المنامة (وكالات)
جددت مملكة البحرين أمس التأكيد على عدم وجود أي تغيير في المواقف إزاء قطر قبيل انعقاد القمة الخليجية المقبلة، وشددت على أن مطالب دول المقاطعة التي تضمها والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر مبنية على مبادئ لن تتغير. ودعا وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قطر إلى التخلي عن مكابراتها وإساءاتها المتزايدة ومواقفها المتشددة التي هي ليست في صالحها وتعود إلى رشدها، مؤكداً أنه ليس لدى الدول المقاطعة لقطر موقف خلاف ذلك. وقال رداً على سؤال حول احتمال مشاركة قطر في القمة الخليجية المقرر انعقادها في الرياض 9 ديسمبر: «موقفنا كما هو، هناك مطالب ومبادئ تقوم عليها هذه المطالب، وخلاف ذلك ليس لدينا موقف آخر».
واستنكر وزير الإعلام البحريني علي الرميحي الدور الخبيث والتحريضي الذي يقوم به الإعلام القطري حالياً لتشويه الرموز العربية والإسلامية، واستهدافه مؤخراً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بما يدحض ويكشف بوضوح زيف دعوات قطر للمصالحة. وكذَّب ترويج قطر عبر «الجزيرة» ومنصاتها الرقمية، أن تكون دول المقاطعة تحاول التراجع عن مواقفها. وشدد في مقابلة مع «وكالة الأنباء الألمانية» على أن نجاح الانتخابات النيابية والبلدية أفشل محاولات إيران وأذرعها لعرقلتها، ودعا مجلس الأمن الدولي لاتخاذ مواقف حاسمة وسد أي ثغرات تحاول طهران من خلالها تجاوز أثر العقوبات المفروضة عليها، مؤكداً أن هذه العقوبات خطوة على الطريق لترسيخ الشرعية وإجبار طهران على الحد من انتهاكاتها الصارخة لسيادة الدول.
وشدد الرميحي على أن حق المعارضة مكفول في البحرين وفق الأطر الدستورية والقانونية، وأن نجاح الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة عكس إدراك البحرينيين لحجم التحديات القائمة. وقال: «إيران وأذرعها بالمنطقة وأعوانها بالداخل والخارج حاولوا من البداية عرقلة العملية الانتخابية بدعوات للمقاطعة، فضلاً عن عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التي أرسلت للبحرينيين صبيحة الاقتراع، ولكن وعي الشعب كان كبيرا». مؤكداً أن وعي الشعب البحريني جاء أعلى من أي اعتبارات طائفية أو أيديولوجية أو حزبية أو ولاءات خارجية.
وأعرب الرميحي عن انزعاجه من تشكيك البعض في وجود تدخلات إيرانية بالبحرين، رغم توثيق هذه التدخلات بالأدلة، ونظرها أمام القضاء، بل وإدانتها من قبل منظمات خليجية وعربية وإسلامية، فضلاً عن نجاح الأمن البحريني، بالتعاون مع الأشقاء في الخليج، في الكشف عن بعض الشبكات والخلايا الإرهابية المرتبطة بإيران، والتقدم بشكاوى رسمية بشأنها إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية. ودعا المشككين إلى مراجعة أكثر من عملية إرهابية ثبت ضلوع إيران فيها، سواء بتشكيل الخلايا وتدريب عناصرها أو الدعم بالمال والأسلحة، وراح ضحيتها خلال السنوات الماضية أكثر من 25 شهيداً من رجال الشرطة وخلفت نحو أربعة آلاف مصاب، منهم 200 في حالة إصابة بعجز دائم، بخلاف استهداف للمنشآت الاقتصادية والحيوية والتعليمية.
وانتقد استمرار وسائل إعلام أجنبية في حصر المعارضة في تنظيم أو أبناء طائفة بعينها، وهي الطائفة الشيعية، والحديث عن قيامهم بمقاطعة شبه كاملة للعملية الانتخابية. وشدد على أن حق المشاركة بالعملية السياسية وحق المعارضة مكفول للجميع بالمملكة، وفق الأطر الدستورية والقانونية. وأكد أن مجلس النواب المنتخب لم ولن يكون أداة بيد السلطة ولا بيد أحد، بل هو مجلس يعبر عن إرادة الناخبين بجميع مكوناتهم واتجاهاتهم السياسية والفكرية والعقائدية.
وقال الرميحي رداً على سؤال «إن علي سلمان صدرت ضده أحكام قضائية عديدة، ليس لكونه شيعياً أو معارضاً أو من قبيل تنكيل السلطة بالمعارضة أو التضييق على حرية التعبير كما تردد بعض وسائل الإعلام، إذ أنه لا يوجد في البحرين سجناء سياسيون أو معتقلو رأي، وإنما جاء الحكم الأخير ضده على خلفية اتهامه بارتكاب أعمال عدائية ضد المملكة والإضرار بأمنها القومي، والتحريض على الطائفية والعنصرية، والتخابر مع الحكومة القطرية بقصد إشاعة الاضطرابات والفوضى، وما صاحبها من جرائم وأعمال عنف وتخريب». وشدد على أن حق الدولة في فرض سيادة القانون وتطبيق الأحكام القضائية، وتحديداً فيما يتعلق بجرائم الإرهاب واستهداف أمن البلاد، لا يعد بأي حال من الأحوال استهدافاً للمعارضة أو النشاط الحقوقي أو مساساً بالمجتمع المدني».
واستنكر الرميحي الدور الخبيث الذي يقوم به الإعلام القطري حالياً لتشويه الرموز العربية والإسلامية، وهو ما برز مؤخراً في استهدافه لولي العهد السعودي، واعتبر أن هذا يدحض ويكشف بوضوح زيف دعوات قطر للمصالحة. وسخر من محاولة البعض تصوير جولة ولي العهد السعودي الموسعة بكونها محاولة لتجميل صورته وصورة المملكة، مؤكداً أن ولي العهد السعودي ليس بحاجة لأي سبب لزيارة أي دولة عربية، وفي مقدمتها البحرين. وأضاف: «نحن، والجميع بالمنطقة، نقف صفاً واحداً إلى جانب السعودية، وندعم الأمير محمد بن سلمان في مواجهة الحملات المغرضة والحاقدة». واستنكر استمرار الدوحة في تحريضها الإعلامي الممنهج، عبر شبكة الجزيرة ومنصاتها الرقمية، ضد البحرين والسعودية والإمارات ومصر، كما كذّب ترويج قطر لأن تكون دول المقاطعة تحاول التراجع عن مواقفها.