أحمد شعبان (القاهرة)

أكدت جامعة الدول العربية مجدداً على الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ولحمتها الوطنية، وعلى رفض التدخل الخارجي أياً كان نوعه. مؤكدة على دعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات والذي عقد في ديسمبر 2015 باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا، وأهمية إشراك دول الجوار في الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة الليبية.
جاء ذلك خلال أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، الذي عقد أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بناء على طلب مصر لتدارس تطورات الأوضاع فى ليبيا التي تنذر بتهديد استقرار ليبيا والمنطقة، واتخاذ موقف عربي في هذا الشأن.
شاركت دولة الامارات العربية المتحدة في الاجتماع الطارئ، ومثل الدولة المهندس جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.
وأعربت جامعة الدول العربية عن القلق الشديد من التصعيد العسكري الذي يفاقم الوضع المتأزم في ليبيا ويهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبي والمنطقة ككل بما فيها المتوسط، مع التأكيد على ضرورة وقف الصراع العسكري، وعلى أن التسوية السياسية هي الحل الوحيد لعودة الأمن والاستقرار في ليبيا والقضاء على الإرهاب.
وأكد الاجتماع على خطورة مخالفة نص وروح الاتفاق السياسي الليبي والقرارات الدولية ذات الصلة، على نحو يسمح بالتدخلات العسكرية الخارجية، بما يسهم في تصعيد وإطالة أمد الصراع في ليبيا والمنطقة.
وشدد الاجتماع على رفض وضرورة منع التدخلات الخارجية التي تسهم في تسهيل انتقال المقاتلين المتطرفين الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا، وكذلك انتهاك القرارات الدولية المعنية بحظر توريد السلاح بما يهدد أمن دول الجوار الليبي والمنطقة.
وطالب الاجتماع الأمين العام لجامعة الدول العربية إجراء الاتصالات على أعلى المستويات مع كافة الأطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية بما فيها السكرتير العام للأمم المتحدة بقصد استخلاص مواقف إيجابية ومنسقة تستهدف حلحلة الأزمة الليبية، ومنع أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا يهدد السلم والأمن الدوليين ودعم الجهود التي يقودها المبعوث الأممي في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية في إطار السعي نحو حل ليبي – ليبي خالص للأزمة، ورفع تقارير دورية لمجلس الجامعة متابعة لتنفيذ هذا القرار.
وقال أحمد نايف رشيد الدليمي، مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، إن هذا الاجتماع غير العادي الثاني الذي يعقده مجلس الجامعة في ظرفِ أسبوعين فقط، وهذا الأمر إن دلَّ على شيء فهو يدلُ على عمقِ التحديات التى تواجهها الأمة والشعوب العربية سواء على المستوى الوطني لكل دولةٍ أو على مستوى الإقليم ككل.
من جانبه، رحّب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالقرار الصادر بشأن تطورات الوضع في ليبيا، مؤكداً أن التدخلات العسكرية غير العربية في الأراضي العربية تظل مرفوضة إجمالاً من الدول العربية، مشيراً الي أن القرار الصادر عن الجامعة بشأن التطورات في ليبيا يعكس موقفاً عربياً رافضاً للتدخلات التي تُفاقم الأزمات وتؤدي إلى تعقيدها وإطالة أمدها.