الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص.. «الحدث الأهـم» باكتساح
القمزي «البطل الرياضي الأول».. ونورة الكتبي «أفضل رياضية»

رضا سليم (دبي)

ساعات قليلة وتطوي الرياضة الإماراتية عام 2019، بكل ما فيه من إنجازات وميداليات وبطولات ورفع علم الدولة في المحافل الخارجية، والتمسك بشعار المركز الأول، الذي يمثل هدف الجميع، ونحن مقبلون على عام جديد يمثل مرحلة جديدة في مسيرة الرياضة الإماراتية، التي تتطلع للكثير والكثير من الإنجازات والبحث عن الصدارة في كل الميادين.
واعتدنا في «الاتحاد» مع نهاية كل عام أن نجري الاستفتاء السنوي لأفضل النجوم والأحداث على مدار العام المنقضي، ووصلنا إلى النسخة السادسة منه وهو الأول من نوعه على المستوى المحلي لنجوم العام في رياضة الإمارات، وهذا العام يقام بمشاركة 219 شخصية، للتصويت في 5 فئات هي شخصية العام الرياضية وأفضل إنجاز، وأفضل رياضي، وأفضل رياضية والحدث الأبرز في عام 2019.
وما سطره نجومنا في مختلف الألعاب خلال العام الحالي الذي أوشك على الانتهاء من إنجازات رائعة ساهمت في تعزيز مكانة الدولة في خارطة الرياضة العالمية، ورفعت رايات الفخر في ميادين التألق والإبداع، ورسمت الفرحة فوق الوجوه، وأدخلت البهجة إلى القلوب، ما هو إلا دفعة معنوية جديدة تجدد الطموحات وتدفع أبناء الوطن إلى الأمام وتشعل فيهم روح التحدي.
ولم تكن الإنجازات في الميداليات فحسب، بل امتد الأمر إلى تنظيم البطولات، حيث كان عام 2019 به الكثير من الأحداث التي استضافتها الدولة وكان لها رد فعل على المستوى القاري والعالمي أبرزها دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، «أبوظبي 2019» التي كانت ومازالت حديث العالم وبفوزها بجائزة «شايو» وأيضاً تنظيم نهائيات كأس آسيا لكرة القدم «الإمارات 2019»، وحصول أبوظبي على لقب عاصمة الرياضة العالمية، وغيرها من الأحداث التي لم تتوقف على مدار العام.
وعلى المستوى الإداري كانت هناك إضافة جديدة، سواء من خلال استمرار أبناء الإمارات في مناصبهم الخارجية أو دخولهم للمرة الأولى في اتحادات قارية ودولية ولعل أبرزهم فوز قيس الظالعي بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي للرجبي ليتفوق أبناء الإمارات في القيادة على دول كثيرة لها باع طويل في اللعبة يمتد لأكثر من 100 عام وهو ما يؤكد قدرة أبناء الوطن على القيادة داخليا وخارجيا، واحتفظ ماجد العصيمي برئاسة البارالمبية الآسيوية لدورة جديدة من 2019 إلى 2023.
هناك العديد من الإنجازات، التي لا تنسى في عام 2019 يأتي في مقدمتها ما حققه اتحاد الجو جيتسو من إنجازات على مدار العام، إلا أن بطولة العالم الأخيرة في أبوظبي كانت الأبرز وأيضاً ما حققه منتخب الشباب للقدرة وفوزه ببطولة العالم، والرقم القياسي الذي حققته رياضة المرأة في دورة الألعاب الخليجية التي أقيمت بالكويت حيث أحرزت بطلاتنا 56 ميدالية، بواقع 24 ذهبية، و14 فضية، و18 برونزية، وهناك إنجازات كثيرة على مستوى الدراجات التي تربعت على العرش الآسيوي وغيرها من الألعاب التي أكدت أن الإمارات قادرة بأبنائها على تحقيق الرقم الصعب في كل المشاركات.

