رضا سليم (دبي)

أكد الرامي خالد الكعبي، لاعب منتخبنا الوطني، الذي شارك في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، أن غياب رماية الإمارات عن أولمبياد طوكيو 2020 كان متوقعاً، بسبب غياب الخطط والاستراتيجيات، سواء قصيرة المدى أو طويلة المدى، ومقارنة ما يحدث في رماية الإمارات مع بقية الرماة في الدول الأخرى في ظل التطور الكبير في الأسلحة والميادين والتدريب، وبالتالي لا يمكن أن ننافس على بطاقات تأهل أولمبية من دون معسكرات إعداد والمشاركة في بطولات.
واعترف الكعبي بأن الرماية في تراجع لأسباب معروفة، وقال: «نحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقنا من أجل المستقبل، لأنه من الصعب أن تضع خطة من دون العودة للرماة ودون أن تعقد اجتماعات دورية معهم، والأمر لا يتعلق فقط بالاتحاد، بل باللجنة الأولمبية الوطنية والهيئة العامة للرياضة، في تجهيز الرماة، والأمل موجود، ولكنه مشروط بالخطط والمشاركة في البطولات، وأي رامٍ يمارس اللعبة يشارك في بطولات من 8 إلى 12 بطولة في العام، وهو لا يحدث عندنا، والمفروض أن خطة الموسم على مدار عام تكون واضحة أمام الجميع مع ربطها بالأجندة الخارجية».
ونوه الكعبي بطل آسيا في «الدبل تراب» بأنه بعد انتهاء أولمبياد «ريو 2016»، طالبنا بخطة لمدة 4 سنوات، ولكن تكرر ما حدث من قبل ونحن دائماً ننتظر البطولات الكبرى المؤهلة للأولمبياد لنستعد لها قبل أمتار من انطلاقتها، ثم نطالب الرماة بتحقيق نتائج التأهل، على طريقة «امسح واربح»، وهذا ليس موجوداً في الرياضة التي باتت تعتمد على تكنولوجيا وفكر عالٍ، والحقيقة أن فريق فزاع يدعم الرماية من خلال التدريبات والبطولات، ولكن أين الخطط والمدربون والاهتمام بالرماة، فليس من المنطق أن تطلب من الرماة تحقيق رقم عالمي كي تشارك في بطولة عربية، وبشكل عام نحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقنا من جديد باهتمام المسؤولين.
وأوضح الكعبي أن التأهل الأولمبي عندما يكون من بوابة بطولة العالم، فمن السهل أن ينافس الرامي على ميدالية أولمبية، بينما لو كان التأهل من البطولات الآسيوية فمن الصعب أن ننافس على المراكز الأولى.
وكشف الكعبي مدير ميادين «الشوزن» بنادي العين للفروسية والرماية والجولف أنه سيعود مجدداً للرماية والتدريبات للمشاركة في بطولات قارية وعالمية خلال عام 2020، وقال: «تفرغت خلال عام 2019 لمشروع للمواهب والناشئين، وكان لدي حلم أن أجمع أكبر عدد من الناشئين والمواهب من أجل عمل قاعدة كبيرة للرماية، وكنت أرى أن الإمارات من الدول التي تملك هذه المواهب، وبالفعل اكتشفت عدداً كبيراً من المواهب الواعدة وانضم إلى المشروع 30 ناشئاً في رماية الإسبورتنج والتراب والإسكيت، وكان التركيز على الإسبورتنج، باعتبارها الرماية التي تجمع بين التراب والإسكيت».
وأضاف: «المشروع سيتوقف بسبب عدم وجود دعم له لأن هناك تكاليف كثيرة منها إيجار الميدان والأطباق والذخيرة، وكنت أنتظر أن يتدخل مجلس أبوظبي الرياضي واللجنة الأولمبية الوطنية لإنقاذ المشروع، أو دعم المسؤولين بشكل عام، ولكن لم نستطع أن نكمل المسيرة في ظل التكاليف العالية، وعدم قدرة عدد كبير من أولياء الأمور على دفع الاشتراكات، فقد بدأنا في ديسمبر 2018، وخلال العام انضم عدد كبير من الرماة وصل إلى 50 رامياً، من بينهم مجموعة متميزة من الناشئين، ولدينا ما بين 15 إلى 20 رامياً من سن 14 إلى 17 عاماً، وهم بالفعل مشروع أبطال المستقبل».
ونوه مدير شركة «تارجت» لإدارة الأندية إلى أن هناك 5 رماة كشفوا عن موهبتهم في الرماية، منهم محمد بن حم العامري، والذي يلعب مع المحترفين، وحمد علي الكعبي وعمره 14 عاماً، وبعد 8 سنوات سيكون جاهزاً للأولمبياد في حال استمراره في الميادين، وقال: «من السهل التأهل للأولمبياد في حالة الاهتمام به، وحصوله على دعم في ظل التكلفة العالية للرماية، سواء أسلحة أو ذخيرة أو مشاركات دولية، والرامي يحتاج إلى حوالي 40 ألف طلقة في الموسم، كما أن سعر السلاح ما بين 25 إلى 40 ألف درهم».
وكشف أنه كان يدعم الرماة الصغار من خلال دفع الاشتراك لهم لتشجيعهم على الاستمرار، وقال: «قمت بإعفاء جميع الناشئين من قيمة الاشتراكات في البطولات المحلية والدولية، وتكلفة الاشتراك المحلي ما بين 200 إلى 300 درهم، والبطولات الدولية تصل إلى ألف درهم، بالإضافة إلى تخفيض سعر الذخيرة إلى 65 درهماً، وهو السعر الأرخص من أجل تشجيعهم على الاستمرار في التدريبات والمشاركة في البطولات».