أبوظبي (الاتحاد) - تعمل “مصدر” على مشروع بحثي ينطوي على إمكانات واعدة في أبحـاث تقنيـات التقاط الكـربون وتخـزينه، يتوقع أن يحـدث نقلة نوعية في هذا المجال. ويقوم المشروع، بحسب بيان صحفي أمس، على دراسة استخدام تكنولوجيا المواد الماصّة الصلبة لالتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الفحم والغازات المنبعثة من مداخن محطات الطاقة العاملة على الغاز، في مسعى إلى تحقيق خفض حقيقي في تكاليف التقاط ثاني أكسيد الكربون عبر استخدام أحدث التقنيات في العصر الحالي. وتتعاون مصدر لإنجاز المشروع مع مؤسسة الأبحاث المستقلة غير الربحية “آر تي آي إنترناشونال”. ويحظى هذا التعاون البحثي بتمويل مشترك من وزارة الطاقة الأميركية و”مصدر”، وفق اتفاقية تدفع “مصدر” بموجبها 0,7 مليون دولار كتمويل يضاف إلى الميزانية الأساسية لوزارة الطاقة الاميركية والبالغة 3 ملايين دولار. وقال بدر سعيد اللمكي، مدير مساعد - مصدر لإدارة الكربون “تلتزم مصدر لإدارة الكربون بالابتكار وبالعمل على تطوير تقنيات نظيفة للوقود الأحفوري والتي تسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون محلياً وعالمياً”. وأضاف “نحن متحمسون لتعاوننا مع مؤسسة آر تي آي إنترناشونال ووزارة الطاقة الأميركية على هذا المشروع المبتكر الذي من شأنه أن يحدث تغييراً جذرياً في النواحي التقنية والاقتصادية المتعلقة بممارسات التقاط الكربون وتخزينه”. وفي إطار هذا التعاون، يعمل “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” مع “آر تي آي إنترناشونال” على توسيع نطاق البحوث في مجال تطبيق هذه التكنولوجيا على الغازات المنبعثة من مداخن محطات الطاقة العاملة على الغاز. وقال الدكتور فريد موافنزاده، رئيس معهد مصدر “نشارك في هذا المشروع البحثي المهم الذي يأتي في وقت مناسب تماماً. وفي حين أن جدول البحوث لدينا يركز على تكنولوجيا الطاقة النظيفة والمستدامة، فإننا نتطلع إلى بناء علاقة تعاونية مثمرة مع زملائنا في وزارة الطاقة ومؤسسة آر تي آي إنترناشونال”. من جانبه، قال ديفيد مايرز، نائب الرئيس لوحدة الهندسة تكنولوجيا في مؤسسة آر تي آي إن هذه التقنية وصلت إلى مرحلة متقدمة من التطور حيث أعطت الاختبارات الأولية للمواد الماصّة نتائج إيجابية للغاية. ويشارك في المشروع أيضاً كل من “جامعة ولاية بنسلفانيا”، التي تقدم المواد الماصّة المتطورة للمشروع، و”شركة سود كيمي”، التي ستنتج المواد الماصّة للاختبارات واسعة النطاق، و”فوستر ويلر الولايات المتحدة الأميركية، التي ستتولى تقييم التقنية وتوفير الخبرات الهندسية. ومن شأن هذا المشروع أن يعزز اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين وزارة الطاقة الأميركية و”مصدر”. وكان الطرفان وقعا عام 2010 مذكرة تفاهم ترمي إلى وضع إطار للتعاون في مجال الطاقة، ومختلف أشكال التعاون والتنسيق ضمن ثمانية مجالات مختلفة، بما في ذلك تقنيات التقاط الكربون. وتتعاون وزارة الطاقة الأميركية مع مؤسسة آر تي آي إنترناشونال كشريك للأبحاث منذ أكثر من 25 عاماً، منها 11 عاماً من التعاون في مجال التقاط الكربون من خلال فريق متخصص بشؤون البحث والتطوير. وتهدف تقنية التقاط الكربون وتخزينه إلى امتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث في الغلاف الجوي أثناء احتراق الوقود الأحفوري، سواء لإنتاج الطاقة أو لأغراض صناعية أخرى. ويمكن بعد ذلك نقل الغازات الملتقطة عبر شبكة أنابيب وعزلها تحت الأرض ضمن تكوينات جيولوجية عميقة.