يستعد الفنان الخطاط علي محمد الأميري لإقامة معرضه الشخصي التاسع قريبا، بالإضافة إلى أنه يشارك حاليا في المعرض السنوي للخط العربي الذي تقيمه حاليا جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة. وسبق للخطاط الأميري أن قدم أعماله في عدد من المعارض الشخصية التي أقامها والتي تعاقبت للفترة من 2005 لغاية عام 2011 والتي استطاع فيها أن يقدم رؤيته في فن الخط العربي وكيفية التعامل الجمالي مع الحرف والفن الإسلامي. وبدت مشاركة الخطاط الأميري خلال المعرض الوطني للفنون التشكيلية 2011 الذي افتتح في نادي ضباط القوات المسلحة قبل أيام ويستمر حتى نهاية شهر رمضان، متميزة وواضحة للجمهور الذي وقف أمام لوحاته بشكل لافت. رسالة إنسانية وقال الأميري لـ “الاتحاد” عن مسيرته في هذا الميدان الحروفي العربي المهم “أعتقد أن ممارسة الخط العربي تعتبر رسالة إنسانية وقومية ووطنية في الوقت نفسه، أولاً لأن الخط العربي مرتبط بتراثنا العربي والإسلامي، ولهذا فإن ممارسة هذا الفن هو تجذير للهوية الوطنية مما يلقى الاهتمام الكبير من قبل المسؤولين في الدولة، حيث تقام للخط العربي المعارض والمسابقات، وتمنح فيه الجوائز الكبرى، ويعد اليوم مشاركاً رئيسياً في المعارض أسوة بالفن التشكيلي والنحت”. وأضاف “وكما أرى أن الخط العربي يحمل في ذاته رسالة مهمة تتجلى في مدى احترام الإنسان العربي للغته التي تشرفت بالقرآن الكريم، وهذا العلم هو نتاج المعرفة القرآنية، وعليه فإننا عند تعرض أعمالنا نجد أن الغرب ينظر بدهشة وغرابة الى مدى تعلقنا بلغتنا، وأعتقد أن هذه الفكرة وهذا الخط هو رسالة مهمة نؤديها الى أجيالنا المقبلة”. وكان الخطاط علي محمد الأميري قد ألف كتاباً عن الخط العربي تحت عنوان “قواعد الخط العربي.. تمرينات في خط النسخ” ونشره عام 2008 وهو الكتاب الذي يعتبر مرجعاً للمهتمين بالخط العربي وجمالياته كونه كتاباً تعليمياً يتضمن لوحات خطها الأميري بنفسه شارحة كيفية التعامل مع الحرف، بما يعني تطابق البعد النظري مع البعد التطبيقي. وقال عن سبب اختياره خط النسخ موضوعاً للكتاب “بما أن المصحف الكريم مكتوب ومتداول بخط النسخ، أرى أن هذه المطابقة قد جاءت بفعل تأثير التداول والجديد فيه أنني قد أفرغت وهيأت صفحات فارغة يستطيع من خلالها القارئ المتدرب أن يخط فيها وأن يطابق بين خطه وما قدمت له من نماذج وأفكار، ويتضمن أيضاً فكرة جديدة تعوض عن النقاط الأربع التي يضعها الخطاطون لتمثيل حرف الألف حيث استبدلتها بصور صخور صغيرة تعوض عن تلك النقاط”. كتاب جديد وقد أنجز علي الأميري أيضاً كتاباً جديداً معداً للطبع يتناول فيه خطي الرقعة والديواني، وهو إكمال لسلسلة سوف يصدرها قريباً تحت ذات العنوان في كتابه الأول مع استبدال نوع الخط الجديد الذي يعرفه الخطاط الأميري، وفي هذه السلسلة يقدم علي الأميري المعرفة في هذا العلم الشريف بشكل سهل يمكن تعلمه ببساطة موظفاً جميع خبرته في التدريس وتعامله مع القطاع التربوي في طرائق تقبل الطالب للحرف العربي وكيفية اختياره نوع الخط الموافق للموضوع الذي يتناول هذا، بالإضافة الى اختياره الورق الذي ينفذ عليه خطه. وقال الأميري “إن مدى اختلاف هذا الكتاب عن الكتب الأخرى المتداولة في ذات الموضوع هو لأنني كتبته بيدي، أي أنه صنعة معرفية تمثل تجربة كاملة، أما ما هو متداول فهو نتاج كمبيوتري في أغلبه، هذا بالإضافة الى أن الكتاب نفذ بورق مصقول يتيح للقارئ أن يكتب عليه بدون أن يشعر بأنه قد أساء استخدام الورقة”، ويعتبر هذا الكتاب المنجز الأول خليجياً والذي يقدمه فنان إماراتي باعتبار أنه لم يسبقه في مضمار التأليف بهذا العلم أحد من قبل. وقدم الأميري نسخاً ثلاث الى مكتبة المسجد النبوي الشريف لتكون شاهداً على مدى اعتزازه بتمازج الخط العربي والموروث الإسلامي والاهتمام الإماراتي لما يمثله الخط العربي من أهمية فكرية ووطنية. خريطة الحروف وحول لوحته المهمة التي تثير الانتباه حقاً وهي لوحة “خريطة الحروف” وتشكلها الجمالي واختيار الألوان وتداخل الحرف قال الفنان الخطاط علي الأميري عنها “لقد حاولت أن أتمثل الحروف العربية وكأنها تسير معا كنهر جارٍ يصب في جزء من اللوحة، حيث وزعت هذه الحروف العربية على شكل قرى، كل حرف ينتمي الى قرية ما ينبع منها وجميعها تصب في نهر يتشكل هو نهر اللغة العربية، أما الألوان فقد اخترت ألواناً مختلفة، حيث نجد خط الثلث أو الديواني أو الفارسي أو الجلي الديواني أو الكوفي تتمتع بألوان مختلفة وفي قرى متعددة بحيث أن الناظر لها يعيش في جمالية الحروف العربية المتنوعة وليس خطاً واحداً، وإنما تجد عدة حروف وخطوط متعددة”. ويعتز علي الأميري بلوحة له بعنوان “زايد وراشد”، وهي تمثل مدى تطابق الحروفية في اسميهما، حيث يحمل كل اسم أربعة حروف ويقول “ فاشتغلت على الاسمين بشكل مكعبات وجعلتهما مرتبطين باتحاد سماوي يقود كل اسم لهما الى الاسم الآخر، وهذا جزء من فنية الاكتشاف” ويضيف “ويجيء الصدق فيها لأنها تمثل حقيقة مدى اقتراب المغفور له الشيخ زايد رحمه الله والمغفور الشيخ راشد رحمه الله إلى بعضهما حيث استطاعا أن يقدما للعالم نموذجاً لدولة حديثة قائمة على التعاون والمحبة بين الناس”.