اختيارات منطقية لنجوم 2019
طرحنا الاستفتاء على الوسط الرياضي، كي يشمل جميع الرياضيين والفئات، سواء على مستوى الألعاب وليس كرة القدم فقط، وأيضاً على مستوى الاتحادات الرياضية والأندية وعدد كبير من الشخصيات الرياضية التي لها رؤية خاصة في الأحداث والإنجازات، بالإضافة إلى الأندية وشركات كرة القدم وعدد من الإعلاميين.
واختار المشاركون في الاستفتاء بالأغلبية الساحقة، معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد سباقات الهجن، للفوز بلقب الشخصية الرياضية لعام 2019، نظراً لبصمته الكبيرة في سباقات الهجن، وإحياء وتعزيز ثقافة سباق الهجن ونشر التوعية لدى الجيل الجديد، والوصول بهذه الرياضة للعالمية، وحصل على 186 صوتاً من أصل 219، وبنسبة 85%، فيما توزعت بقية الأصوات على عدد من القيادات والشخصيات الرياضية، التي ساهمت بشكل كبير في إحداث طفرة في المجال الرياضي خلال عام 2019.
أما أفضل إنجاز لعام 2019، فقد ذهب إلى منتخب الجو جيتسو بطل العالم في البطولة أقيمت على بصالة مبادلة أرينا في مدينة زايد الرياضية بأبوظبي، بمشاركة 69 دولة من مختلف أنحاء العالم، الشهر الماضي، وحصد خلالها المنتخب الوطني 52 ميدالية ملونة، توزعت بين 18 ذهبية، و14 فضية، و20 برونزية، لتفوق منتخب الجو جيتسو على جميع المنتخبات المشاركة، ليحل بالمركز الأول من حيث التصنيف العام، متفوقاً على روسيا وبولندا اللتين حلتا بالمركزين الثاني والثالث على التوالي.
وحصل منتخب الجو جيتسو في الاستفتاء على 123 صوتاً بنسبة 56%، وجاء منتخب الشباب للقدرة الفائز ببطولة العالم في المركز الثاني برصيد 39 صوتاً بنسبة 18%، ومنتخب أصحاب الهمم الذي حقق عدداً كبيراً من الميداليات في بطولة العالم لألعاب القوى وتأهل للدورة البارالمبية بطوكيو 2020 في المركز الثالث برصيد 31 صوتاً وبنسبة 14%.
وجاء إنجاز رياضة المرأة في الدورة الخليجية الأخيرة وتحطيم الرقم القياسي من الميداليات والتي وصلت إلى 56 ميدالية ملونة في المركز الثالث برصيد 22 صوتاً وبنسبة 10%، فيما جاء فريق الشارقة لكرة اليد والذي حقق برونزية آسيا ولقب السوبر الإماراتي البحريني في المركز الأخير برصيد 4 أصوات وبنسبة 2%.
ونال لقب الرياضي الأول هذا العام، راشد القمزي صاحب لقب بطولة العالم لزوارق «الفورمولا- 2»، بالجولة الختامية من بطولة العالم لزوارق «الفورمولا - 2»، في العاصمة أبوظبي، وجاء القمزي في الصدارة بعدما حصل على 134 صوتاً بنسبة 61%، وجاء في المركز الثاني البطل الذهبي عمر الفضلي نجم منتخبنا للجو جيتسو، الفائز بذهبية العالم للشباب، وذهبية العالم للكبار في عام واحد، ثم فاز بذهبية أبوظبي العالمية واستحق جائزة أبوظبي العالمية. وحصل الفضلي على 42 صوتاً بنسبة 19%، وفي المركز الثالث جاء زميله فيصل الكتبي الذي حقق العديد من الإنجازات العالمية والقارية برصيد 18 صوتا وبنسبة 8%، وفي المركز الثالث محمد القايد صاحب الميدالية