حصة «نوكيا» في سوق الهواتف الذكية تتراجع إلى 15,2%
استطاعت شركتا “آبل” وسامسونج إلكترونيكس أن تسبقا شركة نوكيا التي طالما اعتلت مركز الريادة لتحتلان المركزين الأول والثاني في سوق الهواتف الذكية خلال الربع الثاني من العام الجاري، بحسب إحدى شركات البحوث، الأمر الذي يبرز مدى ما تعانيه الشركة الفنلندية من مصاعب في الحفاظ على صدارتها الماضية.
زادت حصة “آبل” في سوق الهواتف الذكية إلى 18,5% في الربع الثاني من 13,5% قبل ذلك بعام، بينما قفزت حصة سامسونج في سوق الهواتف الذكية إلى 17,5% من 5%، بحسب البيانات التي كشفت عنها مؤخراً مؤسسة ستراتيجي أناليتيكس لبحوث السوق. فيما شهدت نوكيا انحسار حصتها في السوق إلى 15,2% من 38,1% من عام مضى.
تشير البيانات إلى أن المنافسة المتكاثفة بين آبل وسامسونج يمكن أن تكتسب دفعة جديدة في ثلث السنة الثالث.
وستتنافسان للحصول على مركز مورد الهواتف الذكية الأول في الوقت الذي تتورط فيه الشركتان في عدد من الدعاوى القضائية في أنحاء العالم.
كما تعتبر سامسونج مورداً رئيساً لمكونات أجهزة آبل تشمل الرقائق والشاشات التي تستخدمها في ما تنتجه من أجهزة كمبيوتر شخصية وأجهزة “آي باد” و”آي فون”، الأمر الذي يزيد مسألة المنافسة تعقيداً.
ومن المرجح أن يشتد سباق الحصول على المركز الأول للفترة الباقية من العام، حسب نيل ماوستون المدير في ستراتيجي أنا ليتيكس الذي قال إنه ينبغي على سامسونج أولاً أن تعزز وجود منافذها لتجارة التجزئة للهواتف الذكية في دول مثل الولايات المتحدة والصين واليابان والمملكة المتحدة، كما يتعين عليها أيضاً تطوير وتحديث هواتفها المرتكزة على برنامج سوفتوير أندرويد من جوجل والمرتكزة على منصة ويندوز من مايكروسوفت ونظام تشغيلها الخاص بادا. وأخيراً لا بد لها من تطوير خدمات متطورة مرتكزة على الحوسبة السحابية على نحو يتيح للمستخدمين بلوغ ملفات بيانات شخصية وموسيقية لاسلكيا وتطوير هواتف ذكية عادية منخفضة السعر من أجل تحقيق مزيد من الانتشار، حسب ماوستون الذي قال إن سامسونج تحتاج استراتيجية ثلاثية المحاور لتواكب أبل ونوكيا في عام 2012.
طالما اعتبرت أبل رائدة برامج تتماشى مع جميع أجهزتها. ففي الخريف المقبل، تقدم أبل “آي كلاود”، وهي عبارة عن خدمة عبر شبكة الإنترنت تعنى بتوليف البيانات لاسلكياً وحفظ الملفات وأداء غير ذلك من المهام. وقالت الشركة التي زاد سعر سهمها عن 400 دولار مؤخراً ان مبيعات “آي فون” و”آي باد” أدت إلى زيادة صافي أرباحها الربعية بنسبة 78% إلى 3,25 مليار دولار للأشهر الثلاثة المنتهية في 26 يونيو الماضي.
تشير البيانات إلى مدى السرعة التي تغيرت بها الساحة التنافسية في سوق الهواتف الذكية والتي وفقاً لتقديرات ستراتيجي أناليتكس زاد حجمها إلى نحو 110 ملايين جهاز في ربع السنة الثاني بزيادة من 62,4 مليون جهاز من عام واحد مضى لتشكل نحو 30 في المئة من سوق الهواتف المحمولة عموماً. يذكر أن نوكيا كانت الرائدة السباقة ولكنها فقدت المركز الأول لآبل وشركات أخرى مثل سامسونج والتي شهدت زيادة حصصها بفضل استخدامها لبرنامج سوفتوير جوجل المسمى أندرويد.
وكانت نوكيا قد سجلت في شهر يوليو الماضي صافي خسارة حادة لربع عامها الثاني وخفضت مؤسسة خدمة مستثمري مودي تصنيف نوكيا الائتماني بنقطتين مؤخراً. وكان قد ثبت أن برنامج سوفتوير تشغيل نوكيا المسمى سيمبيان غير مستساغ من قبل المستهلكين.
وقالت نوكيا في وقت سابق من هذا العام إنها تعتزم اطلاق هواتف مرتكزة على ويندوز “مايكروسوفت” في مسعى إلى العودة بقوة إلى الساحة.
وكانت سامسونج التي استخدمت نظام تشغيل أندرويد في هواتفها جالكسي اس الذكية قد اكتسبت حصة أكبر في ربع السنة الثاني والذي بلغت فيه عمليات توريد الهواتف نحو 19,2 مليون جهاز بزيادة من 3,1 مليون جهاز قبل عام بحسب مؤسسة ستراتيجي ليتكس.
وقالت شركة سامسونج الكورية الجنوبية مؤخراً إن صافي ربح ربع عامها الثاني هبط بنسبة 18% إلى 3,51 تريليون وون “3,33 مليار دولار” غير أنها لم تكشف عن أعداد الأجهزة الهاتفية التي وردتها. ولكنها بناءً على التوقعات تجاوزت توريدات نوكيا من أجهزة الهاتف المحمول التي بلغت 16,7 مليون جهاز.
وباعت آبل 20,3 مليون هاتف ذكي في ربع العام الثاني، حيث ذكر كبير المحللين اليكس سبيكتور في التقرير أن نمو أبل ظل قوياً بالنظر إلى أنها وسعت شبكات توزيعها في أنحاء العالم وخصوصاً في الصين وآسيا.
ورغم أداء نوكيا المتواضع في قطاع الهواتف الذكية ظلت نوكيا رائدة السوق العالمية للهواتف المحمولة بجميع أنواعها في الربع الثاني من العام ما يعزى إلى شدة الطلب على الهواتف المتواضعة المستوى والعادية في الأسواق الناشئة. وبلغت حصتها في سوق الهواتف العالمية 24,5% في ربع العام الثاني متقلصة من 34,7% من عام مضى.
وارتفعت حصة سامسونج في سوق الهواتف المحمولة العالمية في ربع العام الثاني إلى 20,5% من 19,9% بينما زادت حصة أبل في السوق من 2,6 إلى 5,6% ما يضعها في المركز الرابع، فيما احتلت “إل جي إلكترونيكس” الكورية الجنوبية المركز الثالث بحصة سوقية بلغت 6,9% منخفضة من 9,6% في الربع الثاني من عام 2010. وكانت آبل قد رفعت دعوى قضائية على سامسونج في شهر أبريل مدعية أن سامسونج قلدت تصميم وشاشة “آي فون”. ثم لم تلبث أن أقامت سامسونج دعوى مضادة محتجة بأن “آبل” انتهكت براءات اختراع مرتبطة بتقنياتها في مجال الهواتف المحمولة. كما رفعت دعاوى أمام المفوضية الأميركية للتجارة الدولية، حيث تسعى كل من الشركتين إلى حظر بيع منتج الآخر في الولايات المتحدة.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
ترجمة: عماد الدين زكي