أكدت د· سلامة جمعة الرحومي رئيس قسم الجودة بمنطقة دبي الطبية ان أسرتها سبب تفوقها، فقد نشأت في اسرة يسودها الحب والتفاهم، وأصر والدها على تحفيظها القرآن الكريم حتى أتقنته حفظا ونطقا قبل التحاقها بالمدرسة، وانها ثابرت وبذلت جهدا مضاعفا حتى تكللت مساعيها بحصولها على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز من جامعة القاهرة مؤخرا· وتفوق د· سلامة ليس هو الملمح الرئيسي في شخصيتها بل هناك تنوع أفكارها، وقدرتها على اكتساب المعارف والخبرات باستمرار، ورؤيتها للمستقبل الذي تتسلح له بالعلم· وتقول الرحومي ان حفظها للقرآن الكريم في سن مبكرة كان له أبلغ الأثر في تفوقها دراسيا فيما بعد خاصة في اللغة العربية، وكذلك حبها الجم للقراءة منذ طفولتها حيث كان والدها يحرص على اصطحابها الى مكتبة دار الحكمة في ''خور دبي'' لشراء قصص الاطفال، مما اكسبها حب القراءة والاطلاع في كافة المجالات وخاصة في الأدب والدين والعلوم· وكانت ولا تزال حريصة على ارتياد معارض الكتاب المختلفة لاقتناء احدث الاصدارات في مختلف المجالات، حيث تحول حب القراءة لديها الى هواية لا تزال حريصة عليها رغم انشغالها المستمر بالوظيفة والبحث العلمي· اختيار التخصص وتتذكر الرحومي أنها بعد حصولها على الثانوية العامة كانت مصرة على دخول الجامعة، وكانت سعادتها لا توصف بانضمامها الى جامعة الامارات رغم البعد عن أهلها واقامتها بالسكن الداخلي للجامعة· ولم يمض وقت طويل حتى أحبت الجامعة والدراسة فيها· وبعد تفكير قررت أن تختار التخصص الذي يناسب شخصيتها وطموحها وهو علم الاجتماع كتخصص رئيسي· وبعد حصولها على شهادة البكالوريوس التحقت بالعمل في وزارة الصحة بمنطقة دبي الطبية، ومع سعادتها بالعمل كان هاجس التعليم والولوج الى طريق الدراسات العليا يؤرقها· وتضيف انها قرأت في احدى الصحف اليومية اعلانا لجامعة الامارات عن دبلوم في التنمية والرعاية الاجتماعية لخريجي علم الاجتماع وتوجهت على الفور لتسجيل اسمها· وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في التنمية والرعاية الاجتماعية بتفوق مما شجعها على التفكير في الدراسة بالخارج، وبعد موافقة الوالد حصلت على بعثة للماجستير بجامعة القاهرة، وكانت رحلة شاقة حيث قامت بجهد شاق اثناء البحث والدراسة وكتابة فصول الرسالة، واقناع الاساتذة المشرفين بأن الطلاب القادمين من دول الخليج قادرون على البحث الجاد والمثابرة حتى حصلت على درجة الماجستير بامتياز في علم الاجتماع الطبي عام 2000 عن موضوع ''تأثير القيم الاجتماعية في تشكيل الصحة والمرض في مجتمع الامارات''· وكان اللافت هو اشادة الاساتذة المشرفين بمستوى البحث وقدرة الباحثة على الاتيان بجديد في البحث العلمي· العودة الى الامارات وتقول الرحومي انها فوجئت بعد عودتها الى الامارات برسالة الماجستير بإسناد قسم الجودة بمنطقة دبي الطبية إليها، وكان قسما جديدا لم يكن فيه أحد فقررت أن تقدم جهودها لانجاح القسم، وشكلت لجانا للجودة في كل المؤسسات الطبية التابعة لمنطقة دبي الطبية· ونشرت ثقافة الجودة ومواصفاتها، واثناء قيامها بذلك كانت تفكر في الحصول على درجة الدكتوراه والمزاوجة بين الوظيفة والبحث العلمي، والتحقت بالدراسة وحصلت على تمهيدي الدكتوراه من قسم الاجتماع عام 2002 وسجلت موضوع الرسالة في الصحة والتنمية البشرية: دراسة اجتماعية لجودة الخدمات الصحية بمدينة دبي، عام ·2003 كُرمى للعلم وتضيف أنها اختارت هذا الموضوع بالتحديد لكي تستفيد من التخصص في وظيفتها، ورغم كل الصعوبات التي كانت تواجهها لمقابلة المشرف سواء في القاهرة أو الرباط كانت تعتبر ما تقوم به نوعا من الاختبار لمدى صبر الطالب وحبه للعلم وكذلك الأمر في اقامتها بسكن الطالبات الاماراتيات بالقاهرة بعيدا عن أهلها، وبعد هذا المشوار الصعب انجزت الشق الميداني بالرسالة في مدينة دبي على بعض المستشفيات الحكومية والخاصة وواجهتها في ذلك صعوبات من نوع آخر مثل رفض بعض المستشفيات الخاصة التعاون معها مما جعلها تبحث عن مستشفيات أخرى، وكللت كل ذلك بحصولها على درجة الدكتوراه بامتياز في علم الاجتماع الطبي مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة وتنوي أن تكرس كل ما تعلمته لتطوير عملها والارتقاء به والاستفادة من الواقع العملي والنظري في مجال جودة الخدمات الصحية· وتنصح الرحومي ابناء وطنها بمواصلة التعليم والتحصيل العلمي لأن العلم يوسع آفاق ومدارك الانسان، وكل يوم نتعلم فيه شيئا جديدا نشعر بأننا ولدنا من جديد، كما ان الطموح والارادة ليس لهما حدود فأي شخص يستطيع ان يحصل على أعلى الشهادات ويتفوق بالصبر والكفاح والاجتهاد، ودولة الامارات الحبيبة مقبلة على فترة جديدة وتحتاج الى حملة الشهادات وأصحاب الكفاءات والمتفوقين، وما تقدمه هي لنفسها هو ايضا لخدمة وطنها حيث كان في مخيلتها دائما اثناء اقامتها في القاهرة اللحظة التي تعود فيها الى وطنها وترد الجميل له بما تستطيع من التفاني في العمل والبحث عما هو جديد ومتميز وتطوير العمل في المؤسسات والدوائر الحكومية في مجال جودة الخدمات الطبية· الخطة المستقبلية وحول خطتها في الفترة القادمة تقول الرحومي: ان من يتعود على الدراسة والتحصيل العلمي من الصعب عليه أن يتوقف، لهذا سوف تسعى خلال الفترة القادمة الى الحصول على درجة الاستاذية ونشر ابحاثها في مجلات علمية والمشاركة في المؤتمرات العلمية المختلفة· ويراودها حلمها الخاص بخوض تجربة التدريس في احدى الجامعات لأنها تعشق المناخ الاكاديمي· وتتمنى ايضا ان تمثل بلدها الحبيب في المحافل الدولية والرسمية لتقدم صورة مشرفة عن بنت الامارات لأنها على قناعة بأن تقدم الامارات مرهون بأبنائها الذين يمثلون الثروة الحقيقية التي اذا تم استثماراها بشكل جيد ستعم الفائدة على المجتمع ككل·