الفضية في سباق 400 متر، في بطولة العالم لأصحاب الهمم لألعاب القوى دبي 2019، والذي حجز بطاقة التأهل إلى الألعاب الأولمبية المقبلة (طوكيو 2020)، محققاً 18 صوتا بنسبة 8%، ودخل علي مبخوت مهاجم منتخبنا الوطني ونادي الجزيرة لكرة القدم والهداف التاريخي القائمة برصيد 9 أصوات وبنسبة 4%، ثم أحمد المنصوري نجم الدراجات، والذي حقق عددا من الميداليات القارية، وحصل على 9 أصوات بنسبة 4%، وعبدالعزيز العنبري مدرب فريق الشارقة في المركز السابع وحصل على 6 أصوات بنسبة 3%. ولم يكتفِ راشد القمزي بالتتويج ببطولة العالم فقط، بل حصد لقب جولة العاصمة، وحقق 95 نقطة من أصل 100 في مسيرته بالمونديال البحري هذا الموسم، ليصنع لنفسه تاريخاً جديداً، وامتداداً من التفوق في الرياضة البحرية بعدما قبل التحدي على مدار المواسم الماضية، حيث حل وصيفاً لمونديال الفورمولا -2 الموسم الماضي، وبطلاً في موسم 2017. وذهب لقب أفضل رياضية إلى نورة الكتبي بطلة البارالمبية، والتي تربعت على عرش الاستفتاء، بعدما حققت البطاقة التأهيلية لدورة الألعاب البارالمبية المقبلة في طوكيو 2020، من بوابة بطولة العالم لألعاب القوى لأصحاب الهمم، التي أقيمت بدبي، والمثير أن نورة حققت بطاقة التأهل إلى طوكيو مرتين في رمي الصولجان ودفع الجلة. وحققت نورة الكتبي رقماً قياسياً في الأصوات، بعدما حصلت على 175 صوتاً وبنسبة 80%، والمثير في الأمر أن جميع المنافسات في هذا اللقب من فئة أصحاب الهمم، باستثناء لاعبة واحدة، حيث دخلت الترشيحات سهام الرشيدي بطلة ألعاب القوى، والتي حققت العديد من الميداليات العالمية وحصلت على 22 صوتا بنسبة 10%، ثم زميلتها مريم المطروشي بطل رمي الرمح والقرص ودفع الجلة 11 صوتا بنسبة 5%، وهيفاء النقبي رباعة منتخب أصحاب الهمم 7 أصوات بنسبة 3%، ودخلت لطيفة الحوسني بطلة المبارزة، التي نجحت في حصد الذهب في دورة رياضة المرأة الخليجية بالكويت في القائمة وحصلت على 4 أصوات بنسبة 2%. وتربعت دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» على قمة فئة «الحدث الأبرز» لعام 2019، وهو الحدث الذي فاز مؤخراً بجائزة «شايو»، التي تمنح لمنظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاعين العام والخاص، تكريماً لجهودها وإسهاماتها في تعزيز الوعي بحقوق الإنسان في منطقة الخليج بفضل رؤية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وسجلت الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أعلى نسبة تصويت، بعدما حصلت على 197 صوتاً، وبنسبة 90%، ودخلت نهائيات كأس آسيا لكرة القدم «الإمارات 2019»، في قائمة الأحداث الأبرز كون البطولة عادت للإمارات مجدداً بعد 23 عاماً، حيث كانت آخر مرة عام 1996، وحصل الحدث على 13 صوتاً بنسبة 6% فيما نالت بطولة العالم لألعاب القوى لأصحاب الهمم التي استضافتها دبي مؤخراً، وشهدت مشاركة قياسية من الدول واللاعبين واللاعبات، 9 أصوات بنسبة 4%.

