الشارقة (الاتحاد)

ناقش خبراء ومختصون وباحثون في عالم البيئة على مدار أربعة أيام موضوعات متنوعة ومهمة في عالم البيئة البحرية والشعاب المرجانية، وتطرق الخبراء في الدورة21 لمنتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي الذين استضافتهم هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، إلى أهمية البحث عن أساليب وآليات مستدامة لوقف استغلال أسماك القرش، وضرورة وضع استراتيجيات تسهم في تحقيق تغييرات ونقلات نوعية للحد من التدهور في البيئة البحرية والساحلية، والتأكيد على أهمية التعاون الدولي والإقليمي من أجل العمل معاً للحد من تدمير التنوع الحيوي في البيئة البحرية والساحلية.
وقدم الخبراء والمختصون خلال المنتدى الذي شهد مشاركة 158 خبيراً وباحثاً من 14 دولة خلاصة معرفتهم وتجاربهم وخبراتهم، وأشاروا إلى أن أكثر من ثلث التنوع الحيوي في مياه الخليج العربي يمكن أن يضيع بعد نحو 7 عقود، ولفتوا إلى التلوث البلاستيكي وزيادة حركة السفن وتغير المناخ كأسباب رئيسة للتدمير في البيئة الحيوية البحرية والساحلية. وأكدوا أهمية الحفاظ على أشجار القرم وإعادة زراعتها، لما لها من فوائد عديدة متنوعة، وتطرقوا إلى تجربة الإمارات في هذا الشأن، وتجربة اليمن في جزيرة سقطرى، التي تعرضت لأعاصير عام 2015 أثرت على أشجار القرم في الجزيرة، وقضت على أعداد كثيرة منها. كما تطرقوا إلى أهمية الثدييات البحرية للحفاظ على نظام بيئي صحي. من جهتها، قالت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، تعمل الهيئة على مشاريع حيوية عديدة في محمية صير بونعير، من بينها مشروع دراسة حالة السلاحف البحرية وتعشيشها، ومشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية، حيث عانت الشعاب المرجانية في العقود الأخيرة تدهوراً شديداً بسبب العوامل الطبيعية والبشرية، نتيجة للعديد من الممارسات الخاطئة، وكان لا بد من التحرك الفوري لإعادة تأهيل المناطق الساحلية المدمرة، وزيادة مساحة الشعاب المرجانية، ما مكننا من رصد 40 نوعاً من الشعاب المرجانية الأصلية.
وشرحت السويدي أن زراعة الشعب المرجانية تسهم في إعادة التوازن للبيئة البحرية، وتوفير بيئة بحرية مستدامة، وتساعد البيئة الطبيعية كي تعود إلى ما كانت عليه، ومن خلال عملية زراعة الشعب المرجانية يتم جمع بعض المرجان الطبيعي ليزرع في الأقفاص، لتنمو وتتكاثر فيما بعد، فالأقفاص تمثل محطات احتضان الشعب المرجانية.