حسام عبدالنبي (دبي)
تصدرت السعودية والإمارات، قائمة الدول الخليجية المنتجة للكيماويات من حيث ربحية القطاع في عام 2017، من خلال تحقيقهما زيادة في الأرباح بنسبة 19% و17% على التوالي، ما انعكس على تحقيق قطاع صناعة البتروكيماويات والكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً في الإيرادات بنسبة نمو سنوي بلغت 17% بإجمالي إيرادات بلغت 84.2 مليار دولار أميركي، وهو أعلى معدل نمو سنوي تم تحقيقه منذ العام 2011.
وحسب نتائج التقرير السنوي «حقائق وأرقام صناعة البتروكيماويات والكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي» الذي تم إطلاقه خلال انعقاد المنتدى السنوي الثالث عشر للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) والذي بدأ أعماله في دبي أمس، فإن صناعة الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي حققت نمواً لافتاً على المستويات كافة، بما في ذلك الإيرادات، والعمالة، والطاقة الإنتاجية وحجم التصدير، ما يشكل خطوة رئيسة في مسار رحلتها نحو التحول.
وأكد التقرير أن الطاقة الإنتاجية في عام 2017 بلغت 166.8 مليون طن محققة نسبة نمو سنوي بلغ 7%، متوقعاً أن يستمر هذا النمو في الطاقة الإنتاجية ليصل إلى 170.9 مليون طن في نهاية عام 2018.
وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» خلال استعراض نتائج التقرير، إن التحسن في نمو الطلب العالمي وارتفاع أسعار السلع الأساسية خلال العام الماضي انعكس على انتعاش تجارة الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير، محققة إجمالي إيرادات وصلت إلى 55.6 مليار دولار أميركي، موضحاً أنه من حيث الحجم، بلغت صادرات المواد الكيماوية 70.3 مليون طن لعام 2017، وبلغت حصة الإمارات من مبيعات القطاع 6% في حين تصدرت السعودية قائمة المبيعات بنسبة 78%.
وتوقع السعدون، أن تبلغ صناعة الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي آفاقاً جديدة على المديين القصير والطويل، مع إضافة 20 منتجاً جديداً على مدار السنوات العشر القادمة، حيث سيصبح قطاع الكيماويات جزءاً لا يتجزأ من جهود التنويع الاقتصادي في المنطقة، فضلاً عن خلق صناعات جديدة مع تطلع الحكومات الإقليمية لإقامة اقتصادات تنافسية ومتنوعة بعيداً عن الاعتمادية الكلية على النفط والغاز.
وأضاف أن التوجه الراهن يشير بقوة إلى أن اللاعبين الأساسيين في دول مجلس التعاون الخليجي يستثمرون بشكل متزايد في النمو خارج المنطقة الأمر الذي يؤثر إيجاباً على تنافسيتهم في الساحة الدولية.وذكر أن قطاع الكيماويات يعد واحداً من المصادر الرائدة والأساسية للعمالة المباشرة وغير المباشرة في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو يمثل 3% من إجمالي العمالة في المنطقة، كما تسهم هذه الصناعة في دعم 880 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ومستحدثة، إذ إنه لكل فرصة عمل تتاح في هذه الصناعة يتم تحفيز خمس فرص عمل في قطاعات أخرى من الاقتصاد، مختتماً بالإشارة إلى أن هذه الصناعة أثبتت أيضاً ريادتها بما يتماشى مع تطلع الحكومات الخليجية لإدراج أكبر نسبة ممكنة للمواطنين المحليين في القطاع الخاص، حيث حققت الشركات الأعضاء في «جيبكا» معدل توطين وصل إلى 58% من إجمالي قوتها العاملة.
ورداً على سؤال لـ «الاتحاد» عن ارتباط زيادة إيرادات القطاع في عام 2017 بصعود أسعار النفط، أجاب السعدون، بأن أسعار النفط وأسعار مدخلات الإنتاج تعدان من العوامل الرئيسة التي تحكم الإيرادات، حيث ارتفع سعر مادة «نافتا» التي تدخل في الإنتاج من 400 دولار للطن في أعوام 2008,2009 إلى نحو ألف دولار في العام الماضي، وهي من أهم المشتقات النفطية التي تعتمد عليها الصناعة في أوروبا وأسيا.
وقال إن زيادة أسعار المنتج النهائي كانت من أهم العوامل وراء زيادة إيرادات قطاع صناعة البتروكيماويات والكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ارتفع سعر البولي إيثلين إلى 1200 دولار للطن، وزاد سعر البولي كربونيت إلى نحو 1500 دولار للطن.
وأشار إلى أن نمو الإيرادات يرجع إلى زيادة الإنتاج من المنتجات ذات القيمة الأعلى ومنها البوليمرات بنسبة 42% إلى 35.3 مليار دولار، وكذا الكيماويات ذات القيمة المضافة بنسبة 34% إلى 28.9 مليار دولار، لافتاً إلى أن صناعة البتروكيماويات والكيماويات تمثل 6% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الخليجية.
يذكر أن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» يتابع جهوده لتنمية الصناعة من خلال استضافة الدورة التاسعة من برنامج قادة الغد في 26 نوفمبر ضمن فعاليات المنتدى السنوي لـ «جيبكا» الذي ينعقد في دبي. وبلغ إجمالي عدد الطلاب المشاركين من تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من مختلف جامعات دول مجلس التعاون الخليجي، وبرعاية 14 شركة من الشركات الأعضاء في «جيبكا» إلى 140 طالباً وطالبة قدموا لحضور المنتدى للتعرف من كثب إلى القطاع وفرص العمل ضمن الصناعة في المنطقة مع فرصة التعرف إلى كبار المدراء التنفيذيين في القطاع وبناء العلاقات. ويركز برنامج هذه الدورة من قادة الغد على قطاع الكيماويات ودوره كأحد أهم المصادر في خلق وتوفير فرص العمل في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وقال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا»، إن المنتجين الخليجيين حاولوا التغلب على مشكلة وجود معوقات للدخول إلى أسواق رئيسة، وكذا قضايا الإغراق التي تتعنت بعض الدول في تحريكها، من خلال الإنتاج في هذه الدول سواء من خلال مصانع خاصة بالشركات الخليجية في تلك الدول، أو بالشراكة مع شركاء محليين، مؤكداً وصول الطاقة الإنتاجية للمنتجين الخليجين ضمن خطوط إنتاجهم في مرافقهم خارج منطقة الخليج العربي إلى حوالي 18.7 مليون طن، حيث استحوذت آسيا - خاصة الصين- على نسبة 49% من الطاقة الإنتاجية للمنتجين الخليجين خارج منطقة الخليج العربي، تلتها أميركا الشمالية بنسبة 27% ثم أوروبا بنسبة 24%.
وأشار إلى أن قضايا الإغراق تثار عادة على منتج معين في سوق معين وتشمل كل الشركات المنتجة بزعم أن الشركات الخليجية تبيع بسعر أقل من سعر التكلفة أو بسعر أقل من سعر البيع في السوق المحلي، لافتاً إلى أن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات اثبت عدم صحة الكثير من قضايا الإغراق المرفوعة ضد منتجين خليجيين.