سلطان بن حمدان «حصن الهجن»
يُعد معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، بمثابة «الحصن» للرياضات التراثية، لدوره في عالم سباقات الهجن، حيث يتصدر معاليه المشهد، بصفته رئيس اتحاد سباقات الهجن، وأيضاً لما يقدمه من جهود كبيرة من أجل الحفاظ على هذه الرياضة وعلى الرياضات التراثية بشكل عام، كما أنه يعد من الشخصيات المؤثرة، التي قدمت الكثير لهذه الرياضة، ليس فقط داخل الدولة، بل على المستويين الخليجي والآسيوي أيضاً. ويشغل معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، منصب رئيس اللجنة التنظيمية الخليجية لسباقات الهجن، بجانب دعمه للاتحاد الآسيوي لسباقات الهجن، وله أيادٍ بيضاء على الهجن العربية من خلال دعمه المستمر لكل المهرجانات والسباقات، وهو لا يتوانى في حضور هذه السباقات، منها مهرجان شرم الشيخ الدولي لسباقات الهجن، وسباقات الهجن بمنطقة الديسة بوادي رم بالمملكة الأردنية الهاشمية، ومهرجان طانطان في المملكة المغربية، بالإضافة إلى حضور جميع البطولات والسباقات في دول الخليج. وساهم معاليه بدور كبير في تطوير رياضة الهجن من خلال تغيير القوانين التي تحافظ على قيمة هذا الموروث، والحرص على استمرار المسابقات على مدار العام، دون توقف في أكثر من 30 ميداناً، يتقدمها موسم الختاميات في الوثبة والمرموم، بالإضافة إلى بقية السباقات على مستوى إمارات الدولة، بالإضافة إلى السباقات الصيفية، وأيضاً الاهتمام بالمزادات، التي تخص الهجن وحضوره لها للتأكيد على أهمية الحفاظ على السلالات الخاصة بهجن السباقات. اعتاد معالي الشيخ سلطان بن حمدان، التواجد في الميدان ليس فقط لمتابعة السباقات، بل أيضاً من خلال زيارة معاليه للملاك في العزب والاستماع لمقترحاتهم، التي من شأنها أن تساهم في تطوير منظومة السباقات، وتبادل الآراء معهم في اتجاه التطوير المستمر. تحت قيادته، تطورت أنظمة سباقات الهجن خلال السنوات الأخيرة، ووصلت إلى تسهيل عمليات التسجيل للملاك والمضمرين والهجن من خلال «تطبيق» خاص، وهو ما أحدث نقلة نوعية في زيادة عدد المشاركين من بوابة التكنولوجيا الحديثة. امتدت النجاحات إلى منتخبنا الإمارات للهجن، والذي تصدر قمة كأس الخليج في 6 نسخ وحصوله على 54 ميدالية ذهبية و37 فضية و34 برونزية، وآخرها بطولة الكويت بحصول المنتخب على 9 ميداليات منها 4 ذهبيات و3 برونزيات وفضيتان، كما فاز المنتخب بدورة الألعاب الخليجية الثانية، والتي أقيمت في الدمام 2015. امتدت عطاءات معاليه إلى الرياضة بشكل عام من خلال تواجده في عدد كبير من الأحداث الرياضية، بجانب أنه سبق له تولي رئاسة نادي الجزيرة من عام 1986 إلى 1992، وله بصمات واضحة يذكرها الوسط الرياضي.

الأولمبياد الخاص «رسالة الإنسانية»
تصدرت دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019، قمة الأحداث الأبرز لعام 2019، بعدما جمعت الدورة أكثر من 7500 رياضي و3 آلاف مدرب، يمثلون 200 جنسية مختلفة، تنافسوا بالحدث الرياضي والإنساني الأكبر على مستوى العالم على مدار 10 أيام، لتتحول الدورة إلى حدث تاريخي لن ينساه العالم، سواء من حيث التنظيم أو عدد اللاعبين أو الدول المشاركة، كما جسد العديد من المشاهد الإنسانية الملهمة التي لا تنسى.
