محمد نجيم (الرباط)

يحتفي متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، بثلاث رسامات ورائدات للفن الفطري في المغرب ممن قمن بوضع الأسس الأولى لهذا الفن، وحلّقن به في آفاق الشهرة والعالمية، ووصلت أعمالهن إلى أعرق دور العرض والمتاحف العالمية.
الشعيبية طلال (1929-2004)، وفاطمة حسن الفروج (1945-2011)، وراضية بنت الحسين (1912-1994)، ثلاث نساء اقتسمن هوية مُشتركة، ونفساً فنياً مشتركاً، ينهل من التربة المغربية، ونشأن في بيئة مغربية ووسط قروي، حيث ارتبطن بالأرض، وتشبَّعن بالموروث الشفوي المغربي وارتبطن بالعادات والطقوس والفنون الشعبية المغربية، وأيضاً بالرموز والحناء والوشم، وكل ما تحتفل به الثقافة الشعبية المغربية.
وعلى الرغم من تطرقهن للمواضيع نفسها، إلا أن معالجة كل واحدة منهن لهاته التيمات تبقى مختلفة ومتفردة، إذ يوضح نهج كل واحدة منهن بساطة الحلول التقنية والصور التي اعتمدتها. ولعل هذا المعرض فرصة لتقدير عوالمهن الفنية المختلفة.
وأكد مندوب المعرض عبد العزيز الإدريسي أن العوالم التي تجسدها صباغة الفنانات الثلاث «تتحدى رموز منظور الصباغة الأكاديمية. وهكذا، فإن الفضاء في رسوماتهن كثيف للغاية، برغم شساعة الإطار والمحيط الممثلين. إن المناظر الطبيعية والمشاهد تعطي انطباعًا بأن العمل يتجاوز أبعاد اللوحة التي تستمر في التطور خارج الإطار، وهو بذلك يشير إلى ما لا نهاية العالم الواقعي. إن عدم وجود المنظور لا يمنع من تنظيم جيد للفضاء. كما يظهر تأثير عمودي في عمل راضية بنت الحسين عندما تضع مواضيعها الأمامية في الأعلى وفي مركز تركيباتها التي تتميز في الغالب بزخرفة عمودية. في حين تسلط الشعيبية طلال بدورها الضوء على الشخصيات، وتعالج الفضاء المحيط كعنصر ثانوي حاضر في أعمالها كخلفية مسطحة تعرض المشهد أو الصورة أو المنظر الطبيعي، أما فاطمة حسن الفروج فأعمالها تتميز بتراتبية المشاهد، حيث تختلط المواضيع بالفضاء من خلال استعمالها لأسلوب زخرفي وهندسي.