البرامج الدينية.. غذاء للعقول والقلوب قبيل الإفطار
تتنوع البرامج التلفزيونية في شهر رمضان المبارك، وتأخذ الترفيهية منها مساحة واسعة، لكن يظل للبرامج الدينية نكهة متميزة خلاله، ذلك أنه، في جوهره، شهر التقوى والمغفرة، تقبل الأفئدة في رحابه على كل ما يوثق صلتها بالعمق الإنساني، ويصير للقول المعمد بمسحة الإيمان دلالاته الراسخة وأثره الحاسم.
يصف محمد العبيدلي برامج التلفزة الدينية بغذاء القلوب التي تظل جائعة بدونه، ويوضح أنه يتسمر أمام شاشة التلفزيون بعيد العصر من كل يوم ليتابع تلك البرامج التي يجد فيها مزيجاً نادراً من المتعة والفائدة. العبيدلي لا يبدي التزاماً كاملاً ونهائياً ببرنامج واحد: «جميعها تتصف بالثراء الروحي.
وتضيف الكثير إلى معلوماتي الدينية، كما تمنحني شعوراً غامراً بالثقة لكوني أتواصل مع شهر الله من مدخله الصحيح، أي من زاوية الإلمام بغاياته السامية، حيث لا تعود الصلة مع رمضان مقتصرة على الحاجات الدنيوية البسيطة، بل تغدو حالة راقية من التعبير عن نقاء نفسي لا يخالطه شيء».
برامج متمايزة
يشير العبيدلي إلى تمايز في برنامج «آفاق إيمانية» الذي تعرضه قناة أبوظبي الإمارات، حيث يستضيف فضيلة الشيخ محمد طالب الشحي وجوهاً مشرقة ببركة الرحمن، ويكون اللقاء فرصة قيمة ليحظى المشاهدون بما فاتهم من أفكار ومبادئ، وليضيفوا إلى رصيدهم الكثير من الثوابت المعرفية، ويكون بوسعهم طرح الأسئلة عما يشغل بالهم من تفاصيل في شؤون دينهم.
مثل عليا
كذلك توضح الدكتورة عفاف الشلي أنها تجد الكثير من الراحة، في الإصغاء إلى برنامج «صحابة في بيت النبوة» الذي تعرضه قناة أبوظبي الأولى.
ويستعرض خلاله المقدم الدكتور أشرف العسال سير صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، هو يفعل ذلك بأسلوب جذاب يشد المتلقي لاستنفار أقصى درجات الإصغاء، كذلك هو يسلط الضوء على أدق السمات في الشخصيات المتناولة، ويركز على تلك التي شكلت مبررات تمايزها، ذلك أن الصحابة، وفق محدثتنا، حازوا على خصائص نفسية وسلوكية جعلتهم مقربين من النبي، عليه الصلاة والسلام، هم اكتسبوا الكثير من وجودهم في تلك الدائرة النورانية، وذلك ما يشدد البرنامج على إبرازه لتبيان عناصر القوة في الدين الإسلامي، وإمداد الناس بملامح سلوكية لقادة تاريخيين عظام، يستحقون أن يكونوا قدوة ومثلاً عليا على مر الزمن.
تقوية الإيمان
يلقي برنامج «القلب السليم»، الذي يقدمه فضيلة الشيخ عمر عبدالباقي على فضائية دبي، قبولاً لدى المشاهد ابراهيم مصطفى، فهو «يتولى تزويد متابعيه بثقافة دينية معمقة، ترسخ في أذهانهم مفاهيم الإسلام السمحة، وتمنحهم إمكانية استدراك ما غاب عنهم من قيم دينية جديرة بالاستيعاب».
يؤكد ابراهيم أن متابعته البرنامج جعلته يشعر بالتقصير حيال الكثير من الأمور الدينية، ودفعته للتعمق في بعض قضايا الاسلام، مشيراً إلى أهمية هذا الإجراء في تثبيت إيمان المرء، ومساعدته على تجاوز الكثير من المعوقات التي يواجهها في حياته اليومية.
نحو المزيد
بدورها تكشف سناء شبلي عن أثر غير متوقع تركته في نفسها حلقات برنامج «لك صمتُ» الذي يقدمه فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي على قناة دبي الفضائية.
وتضيف شارحة: «أحسست أني مقصرة في الكثير من الواجبات التي يتطلبها الصيام الحقيقي، وبدا لدي واضحاً أن الأمر يتعدى ما أعرفه وما أمارسه خلال شهر رمضان، وأن من واجبي البحث عن المزيد من المعرفة، وهذا ما أنوي القيام به.
وقد بدأت في التفتيش عما يطور معارفي ومداركي، والفضل يعود بعد الله للشيخ العريفي، الذي أرجو من الله أن يجزيه عني وعن كل مشاهديه كل خير».
وجبة تلفزيونية
يقول الدكتور طارق الحبيب، معد ومقدم برنامج «لمسات نفسية» على تلفزيون أبوظبي، أن برنامجه يأخذ أبعاداً مختلفة في رمضان، حيث يتحول إلى برنامج يومي، في حين أنه أسبوعي في الأيام العادية، كذلك هو يركز على الطرح الديني في قالب مختلف، إذ يلامس العمق الإيماني وفق رؤية نفسية، ويساعد الإنسان على بناء الصلة بين البعد الذاتي والعمق الديني، وكما أن هنالك برامجا دينية تعتمد الوعظ، وأخرى تتوسل الأسلوب التربوي، يتميز «لمسات نفسية» بهويته النابعة من الذات البشرية، وطرق تواصلها مع الخالق، عز وجل، ومع الآخرين أيضاً، وصولاً إلى ذاتها، على قواعد دينية. الحبيب يوضح أن برنامجه يحظى بقبول مشاهدين على نطاق واسع، وقد صادف في أكثر من مكان من العالم، السويد خاصة، من يشيد بالبرنامج ويضعه في مقدمة اهتماماته، مشيراً إلى أن «لمسات نفسية» يمثل وجبة الإفطار التلفزيونية لفئة كبيرة من المشاهدين. كذلك ينوه محدثنا بكون البرنامج هو الأعرق عربياً بين أمثاله، وبكون محطة أبوظبي هي الوحيدة بين نظيراتها في العالم العربي التي تحرص على مواصلة تقديم هذا النوع من البرامج دون أي انقطاع.
بيان وتوجيه
بدوره يوضح فضيلة الشيخ محمد طالب الشحي أن برنامجه «آفاق إيمانية» ينطلق من مضامين دينية واجتماعية، اقتناعاً منه بأن الحياة في ظل شرع الله تحتاج إلى بيان وتوجيه، حيث يصار إلى التركيز على القيم السلوكية التي من شأنها التأثير على الفرد وعلى المجتمع، كما تتم إثارة بعض القضايا العامة، وفي مقدمتها قضية الأسرة بوصفها حجر الزاوية في بناء المجتمعات والأوطان.
الشيخ الشحي يؤكد أن برنامجه يحرص في الأيام العادية على استضافة نخبة من العلماء الضالعين في أمور الدين، أما في شهر رمضان فيستضيف العلماء الذين يحلون ضيوفاً على صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وهم من المتميزين في مكاناتهم الأكاديمية والفكرية والعلمية.
ثقة متبادلة
يبدي الشيخ محمد الشحي ارتياحه إلى حسن تجاوب المشاهدين مع برنامجه، حيث بالإمكان تلمس ذلك عبر مداخلاتهم الهاتفية التي تعكس تفاعلاً بناء.
كما يبدي المتصلون ثقة بالبرنامج تتمظهر عبر طرحهم لقضايا خاصة بمنتهى الأهمية في ساحة النقاش.
ويكشف الشحي أن البرنامج يعطي رأيه حيث يكون ذلك متاحاً، وفي حالات خاصة يتم تحويل بعض الأسئلة إلى جهات مختصة تكون أقدر على تقديم إجابات مقنعة لها.
المصدر: أبوظبي