«الشؤون الاجتماعية» تدعو إلى تكريس مفاهيم رعاية «الشيخوخة النشطة»
دبي (الاتحاد) - ناقش مجلس رمضاني نظمه مركز وزارة الشؤون الاجتماعية في دبي أمس، بالتعاون مع استراحة الشواب، تحت عنوان “المسنين”، واستضافته الشيخة فاطمة بنت حشر بن دلموك، أوضاع كبار السن في الدولة، والمشاريع الخاصة بهم، والخدمات التي تقدمها الوزارة لهم.
وأدارت المجلس فوزية طارش مديرة إدارة التنمية الأسرية في الوزارة، بمشاركة ما يزيد على 75 سيدة من مختلف الفئات العمرية، ومن جهات عدة، بالإضافة إلى موظفات من الوزارة والمركز، وعدد من سيدات المجتمع.
وقالت فوزية طارش، إن العالم شهد تحولات ديموغرافية بارزة في العقود الأخيرة، حيث بلغ عدد المسنين، ممن تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر، 737 مليوناً، في عام 2009، في حين يتوقع أن يرتفع هذا العدد بحلول عام 2050 إلى ملياري مسن، مشيرة إلى أن الوزارة بدأت اتخاذ الإجراءات المناسبة لزيادة الخدمات المقدمة لهذه الفئة، ونظمت ملتقى حوارياً لوضع استراتيجية خاصة بالمسنين، شاركت فيه أكثر من 20 جهة حكومية.
وأكدت طارش اهتمام الوزارة بكثير من الجوانب المتعلقة بحياة المسنين من خلال الدور الخاصة بهم، المنشرة في مختلف أنحاء الدولة، والتي تقدم الرعاية الصحية والنفسية اللائقة لهم، كدار رعاية المسنين في عجمان، واستراحة الشواب في دبي، ودار رعاية المسنين في الشارقة.
وقالت إن الوزارة تتجه إلى العناية بما يسمى “الشيخوخة النشطة”، عبر تحفيز المسنين على التمتع بحياة نشطة، من خلال تقديم المشورة لهم حول برامج التغذية والرياضة والعمل التطوعي والمشاركة المدنية، بحيث لا يركن المسن إلى الانعزال أو يحس بعدم الحاجة إليه.
وأكدت ضرورة وجود قاعدة بيانات كاملة عن جميع المسنين في الدولة، وتنسيق العمل بين الوزارة وجميع الجهات العاملة في هذه المجال، من خلال مذكرات تفاهم، تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات لفئة المسنين التي يمكن أن تتحول عبر الاهتمام بها من فئة تطلب الاهتمام إلى فئة قادرة.
من جانبها قالت الدكتورة سعاد محمد المرزوقي مساعدة العميد لشؤون الطلبة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات، إن احتياجات المسن تنقسم إلى قسمين، هما الاحتياجات الصحية كالفحص الطبي الدوري سواء الشهري أو السنوي، والاحتياجات المعنوية والنفسية، وهي توفير الحنان والاحترام، لا سيما وأن لدى المسن إحساساً دائماً بالفراغ العاطفي، لا يعوضه إلا عن طريق الاجتماعات مع الأهل والأصدقاء وتذكيره بالماضي وتعزيز الروابط الاجتماعية.
وتحدثت ليلى الزرعوني مديرة دار المسنين في عجمان عن آلية العمل في الدار، والسعي الدائم لتوفير بيئة آمنة للمسنين ومحاولة تفعيل نشاط “أصدقاء المسنين” من خلال دمج المسن في المجتمع، ومساعدته على تكوين علاقات اجتماعية، منوهة إلى مشروع “المجلس” الذي تتم دراسته في الوزارة حالياً، وهو عبارة عن مجلس شعبي مفتوح على الأحياء، ومصمم بطريقة ستجذب المسنين إليه بهدف ربطهم بالمركز وتقديم المساعدة الممكنة لهم.
بدورها تحدثت الدكتورة أمينة المرزوقي من وزارة الصحة عن خبراتها العلمية في مجال رعاية المسنين، والتجارب التي اطلعت عليها خلال زياراتها العملية لدول أوروبية كثيرة، وأكدت فكرة إنشاء نوادٍ خاصة بالمسنين، كتلك الموجودة في الغرب، والتي تهتم بالمسن من الجوانب النفسية والصحية والفكرية كافة.
ونوهت إلى ضرورة نشر الثقافة الصحية الخاصة بالمسن لدى أفراد المجتمع كافة، لتكون لديهم القدرة على التعامل مع المسن، والتمييز بين مجموعة من أمراض الشيخوخة المتشابهة التي قد يعانيها المسنون بشكل عام كالخرف والزهايمر والفقدان المؤقت للذاكرة.
وقالت فاطمه الفلاسي مدير مركز التنمية الاجتماعية في دبي، إن مراكز التنمية في الدولة تحاول تقديم التوعية المناسبة للعديد من الفئات الأخرى، حول الآلية التي يجب التعامل بها مع المسن والطريقة المناسبة للعناية به.
وختمت الشيخة فاطمة بنت حشر بن دلموك الحديث، معربة عن الشكر للحضور، ومطالبة بتفعيل مثل هذه المجالس لما لها من فائدة في زيادة الخبرة والتواصل.
وأكدت أن المسنين في أي مجتمع يمثلون الخير والمحبة والمرجعية، نظرا لما يمتلكونه من عواطف وخبرات كبيرة خلال السنوات الطويلة التي عاشوها، مشددة على ضرورة البحث الدائم من أجل الوصول إلى الطريقة المثلى للعناية بهم والاستفادة منهم.