45 مليار برميل احتياطيات كردستان العراق من النفط
من المرتقب بدء تنفيذ الاتفاقيات التي أبرمتها كردستان حديثاً مع مجموعة من شركات النفط العالمية وحكومة العراق المركزية للتنقيب عن الخام، والتي تهدف إلى زيادة تصدير النفط بكميات ضخمة.
طالما اعتبرت كردستان محافظة نفط المستقبل، حيث تحتوي أراضيها على ما يقارب 45 مليار برميل نفط وما يتراوح بين 100 ألف و200 ألف مليار قدم مكعبة من الغاز، بحسب تقديرات اشتى حورامي وزير الموارد الطبيعية في حكومة كردستان الإقليمية.
وقال بول اثرتون مدير مالي مجموعة هيريتدج أويل المدرجة في سوق “إف تي إس إي” 250 للأوراق المالية: “لم يعد في العالم سوى القليل جداً من الحقول البرية الواعدة مثل تلك، غير أن ميزة المبادرة الأولى شديدة الأهمية”.
تصدر منطقة كردستان شبه المستقلة حالياً في المتوسط 175 ألف برميل مكافئ نفط يومياً من خلال مجلس العراق لتسويق النفط، بحسب وزارة النفط، وهو رقم يتوقع مسؤولون أن يزيد إلى 200 ألف برميل في اليوم بحلول آخر هذا العام.
وبموجب اتفاقية مهمة أجريت مفاوضاتها مع حكومة العراق في شهر فبراير الماضي تحصل كردستان حالياً على نصف إيرادات النفط كافة الذي تصدره ما يتيح لشركات منتجة مثل تركي جنرال اينرجي وسينوبك الصينية و”DNO” النرويجية استرداد تكاليف استثماراتها.
وفي شهر مايو الماضي، حصلت حكومة إقليم كردستان أول مدفوعات نفطية من بغداد بلغت 243 مليون دولار ما يساوي نصف صافي إيرادات صادرات أكثر من خمسة ملايين برميل من النفط بين مطلع فبراير و27 مارس، غير أنه من المأمول أن تزيد كردستان صادراتها إلى مليون برميل في اليوم بحلول عام 2015 عندما يتم إقرار قانون اقتسام الإيرادات الاتحادي بشكل نهائي بعد طول انتظار، والذي يمكن أن يضمن لإقليم كردستان نحو 17% من إجمالي إيرادات النفط من العراق.
وسيعني ذلك أيضاً الاعتراف أخيراً بعقود شركات النفط مع حكومة إقليم كردستان.
وتعتقد الحكومة الإقليمية أنه من الممكن بلوغ اتفاقية بحلول آخر هذا العام. وتعتبر اتفاقية فبراير اجراء بناء ثقة، حسب أحد المصادر، كما أن العراق في حاجة إلى هذا الدخل الإضافي.
وقال المصدر: نرى أن العراق خسر مليارات الدولارات بسبب الاختلافات السابقة حول متطلبات العراق الدستورية في شأن صادرات النفط والغاز”. وأضاف أنه سيسمح للشركات أن تصدر بالأسعار الدولية.
وتعتقد مجموعة الشركات المدرجة في سوق لندن أن المخاطر السياسية في سبيلها إلى الانحسار، وأن هناك رغبة في جني ثمار المنطقة الجاهزة للقطف قبل أن يفوت الأوان.
يذكر أن شركة جلف كيستون بتروليم المدرجة في بورصة لندن درجت على إنتاج أحجام صغيرة من النفط للسوق المحلية منذ شهر أكتوبر 2010. وتقوم الشركة حالياً بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان على إنتاج 10 آلاف برميل في اليوم بحلول نهاية هذا العام.
وفي أواخر شهر يوليو بدأت شركة بتروسلتيك بالاشتراك مع شركة هيس الأميركية المستقلة في حملة تنقيب كلفتها نحو 72 مليون دولار في حقلي نفط اثنين في كردستان مثلما فعلت ريبسول الإسبانية.
وقال بريان أوكاثين رئيس تنفيذي بتروسلتيك: “ميزة كردستان انها واعدة جداً. وهي من الأماكن القليلة التي يمكنك أن تكتشف فيها حقول البترول دون عناء يذكر.
فهي من نوع الحقول التي كان الناس يبحثون عنها ويحفروها في عام 1910”.
وقال أوكاثين: “إن عدد الشركات التي تدخل في اتفاقيات يزداد، وبالتالي يبدو أن الجائزة تبعد عنا. كنا لا نريد أن نفقد الفرصة”.
في ذات يوم تصريح بتروسلتيك، قالت شركة أفرين المدرجة في مؤشر إف تي اس إي 250 والتي كانت تكثف جهودها حتى ذلك التاريخ على نيجيريا أنها تعتزم دفع 418,7 مليون دولار لشركة كوميت المولدوفية لشراء حصة 60% في حقل برداراش و169,5 مليون دولار لحكومة إقليم كردستان للحصول على حصة 20 ألف في حقل عين سيفني القريب.
تحتوي حقول كردستان البرية ما يقدر إجمالاً بنحو 890 مليون برميل نفط حسب الشركة وهو ما يشكل موجودات أفرين الوحيدة خارج أفريقيا. وذكر أوسمان شاهنشاه رئيس أفرين التنفيذي أن هناك عناصر مشتركة بين نيجيريا وكردستان، الأمر الذي أتاح لشركات مستقلة دخول السوق، حيث قال: “في نيجيريا لا تشارك كبريات الشركات بسبب تدني الأسعار. وفي كردستان لا تشارك أيضاً كبريات الشركات بسبب أنها تقع في الجنوب.
ويرى صامويل كيسزوك أحد كبار محللي نفط الشرق الأوسط في آي اتش اس أن سبب عدم توجه كبريات الشركات مثل رويال داتش شل واكسون موبل التي لديها مشاريع كبرى في العراق - إلى كردستان يعود جزئياً إلى عدم الرغبة في استعداء بغداد.
وقال كيسزوك: “ما يقلل المخاطرة في كردستان هو الثقة في أنه سيتم التوصل إلى اتفاقية مع بغداد.
في الآونة الأخيرة درست فالاريس شركة النفط والغاز التي اشترك في إنشائها نات روثتشايلد ورئيس تنفيذي “بي بي” السابق طوني هايوارد الاستثمار في شركة جينيل التي تعد إحدى أكبر الشركات المنتجة في اقليم كردستان والتي لديها حصص أقلية في سبع تراخيص في حقلي تاق تاق وطوكي البالغ إجمالي إنتاجهما 110 آلاف برميل نفط في اليوم. غير أنه بالنظر إلى أن في كردستان كثيراً من المناطق الواعدة يعتقد العديد من المحللين أنه في وسع كردستان أن تصبح مركزاً ناشطاً لعمليات الاندماج والاستحواذ.
وقال فيل كوربيت محلل النفط والغاز في البنك الملكي لاسكوتلندا: “لم يعد في العالم كثير من الفرص المتاحة كتلك الفرص في إقليم كردستان الذي به كثير من الحقول البرية التي يسهل فيها التنقيب عن النفط واستخراجه”.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
ترجمة: عماد الدين زكي