سعيد ياسين (القاهرة)

دشنت خلال الآونة الأخيرة عدد من المهرجانات السينمائية العربية الجديدة، والمقرر إقامة دوراتها الأولى خلال الشهور المقبلة، ومنها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، والذي سيقام في جدة في المملكة العربية السعودية، وتنطلق دورته الأولى من 12 إلى 21 مارس المقبل، ومهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكوفونية، وتقام دورته الأولى من 12 إلى 17 يونيو المقبل، ويهتم بسينما الدول الناطقة بالفرنسية، ومهرجان عمّان السينمائي الدولي ويهدف إلى تطوير وتعزيز سينما عربية تعكس إبداع المنطقة وتعالج قضاياها الراهنة، ويقام في الفترة من 13 إلى 18 أبريل، ومهرجان «بورسعيد لسينما العالم القديم» ويقتصر على سينما قارات العالم القديم، وهي آسيا وأفريقيا وأوروبا، ومهرجان يقام في مدينة العلمين المصرية.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن المهرجانات الجديدة تمثل إضافة مهمة للسينما والعاملين فيها ولجمهورها، يرى البعض الآخر أنه كان من الأولى توجيه الأموال التي تنفق على هذه المهرجانات لتمويل إنتاج أفلام جيدة، خصوصاً أن بعض الدول المنظمة للمهرجانات الجديدة عدد أفلامها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ويواجه البعض الآخر مشكلة عدم وجود أفلام فعلية تقوم بإنتاجها، أو تمثلها في مهرجاناتها القائمة بالفعل منذ فترة طويلة.
إلى ذلك، قال الناقد والباحث الجزائري عبدالكريم قادري: «أي مهرجان سينمائي هو مساهمة في إدارة عجلة الإنتاج وصناعة الأفلام، بشرط أن يملك المعطيات الأساسية، والميزانية المحترمة، والإدارة الجيدة للوصول إلى النجاح المطلوب، وهذا ما حققه مثلاً مهرجان «الجونة» السينمائي في دوراته الثلاث الماضية، وهو ما ننتظره من مهرجان البحر الأحمر بجدة، حيث نتوقع أن ينال نجاحاً كبيراً في المنطقة العربية، ويصبح منافساً قوياً لمهرجاناتنا الكبرى، ما سيخلق سوقاً منافسة ويساهم في تطوير السينما العربية، خاصة من خلال رصد مبالغ مالية لدعم الإنتاج».
وأشار قادري إلى أن هناك مهرجانات جديدة تحصل على الدعم المالي من الحكومة، وهو ما يجعلها تمثل عبئاً على الدول التي تنظمها.
وتعجب المؤلف المصري محمد حلمي هلال من إقامة مهرجانات جديدة، وقال: «توجد دول عربية لا تنتج أفلاماً، فلماذا تقيم مهرجانات سينمائية؟» وتوقف عند المهرجانات التي تقام في عدد من المحافظات المصرية. وأضاف أن غالبيتها يأتي على حساب الهدف الرئيس منها، حيث تغلب عليها المظهرية والمحسوبيات والشللية. واعتبرت المنتجة والموزعة المغربية أسماء أكريميش أن تدشين مهرجانات سينمائية عربية جديدة ظاهرة صحية، حيث تتيح الفرصة لعناصر العملية الفنية السينمائية لتطوير أدواتهم واهتماماتهم، بداية من صناع السينما، وخصوصاً جيل الشباب، ومروراً بجهات الإنتاج الحكومية والخاصة، وفتح آفاق أوسع للعرض والتمويل، وانتهاءً بالجمهور الذي تتاح له فرص مشاهدة جيدة ومتنوعة يصعب توفرها مع عدم وجود هذه المهرجانات.
ويرى الناقد السينمائي المصري حسام حافظ أن مهرجانات السينما في الماضي كانت منصة لعرض الأفلام والتنافس على الجوائز، ولكن مع زيادة عددها أصبحت في حاجة لإعطاء ميزة لتشجيع المخرجين الشباب على تقديم سيناريوهات والتنافس على الحصول على دعم إنتاجي لتقديم أفلامهم الأولى، وبعض المهرجانات تمنح دعما إنتاجيا لمخرجين كبار لإنتاج مشترك مع القطاع الخاص تشجيعاً لهم، وأكد أن هذه المبادرات ستكون مفيدة لمستقبل السينما العربية.