عبدالله القواسمة (أبوظبي)

تحفة فنية قل نظيرها، استقرت بين يدي البطل العالمي رافائيل نادال، عقب فوزه بلقب بطولة مبادلة العالمية للتنس في أبوظبي، وهي التي شدت إليها الأنظار، لما تتمتع به من بعد تراثي وحضاري في الوقت نفسه، إلى جانب الرموز التي تختبئ بين طياتها الجميلة، وكان لابد من البحث عن اليد التي صنعت هذه الكأس الجميلة.
التصميم الأنيق، قدمته أشواق الحوسني، التي تعمل في شركة مبادلة العالمية، وظهر للعالم في نهائي هذه البطولة الغالية، فبعدما كان المشجعون مشدودين بما قدمه النجم الإسباني نادال في المواجهة النهائية، كانت أنظارهم تميل باتجاه الكأس الثمينة التي تسلمها هذا النجم.
وتؤكد أشواق الحوسني، التي تعمل في قسم شؤون الاتصال بشركة مبادلة، أنها أخذت عند تصميم الكأس العديد من الاعتبارات، بعدما لاحظت أن الكؤوس التي تقدم عادة في نهاية الاستحقاقات الرياضية، تأخذ ذات الشكل الخالي من البعد أو الطابع الفني العميق، لذلك كانت حريصة عند تصميم كأس مبادلة العالمية للتنس أن تزج بالرموز التي تشير إلى ثقافة الدولة وهويتها الوطنية.
وتقول الحوسني: «رجعت بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، إذ كان يشدني وأنا صغيرة تصميم نافورة البركان التي كانت تقبع على كورنيش أبوظبي، والمستوحى تصميمها من قلعة الجاهلي، فالتاج الموجود أعلى النافورة كان يرمز إلى القلاع والحصون التي كانت تتواجد في أبوظبي، لذلك رأيت أنه من الجميل أن يحتوي التصميم على هذه الفكرة، مع إضفاء روح الحداثة عليه، ليخرج في النهاية بالشكل الذي شاهده الجميع».
وتعتبر هذه الكأس الثانية التي تقوم الحوسني بتصميمها، في حين كانت كأس بطولة مبادلة سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا الأولى لها على هذا الصعيد، مشيرة إلى أنها لمست متعة كبيرة أثناء القيام بعملية التصميم.
وعن الطريق الذي سلكته نحو الفن والتصميم، كشفت الحوسني أنها اتخذت من الفن التشكيلي هواية لها، منذ نعومة أظفارها، فهي إلى جانب عملها اليومي في مبادلة، تمارس هواياتها الفنية، سواء على صعيد الفن التشكيلي أو النحت، إذ اكتسبت خلال دراستها مهارات تصميم الجرافيك والتصميم الداخلي، وهو ما أثرى خبراتها على هذا الصعيد.
وتؤكد الحوسني أنها تحظى بدعم كبير من قبل مبادلة، إذ لا تدخر جهداً في تلبية أي طلب يتعلق بصميم عملها الفني، رغم أن عملها الرسمي يتعلق بمجال الاتصال والعلاقات العامة، إذ لاحظ المسؤولون في مبادلة القدرات التي تملكها، ومن هنا كانت تتلقى الدعم من الزملاء والمسؤولين.
وأنهت الحوسني حديثها بالإعراب عن سعادتها للأصداء الطيبة التي لمستها فور انتهاء بطولة مبادلة العالمية للتنس وتتويج نادال بالكأس الغالية التي صممتها، مشيرة إلى أنها ما زالت تشعر بالشغف في الرسم باليد، فهي لا تستخدم الحاسوب، إلا في مرحلة التصنيع، وهو ما يضفي عادة المزيد من الأهمية والعمق على عملها الفني بشكل عام، مبديةً لهفتها للمشاركة في تصميم المزيد من الكؤوس مستقبلاً.