محمد إبراهيم (الجزائر)
في أول تصريحات له منذ توليه منصبه، قال اللواء سعيد شنقريحة، رئيس الأركان الجزائري بالنيابة، إن بلاده تعرضت لمؤامرة خطيرة بهدف ضرب استقرارها وتقوض أركان الدولة، مشيداً بدور الجيش في مواجهة هذه المؤامرة.
وأضاف شنقريحة الذي تولى منصبه بالنيابة عقب وفاة الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع، رئيس الأركان الراحل، يوم 23 ديسمبر الجاري، «لقد اجتزنا جنباً إلى جنب مع شعبنا في الفترة الأخيرة من تاريخنا المعاصر، مرحلة حساسة تعرضت بلادنا خلالها لمؤامرة خطيرة، بهدف ضرب استقرار الجزائر وتقويض أركان الدولة وتحييد مؤسساتها الدستورية والدفع بها إلى مستنقع الفوضى والعنف».
وأضاف أن «القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، تفطنت لخطورة هذه المؤامرة وأدارت هذه المرحلة بحكمة وتبصر، من خلال العمل على دعم المسيرات السلمية وحمايتها دون أن تراق قطرة دم واحدة، علاوة على مرافقة مؤسسات الدولة وتمكينها من أداء مهامها في أحسن الظروف، والإصرار على البقاء في ظل الشرعية الدستورية والتصدي لكل من يحاول المساس بالوحدة الوطنية».
ومنذ بداية الحراك الشعبي في فبراير الماضي، أعلن الفريق قايد صالح أكثر من مرة أن الجيش وقف حائلاً أمام المؤامرات التي تحيكها قوى خارجية لم يسمها بالتعاون مع أذنابها في الداخل.
وفي سبتمبر الماضي، حكم القضاء العسكري الجزائري بالسجن لمدة 15 عاماً بحق كل من السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره، والجنرال محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق، والجنرال عثمان طرطاق مديري المخابرات السابقين، ولويزة حنون الأمين العام لحزب العمال (يساري) بتهمة التآمر على سلطة الدولة والجيش، فيما قضى بالسجن لمدة 20 عاماً بحق الجنرال خالد نزار وزير الدفاع الأسبق، ونجله وشريكه بنفس التهمة، إلا أنهم هاربون خارج البلاد.
وأكد اللواء شنقريحة أن الجيش الجزائري وأجهزة الأمن ساهما في إنجاح تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وشفافة، وتأمين العملية الانتخابية وضمان جو من الهدوء والطمأنينة.
وجرت الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر الجاري، وفاز بها الرئيس تبون بعد حصوله على نسبة 58.13% متغلباً على 4 منافسين.
وقطع رئيس الأركان الجزائري بالنيابة الطريق على من يروجون لفكرة تدخل الجيش في الحياة السياسية قائلاً «نؤكد أننا سنبقى مجندين في خدمة الوطن، ولن نتخلى عن التزاماتنا الدستورية، مهما كانت الظروف والأحوال، وسنظل بالمرصاد في مواجهة أعداء الوطن، وكل من يحاول المساس بسيادتنا الوطنية».
من جهة أخرى، وعلى صعيد مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة التي يرأسها عبد العزيز جراد، نفى حزب حركة البناء الوطني الذي يرأسه المرشح الرئاسي السابق عبد القادر بن قرينة (منشق عن حزب حركة مجتمع السلم الذراع السياسية لجماعة الإخوان) أن الحزب لم يجلس مع أي كان وعلى طاولة بحث عن أولويات عمل الحكومة أو تشكيلتها أو مناقشة وزارات متوقع إسنادها لحركة البناء الوطني.