إبراهيم سليم (أبوظبي) - أعلنت هيئة الصحة أبوظبي، الهيئة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، أمس، عن برامج التثقيف الصحي للإمارة للعام 2012 – 2013، والتي تقام جميعها تحت رعاية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. ويأتي دعم سموها لهذه البرامج من باب حرص سموها ومتابعتها وتأكيدها على أهمية الصحة العامة، وما للتوعية والتثقيف الصحي من أثر في تطور المجتمع الإماراتي. وبحسب الإحصاءات، تم تسجيل 2902 حالة وفاة في إمارة أبوظبي في عام 2011، بينهم 32% مواطنون، و68% وافدون، وأن 55% تقريباً من إجمالي الوفيات يمكن الوقاية منها، ما يعني 1670 وفاة تقريباً يمكن تجنبها سنوياً في إمارة أبوظبي. كما أن 581 وفاة ناجمة عن الإصابات والعوامل الخارجية (يمكن الوقاية منها بنسبة 100%)، بفضل هذه البرامج. كما نجح برنامج مكافحة سرطان الثدي، والذي أُسس عام 2008، بالتعاون مع اللجنة الوطنية العليا لمكافحة سرطان الثدي، حيث حقق زيادة في عدد السيدات اللواتي قمن بالتصوير الإشعاعي للثدي (الماموجرام) بمقدار 44 في المائة، وانخفاض عدد حالات سرطان الثدي المكتشفة في مراحل متأخرة بمقدار 11 في المائة، وانخفاض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بين مواطني دولة الإمارات بمقدار 5 في المائة، وهو ما يعنى نجاح كل البرامج التثقيفية التي تقام تحت رعاية أم الإمارات في تحقيق المستهدف منها. وحول رعاية سمو الشيخة فاطمة لحملات التثقيف للعام الجاري والمقبل، قال زيد السكسك مدير عام هيئة الصحة في أبوظبي، إن الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لبرامج الصحة العامة التي تعمل هيئة الصحة أبوظبي على تطبيقها هو انعكاس لما توليه سموها شخصياً من اهتمام للقطاع الصحي في الإمارة بشكل عام، وأهمية برامج الصحة العامة بشكل خاص في الارتقاء بمجتمعنا، وتحسين جودة الحياة لكل المقيمين في الإمارة. وأضاف السكسك أن هيئة الصحة – أبوظبي تعمل مع كل الجهات الحكومية والخاصة على توفير المعلومات والأدوات والبدائل الصحية، ورفع مستوى الوعي بين كل أفراد المجتمع حول السلوكيات الصحية وتحويلها إلى أسلوب حياة. وكجزء من خطتها التوعوية للعام 2012 - 2013 تعمل الهيئة خلال شهر رمضان الكريم على حملة إعلامية متلفزة، تستهدف سكان الإمارة وتحثهم على انتهاز حلول شهر رمضان الكريم للإقلاع عن التبغ بكل أشكاله، وتعريفهم بمراحل الإقلاع يوماً بيوم، وحثهم على ممارسة سلوكيات صحية مستدامة. وتشمل الخطة مجموعة من برامج التثقيف الصحي على مدار العام منبثقة من الأنشطة العالمية الخاصة بالصحة تُجرى في المدارس والشركات أو المؤسسات وتشمل يوم الطفل الخليجي، اليوم العالمي للسرطان، الأسبوع الخليجي الموحد لتعزيز صحة الفم والأسنان، وغيرها الكثير، والتي ستقوم الهيئة بتوفيرها من خلال موقعها الإلكتروني، إضافة إلى إطلاق حملات مختلفة كحملة وقاية (للحماية من أمراض القلب والشرايين وتشجيع أنماط الحياة الصحية)، وبرنامج وقاية في مكان العمل، إضافة إلى برنامج القيادة الآمنة، وصحة الفم والأسنان (للمدارس وللعامة)، وصحتي برعاية مدرستي، وحملات التوعية بالسرطان (سرطان الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم)، وحملات الوقاية التي تستهدف الصحة والسلامة المهنية (الوقاية من ضربات الشمس والسقوط من الارتفاعات). من جانبها، قالت الدكتورة أمنيات الهاجري، مدير دائرة الصحة العامة والسياسات في هيئة الصحة – أبوظبي، إن الهيئة تسعى إلى بناء مجتمع يتمتع أشخاصه بالصحة جسدياً، وعقلياً، وسلوكياً، من خلال الوقاية من الأمراض، وخفض عدد الوفيات التي يمكن الوقاية منها، وتحسين صحة سكان الإمارة، وذلك عن طريق مراقبة صحة السكان بصورة متواصلة واستحداث برامج الصحة العامة المستندة إلى الأدلة، والتي تركز على الأولويات الصحية للمجتمع، وتنفيذها، ومراقبة تأثيرها. هذا وتشمل أولويات الصحة العامة في إمارة أبوظبي الصحة القلبية