سعيد ياسين (القاهرة)

تميزت ملامح الفنانة زيزي البدراوي بالرومانسية والصدق ما كان سبباً لدخولها قلوب الجمهور العربي، حتى أنها صنفت بأنها رمز «الرومانسية» بين ممثلات جيلها.
ولدت فدوى جميل البيطار في 9 يونيو 1944، وعشقت التمثيل منذ صغرها، وبدأت مشوارها في السينما وهي في العاشرة، حيث شاركت في فيلم «أربع بنات وضابط» مع أنور وجدي 1954، ثم بدور صغير في فيلم «بورسعيد» 1957، واختار مكتشفها الحقيقي المخرج حسن الإمام لها اسماً فنياً، هو «زيزي» على اسم ابنته.
وحقق لها فيلم «إحنا التلامذة» أمام عمر الشريف في العام 1959 نجاحاً لافتاً، وجعلها على قدم المساواة من حيث الشهرة مع سعاد حسني ونادية لطفي.
وشاركت بعده في فيلم «البنات والصيف» مع عبدالحليم حافظ 1960، وأثناء تصوير الفيلم وقعت معها شركة إنتاج فنية عقد احتكار لمدة عامين، على أن تقدم ثلاثة أفلام في العام مقابل 750 جنيهاً في الفيلم، والغريب أن الشركة لم تقدم معها أي عمل، ودخلت في أزمة كبيرة لم تخرجها منها إلا هند رستم التي أشركتها معها في بطولة فيلم «المراهق الكبير» ثم «شفيقة القبطية».
وكانت البدراوي تدين بالفضل، في خطواتها الفنية الأولى، لهند رستم التي وقفت إلى جوارها وتعلمت منها الدقة في مواعيد التصوير والحرفية في التعامل مع زوايا الكاميرا.
وشاركت خلال رحلتها في 30 فيلماً، منها «امرأة على الهامش» و«بين القصرين» و«عريس لأختي» و«آخر شقاوة»، كما شاركت مع جيل الشباب في عدد من الأفلام، منها «حبك نار» و«على جنب يا أسطى».
وحصرها غالبية المخرجين في أدوار الفتاة الرومانسية الطيبة طوال العشرين عاماً الأولى من حياتها الفنية، ثم الأم التي تضحي بكل غالٍ ونفيس من أجل أولادها، إلا أنها تمردت على هذه الأدوار في عدد من الأعمال التي جسدت فيها أدواراً لسيدة شريرة أو أرستقراطية وغيرها.
وشاركت البدراوي في عشرات المسلسلات التلفزيونية، ومنها «بوابة الحلواني» و«الدوائر المغلقة» و«بيت الجمالية» و«رد قلبي» و«خلف الأبواب المغلقة» و«أفراح إبليس».
وكانت تعتز كثيراً بمشاركتها في مسلسلين انتقلت من خلالهما لأدوار الأم، وكانا من علامات الدراما العربية، الأول «ليالي الحلمية»، وجسدت فيه شخصية «نجاة هانم»، والثاني «المال والبنون» وقدمت شخصية الأم المضحية بنفسها لكل من عبلة كامل وحنان ترك. وشاركت أيضاً في عدد من المسرحيات، منها «هاملت» و«شيء في صدري» و«أولادنا في لندن».