لم تكن «عالمية» الأولمبياد الخاص حدثاً إنسانياً عادياً، بل نموذجاً رائداً للتنمية المستدامة ومنارة لنشر قيم التسامح والمحبة والتعاون بين البشر، كما أن الدورة عكست رسالة دولة الإمارات الحضارية والإنسانية إلى العالم، لما تحمله من معانٍ سامية في المسؤولية المجتمعية المشتركة، ورؤيتها في تمكين أصحاب الهمم وإيمانها العميق بدورهم المهم في المجتمعات. ودخلت الدورة موسوعة الأرقام القياسية ليس فقط في عدد الدول والمشاركين والمدربين والمتطوعين، بل تعد ثاني أكبر حدث رياضي في الكرة الأرضية، فلم يسبق أن شهد أي حدث رياضي أقيم خلال السنوات الماضية، مشاركة هذا العدد من الدول، باستثناء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الأخيرة، التي احتضنتها البرازيل في عام 2016.. وتفوق الأولمبياد الخاص الإماراتي على جميع البطولات العالمية، حيث شهدت نسخة دورة الألعاب البارالمبية في عام 2016 بالبرازيل أيضاً، مشاركة لاعبين من 159 دولة، مقابل 92 دولة خاضت منافسات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية 2018، التي نظمت بالطبع النسخة البارالمبية، وشاركت فيها 49 دولة. وحقق «الأولمبياد العالمي» مكاسب لا حصر لها على المستوى الإنساني، بفضل دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في تحقيق النجاح العالمي والاستثنائي لدولة الإمارات في استضافة الدورة في إطار تمكين أصحاب الهمم وإبراز قدراتهم ومهاراتهم وتشجيعهم لتحقيق النجاحات والإنجازات الوطنية، بالإضافة إلى المكاسب المادية، بعدما حققت الدورة 957 مليون درهم من الناتج الاقتصادي و500 مليون درهم من إجمالي القيمة المضافة خلال الاستضافة. وكانت أبوظبي أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف الحدث منذ انطلاق دورة الأولمبياد الخاص قبل أكثر من 50 عاماً، مع المشاركة العالمية الاستثنائية في فعاليات هذه الدورة من قبل آلاف اللاعبين والمدربين من مختلف دول العالم.

الجو جيتسو «بطل الكرة الأرضية»
في الداخل والخارج، وعلى بساط البطولات القارية أو العالمية يؤكد منتخب الجو جيتسو دوماً أنه معدن الذهب الذي يظل براقاً مشعاً بعلم الدولة على منصات التتويج.
في شهر نوفمبر الماضي، جمعت العاصمة أبوظبي تحت مظلتها 69 دولة بمجموع 1500 لاعب ولاعبة شاركوا في بطولة العالم للجو جيتسو، التي أقيمت تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي بصالة مبادلة أرينا. كان التنظيم رائعاً والأجواء كانت حماسية على بساط البطولة وفي المدرجات، وضاعف من النجاح التألق اللافت لنجوم المنتخب الوطني من الشباب والكبار من السيدات والرجال، حيث صال وجال جميعهم ونجحوا في كتابة أسمائهم في سجلات تاريخ البطولة الأكبر في عالم اللعبة.
الصدارة بجدارة.. كانت العنوان الأبرز لمنتخب الجو جيتسو في البطولة، بعد أن حصد لاعبوه ولاعباته 52 ميدالية ملونة بواقع 18 ذهبية و15 فضية و19 برونزية، ليؤكدوا أنهم دوماً الرهان الناجح.
تألق فيصل الكتبي ليحصد ذهبية وزن 94 وصال وجال زايد الكثيري ليعلن أنه الفتى الصاعد بقوة بعد أن حصل على ذهبيتي وزن تحت 56 كجم للكبار والشباب، وكذلك أكد عمر الفضلي أن المستقبل بخير بعد أن رفع علم الدولة خفاقاً بالذهب في وزن 62 كجم. الإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني أشاد به الجميع هنا في الإمارات، وكذلك خارج الحدود، سواء الاتحاد الدولي للعبة أو الاتحادات الأهلية التي شاركت، حيث اتفق الجميع على أن أبوظبي هي النهر الذي يدر عطاؤه على العالم في هذه اللعبة، وأن بصماتها ودعمها السبب الرئيس وراء الانتشار الواسع الذي تحقق لرياضة الفن النبيل في شتى أنحاء المعمورة. واستحق لاعبو ولاعبات منتخبنا الوطني، الذي شارك في البطولة الحصول على الجائزة الكبرى بعد هذا الإنجاز الكبير، باستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي استقبل الأبطال وهنأهم على الإنجاز العالمي الكبير الذي تحقق في وجود 69 دولة من مختلف أنحاء الكرة الأرضية.

