محمد حامد (الشارقة)
على الرغم من أن ممارسة كرة القدم، في مستواها الاحترافي الأعلى تتطلب الرشاقة والمرونة، والتركيبة الجسدية التي تجمع بين القوة والنحافة وارتفاع معدل اللياقة، إلا أن النجم الإسباني المالي أداما تراوري، البالغ 23 عاماً، أسقط هذه النظرية، حيث يملك عضلات أقرب إلى أبطال رياضة كمال الأجسام، أي أن كتلته العضلية تبدو للوهلة الأولى غير متناسبة مع كرة القدم، خاصة أن الركض لفترات طويلة، وهو من أساسيات اللعبة يطلب بنية جسدية لا تملك كتلة عضلية ضخمة، حيث إن عداء المسافات الطويلة في ألعاب القوى يجب أن يكون نحيفاً، أما نجوم المسافات القصيرة وسباقات السرعة مثل الـ 100 و الـ 200 متر مثلاً، فإنهم من أصحاب التركيبة العضلية.
تراوري المولود في إسبانيا، والذي تعود أصول أسرته إلى مالي، والذي تعلم كرة القدم في برشلونة، أصبح حديث الصباح والمساء في أوروبا بكاملها، وفي إنجلترا على وجه التحديد، فقد سجل هدفاً وصنع آخر في مرمى مان سيتي، ليقود فريقه وولفرهامبتون للفوز بثلاثية لهدفين، في ختام مباريات المرحلة الـ 19 للبريميرليج، كان تراوري حاضراً على المستويين البدني والمهاري بصورة تفوق أي لاعب في الفريقين، وحصل على لقب رجل المباراة، ونجح في إكمال 10 مراوغات، أي أنه قدم الأداء الذي يجمع بين القوة وارتفاع اللياقة والمهارة.
وسبق لتراوري، أن سجل ثنائية في فوز فريقه على السيتي، في موقعة استاد الاتحاد ذهاباً، الأمر الذي جعل بيب جوارديولا، المدير الفني لمان سيتي، يحذر منه قبل المباراة الأخيرة، وعاد عقب المباراة ليؤكد أنه قاطرة بشرية، ولا يمكن لأي دفاع التصدي له، حينما يكون في أفضل حالاته، كما أشار يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول، وقبل ساعات من المواجهة المرتقبة مع وولفرهامبتون، والتي تقام اليوم في إطار مباريات المرحلة الـ 20 للبطولة الإنجليزية، إلى أن مهمة دفاع ليفربول في الحد من خطورة أداما تراوري، سوف تكون أكثر صعوبة من مهمة مراقبة جيمي فاردي هداف البريميرليج ونجم فريق ليستر سيتي. وتابع كلوب: «تراوري يملك السرعة الاستثنائية والقوة، ومن الصعب جداً الدفاع أمامه والحد من خطورته، أعتقد أن السيطرة عليه سوف تكون أكثر تعقيداً من رقابة جيمي فاردي، تراوري لاعب قوي منذ أن كان في صفوف البارسا، ربما يكون هو الأكثر سرعة وقوة في البريميرليج الآن، ويجب أن نجعل مهمة وولفرهامبتون صعبة، وفي الوقت ذاته نشعر أن مواجهة تراوري لن تكون سهلة، تلك هي المعادلة».
بالعودة إلى جوارديولا، فقد أكد بواقعية كبيرة أن الاستمرار في التفكير في لقب الدوري لم يعد منطقياً، فقد ارتفع الفارق إلى 14 نقطة لمصلحة فريق ليفربول، مع وجود مباراة مؤجلة للريدز، وفي حال نجح الفريق الأحمر في الفوز بها، فسوف يصبح الفارق 17 نقطة، وعلى الرغم من بقاء 19 مباراة لكل فريق، وهو عدد كبير، ويمكن أن يحدث تغير كبير في جدول الترتيب، إلا أن الحالة التي عليها ليفربول، وتقديم هذه المستويات الثابتة، والتوازن الكبير الذي يظهر به الفريق دفاعاً وهجوماً، يجعل فرصة خسارته لكل هذا العدد من النقاط أمراً صعباً، وأقر بيب بأن المهمة باتت صعبة، بل لم يعد من المنطقي التفكير في لقب الدوري.
وعلى الرغم من رفض جوارديولا، الاعتراف بأن لقب دوري الأبطال أصبح الأولوية الأولى في مسيرة الفريق الموسم الحالي، في ظل المتغيرات الحالية، بقوله: إن التفكير في لقب دوري الأبطال فقط قد يجعل الفريق يخسر فرصة المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري، ومن ثم التأهل إلى دوري أبطال 2020 - 2021، إلا أن الهزيمة من وولفرهامبتون هو نقطة التحول الحقيقية، التي سوف تجعل السيتي أكثر تركيزاً في البطولة القارية، والتي يشكل الفوز بها حلماً كبيراً لجماهير النادي.