الوعائية، حيث تعد الأمراض القلبية الوعائية السبب الرئيسي الأكثر شيوعا للوفاة في الإمارة، ومكافحة استخدام التبغ، والذي يعد من أخطر الآفات العالمية المسببة للعديد من الأمراض القاتلة، ومكافحة السرطان بكل أشكاله ومحاولة اكتشافه في مراحل مبكرة، وصحة الأم والطفل، لما لها من أثر في خلق جيل صحي قادر على المساهمة في البناء، والارتقاء بالمجتمع والوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها. برنامج وقاية وتم هذا البرامج على مراحل، من بينها التثقيف والتوعية كمرحلة أولى، وشملت الكتيبات، وإعلانات الصحف، والتلفزيون، والإذاعة، وفي المرحلة الثانية استخدام التكنولوجيا، من خلال استخدام المواقع الإلكترونية، حيث يحتوي الموقع الإلكتروني لوقاية على معلومات تثقيفية وتوعوية للعامة عن مخاطر مرض الأوعية القلبية وطرق الوقاية منها، ونظام تحديد موعد الكشف السريري الذي يتطلب التعرف إلى ردود الأفعال عند الزيارة، والرسائل النصية القصيرة للتذكير بالمواعيد، والأنشطة المجتمعية، مثل ورش العمل، فعاليات المجالس، والأكشاك التوعية الصحية في مراكز التسوق والمنشآت الصحية، وتسويق العلامة التجارية لبرنامج وقاية لتشمل جميع السلوكيات الصحية. كما جذبت البوابة الإلكترونية لوقاية آلاف الزوار 8,529 من 84 دولة من الذين يتم تغطيتهم ببرنامج وقاية للفحص. كما تم تأسيس لجنة وقاية الاستشارية، وتتضمن أعضاء من هيئة الصحة بأبوظبي، والقطاع المدني بأبوظبي والهيئات الحكومية الرئيسية والمؤسسات الأكاديمية الرائدة، ومنظمات غير حكومية، لتكون بمثابة مصدر مستقل لتقديم الخبرة، والمشورة، بشأن البحوث والسياسات، والتدخل الفعال للسيطرة على الأمراض المزمنة وتفشي الأمراض. كما قامت الهيئة بإبرام العديد من الشراكات القوية استجابة لقضايا صحية، ومن الأمثلة على ذلك سرطان الثدي، إذ أظهر تحليل بيانات الهيئة أن سرطان الثدي هو أحد الأسباب الرئيسية لوفيات النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد دخلت الهيئة في شراكة رسمية مع مؤسسة سوزان جي كونها أكبر منظمة للسرطان في العالم بهدف رفع الوعي الصحي العام حول أهمية الفحص المبكر للكشف عن سرطان الثدي. كما قامت الهيئة بتوقيع اتفاقية مع هيئة الهلال الأحمر لتوفير الدعم والتبرع لمرضى سرطان الثدي، إضافة إلى مبادرات المجتمع لمكافحة هذا المرض. وشملت هذه المبادرات جميع الشركاء الآخرين في حملة مكافحة سرطان الثدي، وهم شركة أبوظبي للإعلام، اتصالات، نادي غنتوت للبولو، وفندق راديسون بلو بارك إن في جزيرة ياس، ومستشفى توام، إضافة إلى 40 منظمة تدعم الحملة أيضاً بطرق مختلفة. وساعد هذا التعاون الواسع في الحصول على نتائج مهمة إذ تم إجراء قرابة 14 ألفاً و511 حالة تصوير للثدي (ماموغرام) مع نهاية عام 2011، إضافة إلى حجز مواعيد لقرابة عشرة آلاف حالة للتصوير الماموغرافي، تمت عبر مركز الاتصال المخصص لهذا الغرض، وعبر الموقع الإلكتروني المخصص للحملة. ذكرت الدكتورة أمنيات الهاجري أن الهيئة تعمل من خلال برنامجها “صحتي برعاية مدرستي”، وبالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ومؤسسة زايد العليا للخدمات الإنسانية، وخدمات الصحة المدرسية - خدمات الرعاية الصحية الخارجية التابعة لشركة صحة- على ضمان توفير رعاية صحية جيدة لطلبة المدارس أثناء وجودهم في المدرسة، وإكسابهم السلوكيات الصحية الصحيحة مدى الحياة. وقامت الهيئة بالتعاون مع كل من مجلس أبوظبي للتعليم وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على تطوير وإطلاق دليل المقاصف المدرسية في إمارة أبوظبي، وقامت أيضاً بإطلاق برنامج أبوظبي تبتسم لصحة الفم والأسنان، بالتعاون مع شركة أورال بي كرست العالمية، وبرنامج التحدي الصحي لمدارس إمارة أبوظبي، والذي يهدف إلى برنامج مدرسي شامل يساعد على تشجيع المدارس للقيام بدور نشط وفعال في تعزيز أنماط الحياة الصحية وتهيئة بيئة مدرسية صحية ونشر التوعية الصحية لدى الطلبة.