راشد القمزي «البحار الأول»
راشد القمزي.. بطل من سلالة الموهوبين، الذين يعرفون الطريق إلى منصات التتويج، بعدما رفع علم الدولة في العديد من المحافل، إلا أن القمزي تحول إلى حديث العالم في عام 2019، بعدما نجح في الفوز بلقب بطولة العالم للفورمولا - 2، للمرة الثانية بعدما حقق اللقب من قبل عام 2017، كما فاز هذا الموسم بلقب تحدي روين الكلاسيكي للفورمولا -2 لعام 2019، فاستحق أن يحصد لقب أفضل رياضي في الاستفتاء.
بدأ القمزي مسيرة اللقب العالمي من خلال المشاركة في 5 سباقات، ونجح في تحقيق المركز الأول في السرعة في جميع السباقات، كما حقق المركز الأول في 4 سباقات والثاني في سباق واحد، وبدأ بسباق كوناس في ليتوانيا، وحقق المركز الأول وحصد 20 نقطة، ثم المركز الثاني في سباق تونسبرج بالنرويج وحصد 15 نقطة، ثم عاد مجدداً للمركز الأول في سباق بردنيزي الإيطالي، وكرر ذلك في سباق البرتغال وكان على موعد مع التتويج في جولة أبوظبي، بعدما حقق المركز الأول ورفع رصيده إلى 95 نقطة، وضعته على قمة العالم، ليؤكد أنه البحار الأول في العالم والبطل بـ95 نقطة.
تحول بطلنا الذهبي القادم بقوة في سباقات عالم البحار إلى حديث الساعة خلال الموسم الحالي، بعد الإنجازات التي حققها، إلا أن مشواره على طريق الفوز بالسابقات لم تكن بين يوم وليلة، فقد بدأ القمزي (مواليد 1992)، أولى مشاركاته في سباقات البحر مع فريق أبوظبي وبشكل رسمي من خلال المسابقات البحرية في موسم 2012، وفي بطولة العالم لزوارق الفورمولا - 4، وقد شارك قبلها في بطولة الإمارات للدراجات المائية لسنتين قبل أن ينتبه فريق أبوظبي إلى موهبته ويقرر ضمه إليه في وقت مبكر.
وشارك القمزي في منافسات الفورمولا - 2 العالمية للمرة الأولى موسم 2016، وأحرز وصافة جولة ماكون الفرنسية، كما سبق له أن توج مرتين بكأس القارات للفورمولا ولسنتين متتاليتين 2013 و2014، إضافة إلى إحراز آخر ألقابه وهو لقب بطولة الفورمولا- 4 في موسم 2016، وهو اللقب الذي وضعه على طريق النجومية والشهرة، وانطلق منها ليحقق المزيد من الألقاب التي جعلته حديث العالم وبات وجهة مميزة للإمارات وسفيراً فوق العادة في كل البطولات العالمية.

نورة الكتبي «أيقونة التحدي»
نورة الكتبي.. لاعبة بمواصفات بطلة تعشق التحدي، أنارت طريقها بالبطولات والإنجازات والميداليات العالمية، ومع كل حديث قاري أو دولي يسطع اسمها على منصات التتويج، ولكن لاعب منتخبنا الوطني لأصحاب الهمم ونادي العين قالت كلمتها في مونديال ألعاب القوى لأصحاب الهمم بدبي عندما نجحت في أن تتأهل للدورة البارالمبية بطوكيو 2020، وهي أول صاحبة همة تحقق هذا الإنجاز، لتوجه رسالة إلى بقية اللاعبين واللاعبات بأن التحدي نحو طوكيو 2020، بدأ والمشوار ما زال طويلاً، والفرصة قائمة لتأهل لاعبين آخرين.
