انتهت مهمة منتخبنا الأول مبكراً، بحصيلة صفر من النقاط، ومثلها من الأهداف، وعلينا أن لا نغض النظر ونمضي وكأن شيئاً لم يحدث، بل علينا أن نقوم بوقفة، وعلى اتحاد الكرة أن يعي أن إنجازات المنتخب الأولمبي لن تثنينا عن المطالبة بمحاسبة رموزه وأعضائه عند الإخفاق المتعلق بالمنتخب الأول، الذي يغطي إخفاقه على أي إنجاز لمنتخب سني آخر، كما يفعل ذلك إنجازه أيضاً، وكلنا لم ينس فرحة الفوز بـ”خليجي 18” في أبوظبي، والتي كانت فرحة عارمة للشعب الإماراتي، لم تضاهيها فرحة حتى الآن، سوى ذهبية أمم آسيا للشباب، أو فضية جوانزهو الأخيرة بالصين. الشارع الرياضي الإماراتي ينتظر مجموعة من الإجراءات والقرارات من اتحاد الكرة، الذي عودنا التحرك دائماً من أجل إصلاح الخلل أينما وجد، وكلنا ثقة في الرميثي ورفاقه من أعضاء مجلس الإدارة، ولكن من حقنا أن نسمع ما يشفي صدورنا بعدما ضاقت بالمستوى الهزيل للمنتخب ولأدائه المتراجع .. ولكن أن تمر الأمور وكأن ما حدث كان مجرد سحابة صيف، فهذا ما نحذر منه، لأنه سيدمر كل المكتسبات السابقة، لا سيما أن قوام المنتخب الحالي مكون من أبرز لاعبي المنتخب الأولمبي، كما أن محاسبة المدرب كاتانيتش على تصريحاته، التي أطلقها خلال البطولة وعقب الخروج المذل، والتي تعكس محاولاته المستمرة في تحميل المسؤولية للاعبين وكأنه “مورينيو” الكرة الخليجية، والذي لا يخطئ في تشكيل أو تبديل فهذا أيضاً ما نرفضه، فحديثه عن احتياجه أكثر من شهرين لإعداد المنتخب مردود عليه، لأنه بالفعل يستعد منذ أكثر من شهرين، ولكن قرار اتحاد الكرة بالمشاركة بـ”خليجي 20” بالصف الثاني كان أكبر خطأ.. نعم كان السماح للاعبي الأولمبي بالمشاركة مع المنتخب بالآسياد كانت له فوائد، ولكن قرار ترك لاعبي الوحدة لفريقهم للمشاركة بمونديال الأندية، كان أكبر خطأ وقعنا فيه، لأن واقع الحال يقول إن الوحدة لن يقدر على السير بعيداً في تلك البطولة “والجواب كان واضحاً من عنوانه” منذ بداية الموسم، ولكن مجاملة نادي الوحدة كانت أهم من مشاركة “الأبيض” في أمم آسيا. بشكل عام أرى ضرورة تصعيد لاعبي المنتخب الأولمبي بالكامل ليكونوا هم قوام المنتخب الأول، خاصة بعد تصفيات أولمبياد لندن 2012. آن الأوان لتصعيد الأولمبي بالكامل وتجهيزه ليكون المنتخب الأول ووضع كل الجهود والتخطيط لهذا الأمر، وليس هذا فقط، بل تصعيد الجهاز الفني بقيادة مهدي علي عقب نهاية مهمته مع الأولمبي، نظراً لقربه من اللاعبين ولتفاهمه الواضح معهم، ويكفي أنهم استمروا سوياً منذ أن كانوا ناشئين بفكرهم، الذي يرفض الهزيمة، وبطموحهم لحصد المراكز المشرفة، والتي ترفع الرأس. فالمنتخب الأول الحالي اعتاد على الهزائم، وكل الخوف أن ينقل لاعبوه الموصوفون بأصحاب الخبرة العدوى للمنتخب الأولمبي، الذي كان قاب قوسين من حصد ذهبية الآسياد. ولا داعي للإبقاء على المنتخب الأول الحالي، فهو تمرس على الهزائم، وأدمنها، ولدينا منتخب أولمبي متمرس على الفوز وأدمن البطولات، ولهذا لا داعي للإبقاء على كاتانيتش، لأن ليس له مكان، فالمنتخب الأولمبي سيصبح الأول بإدارة فنية مواطنة متمثلة في القدير مهدي علي ومساعديه .. إنها نقطة التحول فأرجوا أن لا يتأخر المسؤولؤن على كرة الإمارات في اتخاذ قرار شجاع كهذا، وذلك إذا أردنا الوصول لكأس العالم 2014. ونذكر أنه كلما تأخرنا عن هذا القرار سيبقى المنتخب المعتاد على الهزائم وستبقى الانتكاسات. عبد الله الشامسي دبي