البطيخ يحمي الصائم من العطش
يعتبر تناول البطيخ بعد تناول وجبة الإفطار في هذه الأيام الصيفية الحارة أفضل وجبة صحية يمكن أن يحصل عليها الصائم ويستفيد منها، حيث يعتبر البطيخ من الخضراوات وليس الفاكهة، ويأتي بأشكال وأحجام مختلفة، وأظهرت أبحاث جديدة أن للبطيخ فوائد صحية كثيرة، لذلك لا ينظر إلى البطيخ على أنه مجرد طبق صيفي منعش.
ومع ارتفاع درجات الحرارة في شهر رمضان الكريم يشعر الصائم دائما بالعطش والجفاف كلما اقترب موعد الإفطار الأمر الذي يزيد من شعوره بالتوتر والإرهاق وقلة التركيز طوال اليوم. وعن قيمة البطيخ الغذائية، يقول أخصائي التغذية الدكتور محمود أحمد “يعتقد البعض أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحمي من الشعور بالعطش أثناء الصيام، وهذا اعتقاد خاطئ لأن معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم، لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها”. ويشير الخبراء إلى أن نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم يلعب دوراً كبيراً في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام. ويوضح أحمد “يمكننا التغلب على هذا الشعور، وتجنبه قدر الإمكان بالحرص على تناول البطيخ سواء على مائدة الفطور أو السحور، وذلك نظراً لسرعة هضمه وامتصاص الجسم له وما يحتويه من مواد مرطبة للجسم والمعدة”.
ويعد البطيخ من الفاكهة التي تحتوى على نسبة كبيرة من الماء التي تسد حاجة الفرد من الشعور بالعطش، إلى ذلك، يقول أحمد “يحتوي البطيخ على فوسفور وحديد وفيتامينات أ، ب، ج، و21 سعراً حرارياً، كما أنه مفيد للقلب لاحتوائه على نسبة عالية من فيتامين ج، الذي أثبت قدرته على منع تصلب الشرايين، وزيادة مرونة الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات”. ويضيف “تسهم كل هذه العوامل في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. أيضا البطيخ مفيد للنظام العصبي لإنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين ب1 الضروري لضمان فعالية النظام العصبية”. ومن المعروف أن نقص فيتامين ب1 ونقص الثيامين يمكن أن يؤديا إلى الارتباك وفقدان الذاكرة، كما يزيد البطيخ من إنتاج الأرجينين حيث يحتوي على حمض أميني يسمى يونيك سيترولين، ويلعب الأرجينين دورًا مباشرًا في تدفق الدم وحجمه في الجسم. كما إنه غني بالمعادن الأساسية؛ فالبطيخ ليس مجرد وجبة خفيفة ومفيدة وغنية بالماء وحسب، بل يحتوي أيضا على المعادن الأساسية مثل المغنيزيوم والبوتاسيوم. اللذان يخسرهما الصائم إلى جانب الصوديوم بسبب التعرق في الأيام الحارة، ومن المعروف أن البوتاسيوم والمغنيزيوم يساعدان العضلات على الاسترخاء.
ويتابع أحمد “أوراق البطيخ ذات قيمة غذائية جيدة، إذ إنها غنية بفيتامين (أ) والعناصر المعدنية. كما إن بذوره لها ألوان عديدة ما بين البني إلى البني المصفر إلى الأسود، وهي تستخدم للتسلية وتعرف “بالفصفص” في السعودية “واللب” في بقية أنحاء العالم العربي، ولبذور البطيخ استخدامات أخرى في إفريقيا، فسكان نيجيريا مثلاً يقومون بتجفيفها وتحميصها ثم طحنها وتوضع على الحساء كما أنهم يصنعون منها عجائن خاصة تسمى أوجيري. وفي بعض البلدان الإفريقية يستخرج الناس الزيت من بذور البطيخ، ويستخدمونه للطبخ ويضاف أحيانًا للسلطات، وفي الهند تستخدم بذور البطيخ كملين ومجدد للقوى”.
نصائح عند الشراء
عند اختيار البطيخ ينصح أخصائي التغذية الدكتور محمود أحمد بمراعاة بعض الأمور من أهمها أنه يجب أن تكون البطيخة مستديرة ومتساوية بدون أي نتوءات، وأن يكون الفارق واضحاً بين اللون الأخضر الفاتح والغامق، ومن الأفضل أن يكون عود البطيخة ناحية الجذر صلب “ناشف” وليس أخضر لين، ومن الأفضل الإمساك بالبطيخة والضرب عليها بخفة فإذا أصدرت صوتاً مكتوماً، توافرت فيها كل الشروط السابقة، وسيضمن الشاري أنها ثمرة حمراء خالية من الماء ولذيذة”.
المصدر: أبوظبي