تحفل مسيرة نورة الكتبي بالعديد من النجاحات، وتعد أول فتاة إماراتية في تاريخ اللعبة تحصل على ميدالية فضية في الألعاب البارالمبية «ريو 2016»، في أول ظهور لها في هذا الحدث «البارالمبي» لتطرق باب المجد الأولمبي بقوة. وكانت الإنجازات التي حققتها نورة الكتبي، في السنوات الماضية قد فتحت لها الباب للفوز بجائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في فئة الرياضية المتميزة ذات الإعاقة الإماراتية عام 2012، لتنطلق اللاعبة إلى آفاق أكبر والسير على درب الإنجازات، وهو ما ضاعف مسؤوليتها لترك بصمة خلال مشاركتها في دورة ريو لتحقق ما سعت إليه والذي عزز إنجازاتها السابقة. وحققت نورة العديد من الإنجازات خلال مسيرتها متحدية الإعاقة بعزيمة كبيرة، حيث كانت الإرادة سلاحها في جميع مشاركاتها لتحصد النجاح تلو الآخر، مما جعلها محل الإشادة خلال محطاتها المختلفة. ولعل أبرز الإنجازات التي حققتها في مسيرتها هي فضية في بطولة العالم للشباب «الأيواز» «الإمارات» في مسابقة رمي الصولجان 2011، كما فازت بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للشباب لألعاب القوى في التشيك وفضية الصولجان في ملتقى العين الدولي الثالث «الإمارات» 2012، وذهبية الصولجان دورة الألعاب الثالثة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون «البحرين» 2013، كما أحرزت فضيتين في الألعاب العالمية للشباب في المملكة المتحدة، الألعاب الآسيوية البارالمبية «كوريا الجنوبية 2014، وذهبية الصولجان «بارالمبية» غرب آسيا الأردن 2019. ويبقى التأهل إلى طوكيو 2020، هو الإنجاز الأبرز للبطلة في عام 2019، من بوابة مونديال دبي، كما حطمت الرقم الآسيوي في دفع الجلة، لتسطر تاريخاً جديداً من الإنجازات وهو ما يرشحها لتحقيق إنجاز جديد في طوكيو 2020، مثلما فعلتها في ريو 2016.

العنبري في الصورة
دخل عبدالعزيز العنبري مدرب فريق الشارقة لكرة القدم في قائمة أفضل الرياضيين لعام 2019، ورغم أنه حصل على عدد قليل من الأصوات، إلا أن ترشيحه جاء بناء على ما قدمه لفريق «الملك الشرقاوي» والحصول على درع الدوري بعد غياب طويل استمر لمدة 23 عاما وهو ما يعد إنجازاً بكل المقاييس ووجهة مميزة للمدربين المواطنين، ومازالت أسهم العنبري عالية هذا الموسم بصدارة الدوري حتى الآن والنتائج المتميزة التي يحققها الفريق الشرقاوي.

صوت واحد
رشح خالد الفهيم رئيس جمعية الإمارات للترايثلون، حمدان أحمد لاعب الترايثلون لجائزة أفضل لاعب في عام 2019، وجاء الترشيح بعدما حصل اللاعب على 7 بطولات محلية، ويعول منتخب الإمارات على اللاعب الناشئ الذي يثبت قدرته في تحقيق المراكز الأولى في كل البطولات، إلا أن حمدان لم يحصل إلا على صوت واحد من رئيس الجمعية.

لطيفة ضمن القائمة
دخلت لطيفة الحوسني لاعبة منتخبنا الوطني للمبارزة قائمة أفضل رياضية في الأمتار الأخيرة، ورغم أنها جاءت في المركز الأخير في الترتيب العام، إلا أن وجودها في القائمة يؤكد حجم الإنجازات التي حققتها خلال العام، وأبرزها الميدالية الذهبية في دورة رياضة المرأة الخليجية بالكويت، ويتوقع أن تواصل لطيفة إنجازاتها على المستوى الخارجي مع الدفعة المعنوية، التي حصلت عليها برفع علم الدولة في حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة في جاكرتا.