خولة علي (دبي)

لا يزال سحر القديم، يستحوذ على قلوب الكثيرين من أصحاب المنازل، لما تخلقه من فخامة دافئة في طيات الفراغات وثناياها، نظرا لكون خاماتها مستمدة من الطبيعة كالنحاس والمعدن والخشب والحجارة والجلود، التي امتزجت فيما بينها لتنتج قطعا فنية راقية ذات جمال ومتانة وجودة عالية. ولا بد عند شراء أي أثاث أن يتقيد المرء بطراز معين، حتى تكتمل اللوحة الفنية بطريقة متوازنة ومنسجمة مع بعضها البعض، من خلال التقيد بأدق تفاصيل نمط الديكور المختار سواء كان الكلاسيكي أو الحديث فكلاهما له خطوط وقواعد خاصة بها لا يمكن تجاوزه حتى لا يظهر المكان بصورة غير مألوفة.
ويقول المهندس نمير قاسم، إن التصميم الداخلي هو ادراك الواسع والواعي لكافة الأمور المعمارية وتفاصيلها، سيما الداخلية منها والخامات وماهيتها وكيفية استخدامها، وهو المعرفة الخاصة باثاث ومقاييسه وتوزيعها في الفضاءات الداخلية حسب أغراضها، وكيفية استعمالها، واختيارها، ووضعها في المكان المناسب، وكذلك المعرفة بأمورالتنسيق اخرى اللازمة كاضاءة وتوزيعها وتنسيقها واكسسوارات المتعددة اللازمة للفضاء حسب وظيفتها.
ويضيف أن النمط الكلاسيكي إيقاع تغلب عليه الملامح الفنية، بدءا من مساحاته الواسعة إلى أدق تفاصيله، حيث نجد على مساحات الجدران خطوطا ومنحنيات تتزين بالكثير من الزخارف الخشبية والجبسية، ويمكن أن تستخدم الأعمدة الرومانية واليونانية بشكل متكرر على مساحات الجدران الواسعة، وتبرز إلى جانبها تفاصيل قطع الأثاث كأرجل الكراسي والطاولات. وفي التصميم الكلاسيكي التناظر مهم جدا، كما يجب استخدام الألوان المستوحاة من الطبيعة في هذا التصميم، مثل الأصفر والأخضر والأزرق، والأحمر أي الألوان الداكنة منها، التي تعطي دفئا وفخامة في الردهات الداخلية، وتكون نوعية الأنسجة المستخدمة فيه قوية وتتميز بالرقي والفخامة، مثل الأقمشة المخملية والقطن والساتان والجاكار وغيرها من القطع السميكة. فيما تتزين أروقة المكان بالفازات والأزهار والمرايا واللوحات الفنية الغنية المثبتة على الجدران بإطار واضح، فيما تغلب على الأرضيات مواد طبيعية تتنوع بين الأرضيات الخشبية (الباركيه)، والأرضيات المصنعة من الحجر والرخام حيث يستخدمان لعمل أشكال هندسية جذابة، وتغطى محطات الجلوس بسجادة وبرية غنية بالزخارف والنقوش، والتي لا تقل جمالا عن القطع الاخرى من مفردات الأثاث.
وحول دور الإضاءة في إبراز جمالية الفراغ، يقول قاسم إن الاضاءة المستخدمة في الفضاءات المختلفة، هي الإضاءة الطبيعية والصناعية لكن باختلاف الوسائل والتقنيات وباختلاف الزمن فالإضاءة الطبيعية تكمن أهميتها القصوى في تقبل الفضاء نفسيا والإحساس بالألوان والأشكال جراء الضوء الطبيعي، وتقسم الإضاءة الصناعية إلى سقفية وجانبية ولكل من هذين النوعين مواصفات يتطلبها نوع ووظيفة الفراغ. والإضاءة الموضعية وهي إضاءة مساحات معينة من الفضاء للمساعدة في إضاءة مناطق معينة (مثل إضاءة طاولة المطبخ، أو المكتبة) ويوضع المصدر الضوئي عادة بالقرب من موقع العمل ذاته، وتستخدم فيه عادة الإضاءة المباشرة القابلة للتوجيه والسيطرة، ويشير إلى أن الثريات تعد من أرقى وحدات الإضاءة وأفخمها وهي تحقق إضاءة عامة للفضاء وأبرز استخداماتها في غرف الاستقبال والمعيشة، وهي تصنع من خامات متعددة أهمها النحاس، والبرونز، والحديد المشغول أو المطلي، وتتدلى غالبا من سقف الفضاء.
وتلحق عملية التأثيث الداخلي للفضاءات مجموعة من الإكسسوارات التي يمكن تصنيفها إلى إكسسوارات نفعية مثل قطع الإضاءة الفنية، كالأبجورات، والساعات والخزفيات التي تغني المكان، وعادة ما تعكس القطع الغنية في شكلها ومظهرها وألوانها المذهبة إحساسا بالنمط الكلاسيكي.