أعلنت الأمم المتحدة أن 50 شخصاً قتلوا وأصيب 100 آخرون في معارك وقعت هذا الأسبوع في مدينة ملكال بجنوب السودان· واوضح مسؤول من الامم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه أمس أنه ''وفقاً لتقديراتنا المستندة الى مشاهدات على الارض ومصادر متنوعة فان العنف اوقع قرابة 50 قتيلا و100 جريح'' بين السكان المدنيين والمقاتلين· وكانت معارك اندلعت الثلاثاء في ملكال بين متمردين جنوبيين سابقين من الجيش الشعبي لتحرير السودان وانصار جبريال تانع وهو زعيم سابق لميليشيا جنوبية متحالفة مع الشمال· وقال مسؤول اخر في الامم المتحدة ان ''المعارك استمرت يوما واحدا والوضع هادئ نسبيا على الارض''· وتأتي هذه المعارك في ظل توتر في الاوضاع السياسية في السودان بانتظار قرار المحكمة الجنائية الدولية التي ستعلن الاربعاء المقبل موقفها من طلب مدعيها العام لويس مورينو اوكامبو باصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير· ويسعى البشير الى تعبئة دعم القوى السياسية السودانية له في اختبار القوة الذي يخوضه مع المحكمة الجنائية الدولية· وقال دبلوماسي في العاصمة السودانية طلب عدم ذكر اسمه ان معارك ملكال ''ربما تكون تحذيرا'' من الخرطوم للجنوب بان الحرب يمكن ان تستأنف اذا لم يؤيد الجنوبيون البشير في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية· وكانت الحكومة السودانية وقعت مع الجيش الشعبي لتحرير السودان مطلع العام 2005 اتفاقا للسلام وضع حدا لحرب أهلية دامت 21 عاماً بين شمال وجنوب السودان· الى ذلك طالبت بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم الخاصة بمراقبة اتفاقية السلام بين شمال السودان وجنوبه موظفيها الدوليين بإجلاء أسرهم من السودان قبل صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير· وناشدت البعثة موظفيها الذين يقضون إجازات خارج السودان بعدم الرجوع الى السودان الا بعد اخطارهم من قبل البعثة· من جانبه قلل السفير علي الصادق الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية من اهمية هذا الاجراء قائلا ان الخارجية السودانية لم يتم اخطارها بأي اجراءات غير عادية اتخذتها بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان وولايات دارفور·· واعتبرها ترتيبات في اطار الاجراءات الاحترازية