تويتر” بسبب اتساعها وضخامة حجمها وعدد مشتركيها، موضحاً أنه عندما تنتقل صورة أو رسالة من شخص إلى آخر فإنها تظهر على أنها عملية انتقال بيانات. وقال الدكتور أحمد الحداد مدير دار الإفتاء بدبي، إنه يجب على الأهل أن يراقبوا أبناءهم عند استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، وأن يعلموهم ويركزوا على تربيتهم على استخدامها بطريقة غير ضارة، وأن يحثوهم على مجالسة الأخيار. من جانبه، أوضح خالد الكمدة مدير عام هيئة تنمية المجتمع أن دور الوالدين الأهم في هذا المجال، هو أن ينصحوا أبناءهم ويوجهوهم نحو اتخاذ الحذر، وعدم مقابلة أي شخص يتعرفون إليه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وقال سالم خميس الشاعر مدير عام حكومة دبي الإلكترونية، إن عدم تنفيذ عقوبات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي يعود إلى عدم تلقي أي شكاوى من أي شخص حول سلبيات تلك المواقع، لافتاً إلى ضرورة تنمية الروح الدينية لدى الأبناء وإيجاد بدائل للجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي. من جهته، قال العميد خليل إبراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، إن الشرطة استحدثت أقساماً متخصصة لمكافحة جرائم الكمبيوتر والإنترنت منذ بدايات عام 2000 عند دخول خدمة الإنترنت إلى الدولة، ووفرت الدعم اللازم لهذه الأقسام وقامت بتحويلها لإدارات فرعية لتؤدي دورها على أكمل وجه. وأضاف أن إدارة المباحث الإلكترونية قامت بالبحث والتحري عن 345 جريمة إلكترونية خلال العام الجاري، منها جرائم أمن المعلومات والغش التجاري والاحتيال والتشهير والابتزاز ومواقع تحض على الفجور، كما قامت الإدارة بالبحث والتحري عن 444 جريمة إلكترونية العام الماضي، و436 جريمة عام 2009. من ناحيته، أكد الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية، ضرورة مواجهة سلبيات التواصل الاجتماعي، ومنها إضاعة الوقت، وأنها تحل محل أنشطة أخرى أكثر إنتاجية، حيث يقدر عدد الساعات التي يقضيها المراهقون في متابعة هذه المواقع بمتوسط 9 ساعات أسبوعياً، كما أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي قد يسبب اضطرابات شخصية ودماغية لدى الأطفال، مثل عدم القدرة على إجراء محادثات فعالة، بالإضافة إلى نقص الانتباه.