عقيل الحلالي (صنعاء)

قصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية أمس الجمعة العديد من المناطق السكنية في مديريات محررة بمحافظة الحديدة غرب اليمن، وذلك في إطار خروقها اليومية للهدنة الإنسانية التي تصمد في هذه المحافظة الساحلية منذ إبرام اتفاق السويد في ديسمبر العام الماضي. وأفادت مصادر ميدانية في الحديدة «الاتحاد» بأن ميليشيات الحوثي جددت، الجمعة، قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق سكنية ومواقع تابعة للقوات الحكومية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، في مديرية الدريهمي التي تبعد 20 كيلومتراً إلى الجنوب عن مدينة وميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر.
وذكرت المصادر أن الميليشيات الحوثية أطلقت وبكثافة قذائف هاون بعيارات مختلفة على منطقة الجاح الساحلية غرب مديرية بيت الفقيه، جنوب الدريهمي، مضيفة أن هجمات الحوثيين المدفعية والصاروخية طالت مواقع عسكرية وتجمعات سكنية متفرقة في مدينة حيس المحررة جنوب المحافظة.
كما استهدفت ميليشيات الحوثي بأسلحة ثقيلة ومتوسطة منطقتي الجبلية والفازة بمديرية التحيتا الساحلية، جنوب المحافظة، حيث أفادت مصادر القوات المشتركة وسكّان بتعرض العديد من الأحياء السكنية في مدينة التحيتا، مركز المديرية، لقصف مدفعي وصاروخي عنيف وعشوائي تسبب بحالة كبيرة من الهلع والذعر في أوساط الأهالي، لا سيما الأطفال والنساء.
وأفشلت القوات المشتركة، مساء الجمعة، هجوماً جديداً لميليشيات الحوثي باتجاه مواقعها في منطقة الفازة الساحلية شمال التحيتا، فيما شوهدت مجاميع من الميليشيات تستحدث تحصينات عسكرية على الأطراف الشرقية لمديرية حيس التي تتعرض باستمرار لهجمات ومحاولات تسلل متوالية من قبل الحوثيين.
إلى ذلك، أعلنت القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي مقتل وإصابة العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي باشتباكات عنيفة دارت، مساء الخميس، في منطقة البرح بمديرية مقبنة غرب محافظة تعز. وبحسب مصدر مسؤول في ألوية العمالقة الجنوبية، أبرز فصائل القوات المشتركة، فإن الاشتباكات دارت لساعات بين قوات اللواء 20 مشاة وميليشيات الحوثي بالقرب من مثلث البرح الاستراتيجي، وخلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا.
وقال المصدر إن العديد من جثث المسلحين الحوثيين مازالت مرمية في مواقع الاشتباكات بعد فرار الميليشيات الحوثية إثر تكبدها خسائر فادحة.
وعلى صعيد منفصل، قُتل حلاق، وهو أيضاً مالك صالون حلاقة في صنعاء، أمس الجمعة برصاص مسلح مجهول، ليكون بذلك أول ضحايا حملة تحريض تقودها منذ أيام ميليشيات الحوثي الانقلابية ضد الحلاقين في مناطق سيطرتها شمال اليمن. وذكرت مصادر إعلامية يمنية أن مجهولاً أطلق النار على حلاق يملك صالون حلاقة للرجال في شارع المطار شمال صنعاء قبل أن يلوذ بالفرار على متن سيارة، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل مالك صالون الحلاقة على الفور.
وحمّل سكان ومراقبون يمنيون ميليشيات الحوثي الانقلابية مسؤولية الاعتداء على «الحلاق» الذي يأتي بعد أيام على إصدار الميليشيات بيانات توعدت فيها بإجراءات عقابية ضد الحلاقين إذا لم يلتزموا بقصات الشعر الإسلامية وغير المخالفة للعادات والتقاليد اليمنية.! وكان القيادي البارز في جماعة الحوثي، محمد المقالح، أكد، ليل الخميس الجمعة، أن جماعته، ممثلة بوزارة الداخلية في صنعاء، أمرت باعتقال الحلاقين المخالفين للتوجيهات والتعميمات الأمنية الصادرة لهم، واصفاً تلك التوجيهات بأنها «كارثة».