ناصر الجابري (أبوظبي)

قدمت شيخة المسكري، الرئيس التنفيذي للابتكار في وكالة الإمارات للفضاء، ورقة علمية حول تأثير تأسيس الوكالة على بناء القدرات والتعليم في دولة الإمارات، حيث حصدت الورقة العلمية إشادة كبرى من مختلف وكالات الفضاء الدولية المشاركة في المؤتمر الدولي للفضاء، الذي عقد مؤخراً في ألمانيا.
وقالت المسكري: تتمثل فكرة الورقة العلمية في وجود تأثير كبير ملحوظ على مجال التعليم الخاص بالفضاء في الدولة خلال السنوات الماضية، خاصة أن أحد أبرز أولويات القطاع تتمثل في الاهتمام بالكادر البشري المعني سواء من باحثين أو علماء أو مهندسين، بحيث نبني الطاقات المواطنة القادرة على مواكبة التطورات المختلفة في السنوات المقبلة.
وأضافت: عملت الوكالة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم على دراسة مختلف المناهج التعليمية ذات العلاقة بالتعليم الفضائي أو المتعلقة بالفضاء، حيث عملنا على هدف مشترك وهو تحفيز الطلبة على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أو ما يعرف بـ«ستيم»، وترسيخه عبر إدراج دروس خاصة بالفضاء، يتم التركيز خلالها على برنامج الإمارات الفضائي.
وتابعت: تم الانتهاء من وضع الدروس الخاصة في منهاج وزارة التربية والتعليم، واليوم لدينا الكثير من المواد التي تتناول الفضاء، كما اختارت الوزارة أن تضع مسبار الأمل على غلاف كتاب العلوم للصف العاشر، وأوضحت ورقتي العلمية أن البرامج الفضائية تزيد الفخر الوطني لأي شخص من بلدان الدول الرائدة فضائياً، وبالتالي أردنا أن نشرك الأجيال الناشئة في بداياتهم معرفياً حول الفضاء.
وأشارت إلى أن الوكالة ترتبط بعلاقات استراتيجية محلية مع الجهات العاملة في القطاع والمتمثلة في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشركة «الياه»، وغيرها من الجهات، إضافة إلى اتفاقيات أخرى دولية، حيث تشمل الاتفاقات تبادل المنفعة والمعرفة، من خلال ابتعاث مجموعة من الطلاب إلى مخيمات خارج الدولة لتعلم أساسيات الفضاء، كما تم الاستفادة من الخبراء الدوليين في إطلاق مخيمات صيفية وشتوية في الإمارات.
ولفتت إلى أن الورقة العلمية احتوت على تأثير استضافة رواد الفضاء على المجتمع الوطني لدولة الإمارات، وخلصت الورقة إلى أن رؤية رائد الفضاء من قبل الطلبة ومشاركته لتجربته خلال المهام الفضائية، تسهم في شعوره بالإلهام نحو الانخراط مستقبلاً في برامج الفضاء الوطنية، خاصة أن الإمارات تمتلك نهجاً متكاملاً مكوناً من مشروع المريخ 2117 ومسبار الأمل، وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء.
ورداً على سؤال حول رؤية المجتمع الدولي الفضائي تجاه تجربة الإمارات الفضائية، أكدت المسكري أن وكالات ورواد الفضاء منبهرون من تجربة الإمارات في المجال الفضائي برغم الفترة الوجيزة من إطلاق برنامجها الفضائي، ولذلك تحرص المؤسسات والشركات الفضائية على المشاركة في الفعاليات الدولية في الإمارات، والتي كان منها مؤتمر الفضاء العالمي، والذي سيتم إطلاق نسخته الثالثة العام المقبل. وأشادت المسكري بتوجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الحكيمة ودعمها اللامحدود تجاه قطاع الفضاء، انطلاقاً من الإيمان بضرورة تنافسية دولة الإمارات في العلوم والمهارات المتقدمة وجميع المجالات ذات الصلة بشؤون المستقبل، حيث يعد الفضاء أحد المصادر الملهمة لتخريج الشباب من أصحاب الابتكارات والاختراعات والأفكار الإبداعية.
وبينت أن ما يميز برنامج الإمارات الفضائي هو تمكين الشباب من قيادة المشاريع، حيث أسست الوكالة مبادرة «قادة الفضاء الشباب»، وهي منصة تجمع العاملين وغير العاملين في قطاع الفضاء، وأعضاؤها من الطلبة من مختلف المراحل الدراسية والموظفين، الذين يمثلون المؤسسات في قطاع الفضاء والطيران خصوصاً، حيث يتم عقد اجتماع ربع سنوي، لمناقشة القضايا والفرص، وتقديم الأفكار للجهات المعنية.