«بيئة أبوظبي» تطلق حملة للحد من أكياس البلاستيك
شهدت المراكز التجارية في أبوظبي خلال اليومين الماضيين، تراجعاً في استخدام المتسوقين للأكياس البلاستيكية، وذلك استجابة للحملة التي أطلقتها هيئة البيئة بأبوظبي، تحت شعار “عطلة نهاية أسبوع خالية من الأكياس البلاستيكية”، فيما وزعت المراكز المشاركة في الحملة ما يزيد على 15 ألف كيس مصنوعة من مواد صديقة للبيئة على المتسوقين، بالإضافة إلى نشرات توعية توضح البدائل المستدامة للأكياس البلاستيكية.
وحرص عدد كبير من المتسوقين على الاستعانة بالأكياس المصنوعة من القماش، والأكياس القابلة لإعادة الاستعمال، في محاولة منهم للمشاركة في تقليل استخدامهم للأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل، والمشاركة في الحد من التأثيرات السلبية لهذه الأكياس على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى، لا سيما أن معدل استخدام أكياس البلاستيك في الدولة يصل إلى 11 ملياراً و600 مليون كيس.
وتحت شعار “عطلة نهاية أسبوع خالية من الأكياس البلاستيكية”، توجهت هيئة البيئة بأبوظبي للمتسوقين أمس عبر مواقع توزعت في مراكز التسوق، بدعوات لوقف استخدام الأكياس البلاستيكية التي تشكل 19% من حجم النفايات في مدينة أبوظبي، وتعد السبب الرئيس لنفوق 50% من الجمال في الدولة، وتشكل عند رميها في البحر خطراً يهدد السلاحف البحرية من الكائنات البحرية سنوياً، والتي تبتلعها عن طريق الخطأ مما يسبب لها النفوق اختناقاً.
وتأتي الحملة التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع خمسة من مراكز التسوق الرئيسة في أبوظبي هي، كارفور، وجمعية أبوظبي التعاونية، واللولو هايبرماركت، وسبينيس، وأبيلا، في إطار المبادرة التي أطلقتها الدولة لحظر استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل عبر برنامج وطني للتخلص منها تدريجياً، للحد من التأثيرات السلبية لهذه الأكياس على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى تمهيداً لحظرها نهائياً بحلول عام 2013.
وخلال اليومين الماضيين لم تكن الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل متاحة في منافذ البيع التابعة لمحال التجزئة الخمسة المشاركة، وبدلاً من ذلك تم توفير أكياس مستدامة صديقة للبيئة.
وقالت دكتورة شذى الجبوري مساعد مدير قسم إدارة الحملات في الهيئة، إن مراكز التسوق الرئيسة في أبوظبي بالتعاون مع الهيئة وزعت ما يزيد على 15 ألف كيس مصنوعة من مواد صديقة للبيئة على المتسوقين، بالإضافة إلى نشرات توعية توضح البدائل المستدامة للأكياس البلاستيكية.
وأوضحت، أن الحملة التي تنفذ للمرة الثانية، تهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي بين أفراد المجتمع بمخاطر الأكياس البلاستيكية وحثهم على استخدام الأكياس الصديقة للبيئة والتقليل من استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل وتهيئتهم لتنفيذ القرار الاتحادي بأن تكون الدولة عام 2013 خالية من الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل.
وقال عادل الحمد، أحد المتسوقين، إن الأضرار المتزايدة الناجمة عن الأكياس البلاستيكية، كانت الدافع الأساسي لأن يغير من سلوكياته الشرائية، حيث اتخذ من أكياس القماش أو القابلة للتحلل وسيلته الوحيدة للتسوق، في محاولة لتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية.
وقال، إن مواصلة استخدام الأكياس البلاستيكية سيلحق الضرر بصحة وسلامة الجميع والأجيال المقبلة، وهو ما يتطلب أن يقوم الجميع بواجبه تجاه حماية البيئة، كما يجب ألا يقتصر التوقف عن استخدام الأكياس البلاستيكية خلال أيام نهاية الأسبوع فقط، وأن يكون ذلك سلوكاً صديقاً للبيئة مدى الحياة.
وأشارت غادة محمد، أم لأربعة أبناء، إلى أهمية تغيير سلوكيات الشراء اليومية لتكون رفيقة بالبيئة عبر انتهاج سلوكيات تخفض بطريقة ما من الاستخدام المتزايد للبلاستيك، دون أن يقتصر ذلك على الأكياس، وإنما ليشمل التوقف عن شراء المنتجات كافة الموجودة في أوعية بلاستيكية نظراً للكلفة العالية لإعادة تدويرها، ولتأثير البلاستيك على مقدرات الحياة.
وقالت إنها تتجه إلى اقتناء الأكياس ذات الاستعمال المُتكرِّر، والتي أصبحت متوافرة عند جميع صناديق الدفع في أماكن التسوق التجارية، مؤكدة أن تغيرات بسيطة كهذه من الممكن أن تحدث فرقاً كبيراً في البيئة.
ويذكر أن استخدام الأكياس الجديدة لأربع مرات يخفف 18% من نسبة استخدام الأكياس البلاستيكية التقليدية، ويُسهم في خفض انبعاث الغازات الناتجة عن الاحتباس الحراري بنسبة 20%، أما استخدام هذه الأكياس 20 مرّة فسيُخفف 82% من استخدام الأكياس البلاستيكية التقليدية.