مصطفى عبدالعظيم (دبي)

للمرة الأولى في تاريخ معارض «إكسبو» العالمية تحظى الفنون البصرية المعاصرة بحضور استثنائي في فضاء «إكسبو 2020 دبي»، من خلال 22 عملاً فنياً يجري العمل على إنجازها من قبل أشهر الفنانين العالميين والإماراتيين، عبر برنامج الفنون البصرية المعاصرة لـ«إكسبو 2020» الذي يستلهم من «كتاب المناظر» لعالم الرياضيات والفلك والفيزياء، العربي الشهير ابن الهيثم العائد إلى القرن الحادي عشر، حيث إن ابن الهيثم أبو علوم البصريات، الذي كان لجهوده الأثر الحاسم في التطور العلمي والفني «وصولاً إلى التصوير والسينما».
طارق أبو الفتوح المنسق الفني لبرنامج الفنون البصرية، في «إكسبو 2020 دبي»، كشف أمس عن ملامح البرنامج وما سيتضمنه من أعمال فنية متنوعة تحظى الإبداعات الإماراتية والعربية والأفريقية والآسيوية بنصيب وافر منها، فضلاً عن توزيعها وفقاً للنسيج العام للمخطط لتأخذ الزوار في رحلة بصرية نصف دائرية تمتد لما بعد الحدث من خلال استقرار 7 أعمال ضمن إرث «إكسبو 2020» لتبقى خالدة في ذاكرة المكان.
وأشار إلى أنه من هذه الحقيقة التاريخية المفعمة بالزهو، تأتي اللحظة الاستثنائية التي يوفرها معرض «إكسبو 2020»، لاستدعاء كتاب ابن الهيثم ليشكل سياقاً شاعرياً للتفكير في عالم اليوم، إذ نستحضر من بين صفحاته أشعة الضوء والعدسات والمرايا، ويدعونا إلى التطلع نحو النجوم والكواكب وسعة الكون، وأيضاً لطرح منظور فريد لرؤية الأعمال الفنية المعاصرة، بما يتطلبه ذلك من إعادة قراءة للجوانب الفلسفية والنظرية لدى صاحب «كتاب المناظر»، الذي يقول إن إدراك الصورة الكلية يتشكل في التخيل، وإن ما يتم رؤيته بالعين لا يضمن مصداقية الشكل الحقيقي للأشياء التي لا تكتمل إطلاقاً من دون المعرفة المسبقة والذاكرة والقدرة على القياس، وكلها عوامل تساعد الإنسان على تكوين الصورة في «عالم الخيال».
ووفقاً للبرنامج، سيكون للفن المعاصر حضوره الباهر والمؤثر في الفضاء العام في موقع «إكسبو 2020» على مدى ستة أشهر هي مدة فعاليات ذلك الحدث الاستثنائي، وكذلك إرث بصري وجمالي دائم ومتناغم ومتداخل مع النسيج الحضري لهذا الجزء المستقبلي من المدينة، كما ستكون تلك هي المرة الأولى في تاريخ دولة الإمارات والعالم العربي، حيث نرى تشابك أعمال كبار الفنانين المعاصرين، المحليين والعالميين، في متن النسيج العمراني والهندسي، كنقاط جذب ومعالم رئيسية ومحورية في الحياة العامة، وتضفي على الموقع سمة معاصرة وحيوية.