إبراهيم سليم (أبوظبي)
تجاوز زوار مهرجان أبوظبي للعلوم الذي تختتم فعالياته غداً الـ 80 ألف زائر منذ انطلاقته، بحسب المهندس سند حميد المتحدث الإعلامي باسم مهرجان أبوظبي للعلوم، إذ تتميز الدورة العاشرة من المهرجان، الذي تنظمه دائرة التعليم والمعرفة، بالكثير من ورش العمل التفاعلية والعروض الحيّة المشوقة والثريّة بالمتعة والتعلم للطلبة وجميع أفراد المجتمع.
ورش عمل تفاعلية
وأشار سند إلى أن المهرجان يضم أكثر من 100 ورشة عمل تفاعلية تهدف إلى تعليم وتحفيز الأجيال الناشئة، وتنمية شغفهم بالعلوم، وتطوير مهاراتهم بأسلوب مبتكر، كما شارك الزوار ضمن ورشة «اكتشاف S.T.E.M» في أنشطة عملية ومهنية مختلفة لاكتشاف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بطريقة ممتعة، وحصلوا على فرصة لبناء نماذج أولية للروبوتات من مواد مختلفة، وتصميم شعاراتهم الخاصة.
وتم تسليط الضوء في ورشة «مكعب القمر الصناعي»، على الأقمار الصناعية الصغيرة جداً، والتعرّف إلى كيفية عمل هذه الآلات الصغيرة باستخدام أجهزة إرسال وأجهزة استشعار لاسلكية وغيرها، ويقوم الأطفال بإنشاء قمرهم الصناعي مع مداره الخاص، وأخذت ورشة «شغّلها» الأطفال إلى رحلة في عالم الطاقة النوويّة، حيث يكتشفون الجسيمات المشعّة التي تحيط بنا، وكيفيّة توليد الطاقة في محطة للطاقة النوويّة، ويتعرّفون إلى القوّة المذهلة للمفاعلات البخاريّة، ويتمكّنون من توليد الطاقة الكهربائيّة بأنفسهم.
وفي «مختبر العلماء» وعبر مجموعة من التمارين العمليّة، يتعرف الأطفال إلى أدوات المختبر، وكيفية استخدامها في إجراء تفاعلات كيميائيّة، بالإضافة لمشاركتهم في تجربة عمليّة لتفاعل كيميائيّ حقيقيّ، حيث تُقدَّم لهم مجموعة كاملة من المواد لاختبار القوّة الهيدروجينيّة، إلى جانب التفريق بين الموادّ الكيميائيّة الحمضيّة والمعتدلة والقاعديّة، وكذلك ورشة «استديو محطة الرسوم المتحركة» الهادفة إلى كيفيّة رؤية العيون للحركة، وكيف يستفيد منها رسّامو وفنّانو الرسوم المتحركة قبل إنشاء نموذج الرسوم المتحرّكة الخاصّ بمهرجان أبوظبي للعلوم، وكيف قام فنانو الرسوم المتحرّكة بتحسين وتطوير أعمالهم باستخدام هذه التقنيات.
وتتضمّن ورشة عمل «عرض آينشتاين» عروضًا علميّةً مبهرة، تشمل مجموعة من أمتع التجارب العمليّة، وخلال ورشة «مهمّة إلى المريخ»، يتعلّم الأطفال برمجة روبوت للتنقّل على تضاريس المريخ لتسليم العلم الإماراتي بنجاح إلى محطة الفضاء.
وقدّم المهرجان مجموعة من العروض الحيّة منها: «درّاجة العروض الجوّالة»، و«حوض ما قبل التاريخ»، و«عرض البطل الخارق»، و«عرض الغاز المتوسّع»، و«علم المرأة القويّة»، و«تحدّي أبوظبي»، و«تحدّي الجاذبيّة»، و«عرض منصور»، و«سباق ثاني أكسيد الكربون»، و«الفيزياء الغامضة»، و«احذر الطلاء غير جاف».
ونفذ مشروع «المخارج الآمنة» الابتكاري من قبل أربع طالبات، هن آمنة البلوشي، ومهرة البلوشي، وعائشة البلوشي ولطيفة المازمي، واللوتي يدرسن في مدرسة النعيمية لتعليم الأساسي والثانوي في إمارة عجمان، تحت إشراف المعلمة كليثم المزروعي، وبدعم مؤسسة الإمارات «بالعلوم نفكر»، ويهدف المشروع إلى تقليل صعوبة عمل رجال الإطفاء وتوفير مخرج آمن في حالات الحرائق، وفي العام الماضي 2019 حصل المشروع على المركز الأول في مسابقة بالعلوم نفكر في فئة أفضل عرض والمركز الثالث في فئة أنظمة السلامة.
وتقول آمنة البلوشي: المشروع عبارة عن نظام متكامل يضم فكرتين، الأولى: تساعد الأشخاص المتواجدين في الطوابق العالية في حالات الحرائق، فتسهل عملية خروجهم بأمان، وتقوم آلية عمل الفكرة «على أنه بعد أن يستشعر الحساس كثافة الدخان ودرجة الحرارة ويحدد أي الأماكن التي يوجد فيها حريق، يقوم بفتح النافذة وإنزال مزلجة هوائية بقوة دفع عالية من الطابق الثاني» وبخصوص الفكرة الثانية، تم تصميم ساعة وبرنامج إلكتروني مخصص لمساعدة رجال الإطفاء للعثور على الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة في أقل وقت ممكن، وتقوم آلية عمل الفكرة على «رسالة عندما تصل لرجال الإطفاء عن حالة حريق تصل معها أيضاً خريطة مفصلة للمنزل، تحتوي على عدد الغرف مع تحديد أماكن تواجد الأشخاص» وأشارت إلى أنه من الصعوبات التي واجهتهم في تنفيذ المشروع كيفية جمع الفكرتين في جهاز واحد، إضافة إلى أن تكلفة النظام مرتفعة إلى حد ما، ونود في المستقبل أن نخفض من القيمة حتى يستطيع كل شخص الحصول على الجهاز وتثبيته في المنزل.
وقالت: «نود أن نشكر«فاب لاب الإمارات» على تقديمهم حصص تدريبية للطالبات، وهذه الفكرة تولدت بعد أن حدثت حوادث موجعة في الدولة وخارج الدولة، وفكرنا في عمل شيء يمكن من خلاله إنقاذ حياة الأفراد، ونتمنى أن يأخذ الابتكار حقه حتى يمكن الاستفادة منه». من جانبها ابتكرت الطالبة عهود الجابري «لوحة الأمل»، والتي شاركت بها في المهرجان، وعهود طالبة في الصف الثاني عشر، بمدرسة عمره بنت عبد الرحمن، وتقول:« زياراتي المتكررة إلى مراكز أصحاب الهمم، ألهمنتي أن أرسم هذه اللوحة، ففي الفترة التي زرتهم فيها كنت أمر بضغوطات، ولكن من بعد زيارتي لهم، كان يحدث تحول نفسي كبير وتحولت الضغوطات إلى طاقة إيجابية وبهجة، إذ أن ابتسامتهم تركت أثراً ولونت روحي بألوان الأمل والسعادة، لأنه رغم التحديات التي يواجهونها يومياً، إلا أن ابتسامتهم لا تفارق وجوههم، والرسالة المبطنة في هذه اللوحة أن لا نستصغر الأعمال الإيجابية البسيطة التي من الممكن أن تغير في روح شخص، ولهذه أسميت المشروع speranza، ومعناه الأمل باللغة الإيطالية».