دبي (الاتحاد)
رفع دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم «البوندسليجا» منذ تأسيسه عام 1962 شعار «كرة القدم كما يجب أن تكون» ليصبح جزءاً مهماً من الحياة الألمانية، وهو ما ساهم في تأصيل المسابقة ونجاحاتها داخل الملعب وخارجه، حيث تشير الإحصائيات إلى أن «البوندسليجا» يعد من أهم المسابقات الكروية الرائدة في العالم، إذ يصل عدد مشاهديه إلى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم خلال أيام المباريات، ويحتل المركز الثاني كأكبر دوري لكرة قدم، وسادس دوري عموماً من حيث الإيرادات على مستوى العالم.
ويحرص القائمون على الدوري الألماني على تفعيل أكبر لدور «البوندسليجا» في مختلف أنحاء العالم، سواء من خلال تتبع استراتيجيات تسويقية محلية في بلدان مختلفة من العالم، مصممة بعناية وتدخل تقنيات جديدة ومبتكرة أو عن طرق جديدة لمشاهدة وتجربة محتوى كرة القدم بشكل مختلف، ما أدى إلى ظهور استراتيجيات لمتابعة أهم بطولات كرة القدم عبر تقنيات جديدة، والبداية كانت بمحاولة ربط هذه المسابقة مع العالم العربي في ظل تمتعها بعلاقات قوية ومتينة عبر أجيال مختلفة من اللاعبين من أصول عربية الذين أضفوا أسلوبهم الخاص على كرة القدم الألمانية، وشكلوا جزءاً مهماً من أنديتهم على مر العقود الماضية.
وعلى سبيل المثال، كان عام 2019 الذي قارب على الانتهاء مثالاً واضحاً لتألق اللاعبين من أصول عربية في «البوندسليجا» مثل المغربي أمين حارث لاعب شالكه، والذي اختير مؤخراً كأفضل لاعب في شهر سبتمبر في البوندسليجا، بعد تسجيله 6 أهداف وتمريره 4 تمريرات حاسمة في 17 مباراة مع انتهاء النصف الأول لموسم نادي شالكه الذي يحتل المركز الرابع في الدوري.
من ناحية أخرى، كرّم نادي بوروسيا دورتموند لاعبه أشرف حكيمي المعار إليه من ريال مدريد الإسباني، مؤخراً بعد ترشيحه لجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2019، خاصة بعدما أثبت اللاعب الموهوب البالغ من العمر 21 عاماً أهميته، وكاد دورتموند أن يحقق لقب الدوري في الموسم الماضي، إذ تسببت هجماته السريعة من مركز الظهير الأيمن أو الأيسر بفوضى في دفاعات خصومه.
وكان اللاعب الشاب ذو الأصل المغربي أكثر فاعلية في موسم 2019-2020، إذ سجل 6 أهداف في جميع البطولات حتى الآن. ويشتهر اللاعبان بين صفوف مشجعي كرة القدم العرب، ويعد بوروسيا وشالكه من بين أكثر أندية الدوري الألماني متابعةً بين المشجعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويُظهر تكريم حارث كأفضل لاعب لهذا الشهر تركيز البوندسليجا على تنمية المواهب الشابة المحلية والدولية، ويسلط الضوء على اللاعبين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أما على الصعيد التقني الآخر الذي يعتمد عليه «البوندسليجا» للترويج للمسابقة، فيتمثل في تقنية جديدة في اختيار شبكة من الجيل الخامس في مباراة كرة قدم بين فريقي فولفسبورج وهوفنهايم في المستقبل، حيث يوصل الجيل الخامس من الاتصالات عالمين مختلفين لمشجعي كرة القدم تتمثل ما بين الحضور الفعلي للمباراة في الملعب، وفي الوقت نفسه الحصول على التدفق الرقمي لمعلومات المباراة عبر هواتفهم الذكية، حيث يتلقى المشاهدون في الملعب، عبر هذا التطبيق، إحصائيات المباراة والسجل الفردي لكل لاعب مباشرة على شاشة هواتفهم الذكية، وغيرها من الميزات، وينتظر في القريب العاجل، أن يتمكن المشاهدون من رؤية مدى سرعة مهاجم في الوصول إلى هدف الفريق المنافس، ومدى نجاح تسديداته على المرمى ببث حيّ على جهاز يتوافق مع الجيل الخامس.