أبوظبي، مقديشو (وام، وكالات)
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة حادث التفجير الإرهابي الذي وقع صباح أمس، بالقرب من مركز أمني في العاصمة الصومالية مقديشو من خلال سيارة مفخخة، وأدى إلى سقوط أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية. وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وقُتل أكثر من 100 شخص على الأقل وأصيب العشرات العديد منهم طلاب جامعيون، بانفجار شاحنة مفخخة في منطقة تشهد ازدحاماً مرورياً في العاصمة الصومالية مقديشو جرّاء وجود نقطة تفتيش ومكتب لتحصيل الضرائب، في إحدى أسوأ الهجمات التي يشهدها هذا البلد.
ودان الرئيس محمد عبدالله فرماجو الهجوم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية «صونا». وقال الرئيس إن «هذا العدو يعمل على تنفيذ الإرادة التدميرية للإرهاب الدولي، لم يقوموا أبداً بأي شيء إيجابي لأجل هذا البلد، لم يبنوا طريقاً، لم يبنوا مستشفيات أو مراكز تعليمية». وأضاف «كل ما يفعلونه هو القتل والتدمير والرأي العام الصومالي يدرك ذلك جيداً».
بدوره، شكل رئيس الوزراء حسن علي خيري لجنة طوارئ لإغاثة الجرحى. وقال رئيس الوزراء لإذاعة مقديشو «سنسعى إلى تأمين مساعدة طبية خارج البلاد لمن لا يمكن التعامل مع حالتهم الصحية فيها، ندعو الرأي العام الصومالي، داخل وخارج البلاد، إلى المشاركة في مساعدة الضحايا، والى الوقوف معاً في مكافحة الشباب».
وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد عوض، إن القتلى بينهم العديد من الطلبة ومواطنان تركيان.
وقال عضو في البرلمان الصومالي على «تويتر» إنه أُبلغ بأن عدد القتلى تجاوز الآن 90 شخصاً منهم 17 من أفراد الشرطة.
بدوره، قال عبد القادر عبد الرحمن حاج ادن مؤسس خدمة «آمن للإسعاف» إن عشرات الأشخاص أصيبوا.
ووصف الضابط في الشرطة إبراهيم محمد الانفجار بأنه كان «مدمّراً»، وأضاف «تأكدنا من أن مواطنين تركيين، يعتقد أنهما مهندسان يعملان في مجال تشييد الطرقات، بين القتلى، لا نملك تفاصيل بشأن إن كانا يمرّان في المنطقة أم أنهما يقيمان فيها».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار. لكن حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تشن مثل هذه الهجمات بانتظام في محاولة لتقويض الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة وقوات من الاتحاد الأفريقي.
وقال ثلاثة شهود لرويترز إن فريقاً صغيراً من المهندسين الأتراك كان عند نقطة تفتيش «إكس كنترول» وقت وقوع الانفجار حيث كان المهندسون يعملون في تشييد طريق من نقطة التفتيش إلى المدينة، وأضافوا أن الانفجار دمر سيارة خاصة بالمهندسين.
وقال علي عبدي علي هوشو، وهو مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية، على «تويتر» إن نقطة التفتيش كانت أيضاً نقطة لتحصيل الضرائب. ونُقل المصابون إلى مستشفى المدينة حيث رأى شهود عيان عشرات الجرحى يصلون إلى المكان في سيارات الإسعاف. وقالت ممرضة طلبت عدم ذكر اسمها إن المستشفى استقبل أكثر من 100 مصاب.
وتجمع أقارب المصابين أمام المستشفى ووقفوا عند مدخله يبكون ويبحثون عن معلومات عن ذويهم. وقال رئيس بلدية مقديشو عمر محمود للصحفيين من مكان الانفجار إن الحكومة تؤكد إصابة 90 مدنياً على الأقل في الانفجار ومعظمهم طلاب.
وقبل أسبوعين، قتل 5 أشخاص عندما هاجم عناصر حركة «الشباب» فندقاً في مقديشو، يتردد إليه سياسيون وشخصيات في الجيش ودبلوماسيون، بعد محاصرته لساعات. وكان أسوأ هجوم أسفر عن قتلى واتُهمت «الشباب» بالمسؤولية عنه في أكتوبر 2017 عندما انفجرت شاحنة ملغومة بجوار صهريج وقود في مقديشو مما أدى لحريق هائل أودى بحياة نحو 600 شخص.
وفي سياق آخر، أعلنت حركة «الشباب» الصومالية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عن اغتيال ضابط في الجيش الصومالي أمس، إثر إطلاق النار عليه في منطقة «سوق المواشي» بمديرية «هلوا» في مقديشو، طبقا لما ذكره موقع «الصومال الجديد» الإخباري.
وأشارت الحركة في بيان، أن مسلحيها أطلقوا النار على ضابط يدعى محمد إسحاق فأردوه قتيلاً وهربوا من الموقع. وبحسب شهود عيان، وصلت قوات الأمن الصومالية على الفور إلى مكان الحادث، إلا أنها لم تتمكن من إلقاء القبض على المسؤولين عن اغتيال الضابط.
اسـتنكار عربي ودولي للهجوم
أدانت مملكة البحرين التفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من نقطة تفتيش في العاصمة الصومالية مقديشو أمس، وأسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وأكدت وزارة الخارجية في بيان تضامنها مع الصومال في جهودها الرامية لمكافحة الإرهاب، مجددةً موقفها الثابت المناهض بشدة للعنف والتطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله. وفي عمان، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية التفجير الإرهابي. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز موقف المملكة الرافض والمدين للإرهاب بأشكاله وصوره كافة. كما أدانت مصر التفجير، ونقل بيان رسمي تعازي مصر، حكومةً وشعباً، لحكومة وشعب الصومال ولأسر الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين. كما أكد البيان على رفض مصر التام لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، فضلا عن تضامنها مع دولة الصومال للحفاظ على أمنها واستقرارها. بدوره، أدان البرلمان العربي حادث التفجير الإرهابي، واصفاً إياه بـ«الجبان». وأعرب مشعل السلمي رئيس البرلمان العربي في بيان عن التضامن مع الصومال في جهودها لمحاربة الإرهاب وفرض سياسة الدولة. وفي القاهرة، حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في العاصمة الصومالية مقديشو، واستهداف الأسواق التجارية والمناطق المزدحمة، خاصة قبيل العام الميلادي الجديد. وأوضح مرصد الإفتاء أن تنظيم «القاعدة» الإرهابي يحتفظ بعناصر له في الصومال وأفغانستان واليمن وغرب أفريقيا، وأنه من المحتمل أن تلتحق به بعض عناصر «داعش» الإرهابية الفارَّة من العراق وسوريا، وقد تصطدم به بعض العناصر الأخرى في مزيج من التحالف والمواجهة. وأكد المرصد أهمية منع حركة «الشباب» الصومالية من مصادر تمويلها الأساسية.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن التفجير هدفه زعزعة الاستقرار في الصومال. وجاء في بيان صدر عن الوزارة: «ندين بقوة هذا الهجوم الإرهابي الهمجي الذي راح ضحيته مدنيون، من البديهي أن يكون الهدف من هذا الهجوم الدموي هو زعزعة الاستقرار في الصومال».