هدى جاسم، وكالات (عواصم)
حمّلت واشنطن طهران المسؤولية الكاملة عن مهاجمة السفارة الأميركية في بغداد من قبل عناصر تخريبية تابعة لميليشيات «الحشد الشعبي» رداً على ضربات جوية استهدفت أهدافاً تابعة لـ«كتائب حزب الله» الإرهابية في العراق، متعهدةً بحماية رعاياها في العراق، وأكد وزير الدفاع الأميركي أن البنتاجون قرر إرسال قوات إضافية إلى السفارة لضمان حمايتها، فيما أُجلي السفير وبقية الموظفين من السفارة التي قاد زعماء الميليشيات الطائفية عملية اقتحامها، وأكدت وزارة الدفاع العراقية حرص الحكومة على حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية.
وأصيب أكثر من 32 شخصاً بالرصاص والاختناق جراء إطلاق قوات الأمن العراقية النار وقنابل الغاز المسيل للدموع على المخربين في محيط السفارة الأميركية في بغداد. وأضرم مخربون تابعون لميليشيات «كتائب حزب الله» النيران عند إحدى بوابتين للسفارة، رغم الانتشار الكبير للقوات العراقية. وانطلق الآلاف من المخربين التابعين لميليشيات «الحشد الشعبي»، صباح أمس، بتشييع قتلى «الحشد» الذين سقطوا في غارة أميركية الأحد الماضي، وتوجه المشيعون إلى السفارة الأميركية تنديداً بالهجوم. واقتحم عدد من المخربين نقطة التفتيش الأولى في السفارة الأميركية، وأشعلوا النار في الجدار الرئيسي للسفارة. وتقدم زعماء ميليشيات عراقية، من بينهم «أبو مهدي المهندس، حميد الجزائري، قيس الخزعلي، هادي العامري وحسن سالم» المتظاهرين الذين اقتحموا السفارة التي تقع في المنطقة الخضراء الأكثر تحصيناً في العراق.
وارتدى المخربون الزي الرسمي لميليشيات «الحشد الشعبي»، كما حملوا لافتات كتب على إحداها «يجب إخراج القوات الأميركية، وإلا سيتم طردهم»، فيما كتب على أخرى «أغلقوا السفارة الأميركية في بغداد» و«إلى أميركا سنرد بقوة».
وقال مسؤولان في وزارة الخارجية العراقية، إنه تم إجلاء السفير الأميركي وموظفين آخرين من السفارة قبل أن يتمكن المحتجون من اقتحامها.
وذكرت وكالة رويترز أن السفير الأميركي في بغداد والموظفين غادروها لدواعٍ أمنية، وقال مسؤول، إن بعض موظفي أمن السفارة لا يزالون يحرسونها. ودعت السفارة المواطنين الأميركيين إلى عدم الاقتراب من مبنى السفارة داخل المنطقة الخضراء. وقالت في بيان «بسبب نشاط الاحتجاج المستمر، لا ينبغي على المواطنين الأميركيين الاقتراب من السفارة الأميركية في بغداد». وأضافت: «يجب على الأميركيين مراجعة أمنهم الشخصي وتأهبهم في حالات الطوارئ».
بدوره، أكد وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، أن البنتاجون قرر إرسال قوات إضافية إلى السفارة لضمان حمايتها، معلناً أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المواطنين الأميركيين.
إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي المحتجين بالانسحاب فوراً وبعيداً عن مبنى السفارة الأميركية في بغداد. وقال عبدالمهدي في بيان: «أي اعتداء أو تحرش بالسفارات هو فعل ستمنعه القوات الأمنية بحزم، وهو فعل يعاقب عليه القانون». وأضاف أن «الضربة الأميركية على قطعاتنا العسكرية تمت إدانتها من قبل الحكومة بأعلى المستويات، واتخذت الحكومة سلسلة إجراءات وتدابير لمعالجة الوضع، بما يؤمن سيادة العراق وأمن مواطنيه». وتابع عبدالمهدي: «المراسم المهيبة لتشييع القتلى جزء من الوفاء لدمائهم الزكية الغالية، لكن بعيداً عن الاحتكاك بمباني السفارات التي تقع مسؤولية حمايتها وتأمينها على الحكومة العراقية». وأكد عبدالمهدي، أن «أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات».
ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع العراقية حرص الحكومة على حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية داخل العراق، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية. وقال بيان للوزارة، إنها «تنفي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وصول وزير الدفاع نجاح الشمري إلى مبنى السفارة الأميركية»، مؤكدة أن «الشمري موجود في مقر عمله بمقر وزارة الدفاع».
وفي السياق، حمل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إيران المسؤولية الكاملة عن اقتحام السفارة الأميركية في بغداد من قبل محتجين على استهداف مواقع لميليشيات «كتائب حزب الله» التابعة لـ«الحشد الشعبي» في العراق.
وكتب ترامب على صفحته في «تويتر»: «قتلت إيران متعاقداً أميركياً وأصابت كثيرين، قمنا بالرد بقوة وسنفعل ذلك دوماً، الآن تنسق إيران هجوماً على السفارة الأميركية في العراق، نحملهم المسؤولية كاملة، وإضافة إلى ذلك، نتوقع أن يستخدم العراق قواته لحماية السفارة».
بدوره، أبلغ وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبدالمهدي، ورئيس البلاد، برهم صالح، بأن الولايات المتحدة ستحمي مواطنيها في العراق.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، في بيان أصدرته أمس، أن بومبيو أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين مع كل من عبدالمهدي وصالح، حيث شدد بوضوح على أن الولايات المتحدة ستحمي مواطنيها الموجودين في العراق لدعم سيادته واستقلاله وستدافع عنهم. وأضافت أورتاغوس أن كلاً من عبدالمهدي وصالح أكدا لبومبيو أنهما سيتعاملان بجدية مع مسؤوليتهما، وسيضمنان أمن وحماية الكوادر الأميركيين وملكياتهم في العراق.
متظاهرو بغداد يستنكرون اقتحام السفارة
أعلن المتظاهرون في العاصمة العراقية بغداد، مساء أمس، البراءة من الهجوم على المنطقة الخضراء في بغداد، واقتحام مخربين تابعين لميليشيات «الحشد الشعبي» للسفارة الأميركية.
وقال بيان تلاه أحد الناشطين، من مبنى المطعم التركي، غرفة عمليات المحتجين العراقيين، إن «اعتصامنا في التحرير والمناطق القريبة منها وليس لنا علاقة بالمنطقة الخضراء». وأضاف البيان أن «المتظاهرين يعلنون براءتهم مما يحصل في المنطقة الخضراء»، مؤكداً أن المظاهرات المستمرة منذ 1 أكتوبر الماضي رغم محاولات القمع الدموي ستبقى سلمية حتى النصر.
عودة مليون و350 ألف نازح عراقي إلى مناطقهم عام 2019
أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، أمس، عودة أكثر من مليون و350 ألف نازح إلى مناطقهم الأصلية خلال عام 2019.
وقال مدير عام دائرة شؤون الفروع في الوزارة علي عباس في بيان، إن «أكثر من مليون و350 ألف نازح عادوا لمناطقهم الأصلية عام 2019 وبواقع 240,140 عائلة من مخيمات النزوح في محافظات البلاد إلى مناطق سكناها الأصلية بالمحافظات المحررة». وأضاف عباس، أن «محافظة الأنبار تصدرت لائحة المحافظات الأكثر استقبالاً للعائدين خلال عام 2019 حيث شهدت عودة 89,224 أسرة عائدة إلى مناطقها في جميع أقضية المحافظة، وتلتها محافظة صلاح الدين بعودة 61,055 أسرة».
ارتفاع عدد قتلى الضربة الأميركية إلى 54
أكدت مصادر عراقية مطلعة، أمس، أن حصيلة الضربة الأميركية على مقار ميليشيات «حزب الله» في العراق فقط بلغت 54 قتيلاً و108 جرحى. وقالت المصادر، إن مشفى مدينة القائم استقبل الأعداد المذكورة من القتلى من جراء القصف الأميركي، مساء الأحد. وذكرت المصادر أن من بين القتلى لبنانيين وسوريين وإيرانيين وعراقيين ينتمون لميليشيات «حزب الله» العراقي. واستهدف القصف الأميركي بطائرات «إف 15» 5 مقار لـ«حزب الله» العراقي، أحد فصائل ميليشيات «الحشد الشعبي»، في كل من العراق وسوريا. وأفاد بيان للجيش الأميركي بأن المنشآت الخمس المستهدفة لـ«حزب الله» العراقي، منها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة.