شادي صلاح الدين (لندن)

ذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أن الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ربما تحتاج لتمديدها إلى ما بعد نهاية 2020.
وقالت فون دير لاين في تصريحات لصحيفة (لي إيكو) الفرنسية، إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يسعى إلى الانتهاء من إبرام اتفاق تجاري طويل المدى مع الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية 2020. وأضافت أن هذا الموعد ينطوي على «تفاؤل».
وتابعت: «أشعر بقلق بالغ بسبب الفترة القصيرة المتبقية.. يبدو لي أنه يتعين على الطرفين التساؤل بشأن ما إذا كان من الممكن إتمام كافة هذه المفاوضات خلال هذه المهلة القصيرة من الوقت».
وقالت رئيسة المفوضية، إنه يتعين على المفاوضين تقييم موقفهم بحلول منتصف العام، مضيفة «إذا ما استدعت الضرورة، يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الفترة الانتقالية».
وفي سياق متصل، ذكرت فون دير لاين في تصريحات لمجلة «دير شبيجل» الألمانية في عددها المقرر صدوره اليوم السبت، أن بريكست لن يؤثر سلباً على السياسة الخارجية أو الأمنية الأوروبية، وقالت: «على عكس مجالات أخرى، كان البريطانيون يتحفظون للغاية بشأن السياسة الأمنية المشتركة، وقد عرقلوا بعض خطوات التقدم داخل الاتحاد الأوروبي».
وقالت «فون دير لين» لصحيفة «لو ايكو» الفرنسية في مقابلة أمس «أنا قلقة للغاية بسبب ضيق الوقت المتاح لدينا». «لا يتعلق الأمر فقط بالتفاوض على صفقة تجارة حرة ولكن أيضاً بالعديد من الموضوعات الأخرى. يبدو لي أنه على كلا الجانبين أن يسأل بجدية ما إذا كانت كل هذه المفاوضات ممكنة في مثل هذا الوقت القصير.. أعتقد أنه سيكون من المعقول مراجعة الأمور في منتصف العام، إذا لزم الأمر لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى تمديد».
وبموجب اتفاقية الانسحاب التي وافق عليها رئيس الوزراء بوريس جونسون مع أوروبا، ولكن لم يتم تمريرها بعد من خلال البرلمان، يمكن للمملكة المتحدة أن تطلب تمديد الفترة الانتقالية لسنة أو سنتين. لكن يجب طلب ذلك بحلول الأول من يوليو من هذا العام.
ومن شأن أي فترة تمديد، أن تستمر المملكة المتحدة في الامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي التجارية وقواعد أخرى حتى يتم تجاوزها بموجب اتفاق جديد، وهو أمر من المرجح أن يثير غضب واعتراض دعاة الخروج من أوروبا.
ويريد الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق بشأن العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى جانب الصفقة التجارية.
وفاز جونسون بأغلبية 80 مقعداً في انتخابات هذا الشهر، ويصر على أنه لن يطلب مزيداً من الوقت ويعد تشريعات لمنع مثل هذه الخطوة. وفي هذه الحالة، لن يكون للمفاوضين سوى 11 شهراً لإبرام اتفاق تجاري، وهي مهمة حذر المسؤولون من كلا الجانبين من أنها طموحة وصعبة للغاية.
وحذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد فوز جونسون في الانتخابات بأن إبرام صفقة بشأن علاقة المملكة المتحدة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي سيكون «معقداً جداً».
جاء ذلك في الوقت الذي تستعد فيه بروكسل لاستهداف قوة المملكة المتحدة كمركز مالي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويهدد الاتحاد الأوروبي الشركات المالية في لندن التي تفتقر إلى الوصول إلى الأسواق القارية ما لم توافق بريطانيا على الحفاظ على «التكافؤ» - ساحة لعب متساوية للقواعد واللوائح. ويمكن أن تفقد التجارة البريطانية أيضاً إمكانية الوصول إلى تدفقات البيانات المهمة بموجب الخطط التي تعدها الكتلة.
ومع توقع حدوث البريكست بسلاسة في 31 يناير، من المتوقع أن يشهد النشاط خلال الـ11 شهراً التالية نشاطاً محموماً على الأقل لإبرام صفقة تجارية شاملة بحلول ديسمبر 2020.
لكن بوريس جونسون أشار بالفعل إلى أنه يعتزم أن تبتعد المملكة المتحدة في العديد من المجالات عن معايير وأنظمة الاتحاد الأوروبي حيث تسعى للحصول على ميزة تجارية في القارة. وقال مصدر بالاتحاد الأوروبي لصحيفة «التايمز» «هذان عاملان كبيران بالنسبة للاتحاد الأوروبي.» وأضاف «تعد كفاءة البيانات قرارات خاضعة لسيطرتنا المباشرة، وهي قرارات يمكن عكسها في أي وقت وسيتم ربطها بالتقدم في المفاوضات». وإذا لم يستطع الجانبان التوصل إلى اتفاق، فيمكنهما أن يتعايشا معا بحلول نهاية ديسمبر من العام المقبل، حيث ستنهي المملكة المتحدة الفترة الانتقالية - من دون اتفاق تجاري قائم.
وتشير خطط بروكسل التي شاهدتها «التايمز» إلى أنها ستسمح لشركات التمويل في المملكة المتحدة بالوصول إلى الأسواق الأوروبية طالما استمرت في الالتزام بقوانين الاتحاد الأوروبي ومعايير الممارسة.