بيروت (وكالات)

اشتعلت في لبنان معارك كلامية، بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ورئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على خلفية تصريح الحريري، بأن رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، هو من يشكل الحكومة المقبلة.
وكان الحريري قال: «إن الحكومة المقبلة ستكون حكومة باسيل، وهو ما كرره رئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، الذي أشار إلى أن الحكومة في ظاهرها مستقلة، وفي باطنها حكومة باسيل، ليرد رئيس الجمهورية ميشال عون، على تصريحات الحريري وفرنجية، بالقول: «إن الحكومة المقبلة حكومة اختصاصيين»، وأن باسيل رئيس أكبر كتلة بالبرلمان، ويحق له إعطاء رأيه في الحكومة المقبلة.
وتأتي هذه المعارك الكلامية، في وقت يواصل فيه الحراك اللبناني مظاهراته اليومية، للشهر الثالث على التوالي، مطالباً بحكومة مستقلة.
وقال الرئيس اللبناني، ميشال عون: «إن الوزير جبران باسيل الذي يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، ليس هو من يؤلف الحكومة المقبلة، لكن عون اعتبر في الوقت نفسه أن من حق باسيل إبداء رأيه في الحكومة، كونه رئيس أكبر كتلة نيابية».
وأضاف عون أن ما يحدد لون الحكومة هو التأليف وليس التكليف، متعهداً بأن تكون حكومة لكل اللبنانيين.
وذكر عون أنه انتظر زعيم تيار المستقبل سعد الحريري كثيراً، كما أعرب عن أمله في تشكيل الحكومة قبل رأس السنة، وتمنى عون، من مقر البطريركية المارونية في بكركي، حيث شارك في قداس عيد الميلاد، أن يخرج لبنان من أزمته قريباً، وأن يكون تشكيل الحكومة هدية رأس السنة.
بدوره، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، للرئيس عون: إننا «نعرف همومكم، وأولها تأليف حكومة جديدة استثنائية بظرف استثنائي، على أن تكون حكومة إنقاذ، مؤلفة من شخصيات وطنية، تتمكن من وضع البلاد على طريق الخلاص الاقتصادي».
وشدد الراعي، في عظة قداس عيد الميلاد، على أن «الوقت الآن ليس للحسابات الشخصية أو المذهبية، فيما مركب الوطن يغرق»، داعياً إلى «التعالي عن المصالح الخاصة، ودعم الرئيس المكلف لتأليف الحكومة».
من جهته، أعرب رئيس الحكومة المكلف، حسان دياب، في تصريح له، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن أمله في «أن يبدد عيد الميلاد هواجس اللبنانيين، وأن تكون ولادة الحلول لأزمات لبنان قريبة جداً».
وكان رئيس الحكومة المكلف، وعد بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة، في مدة لا تتجاوز 6 أسابيع، من تاريخ تكليفه بتشكيل الحكومة.
إلى ذلك، عقدت هيئة تنسيق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، اجتماعها الدوري، وناقشت الأوضاع المحلية والإقليمية، وأصدرت في نهاية الاجتماع بياناً، أكدت فيه «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وطني، تكون مهمتها الأساسية العمل على وقف الانهيار الاقتصادي والمالي».
ورأت أن «الخروج من دوامة التكليف، يجب أن يكون حافزاً لجميع الأطراف السياسية، إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف، في تأليف حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات المطلوبة»، لافتة إلى «ضرورة وقف السجالات بين مختلف الفرقاء، وتغليب مصلحة لبنان».
ودعت الهيئة، الرئيس المكلف إلى «الإسراع في تشكيل حكومة، تضم كفاءات سياسية وعلمية واقتصادية، تحظى برضى الشعب اللبناني، وتنال ثقة المجلس النيابي المنتخب».

تحقيق سويسري في تحويلات بالمليارات
كشف الخبير الاقتصادي اللبناني مروان اسكندر، أن البرلمان السويسري يحقق في تحويلات بالدولار تعود لسياسيين لبنانيين، في وقت تصاعدت فيه الدعوات للقضاء اللبناني من أجل التحرك.
وقال اسكندر: «إن البرلمان السويسري بصدد إجراء تحقيقات بناء على معلومات أحيلت إليه عن تحويلات تعود إلى 9 شخصيات سياسية لبنانية قيمتها مليارا دولار حولت إلى مصارف سويسرية قبل أن تتشدد المصارف اللبنانية في قيودها على خروج رؤوس الأموال»، مشيراً إلى أنه استقى معلوماته من صحافية تعمل في التلفزيون السويسري، أجرت معه مقابلة، سألته فيها عن موقف لبنان بهذا الشأن. ولفت اسكندر إلى أن البرلمان السويسري بصدد دراسة مصدر هذه التحويلات في إطار تشدد السلطات السويسرية وتقيدها بمكافحة أي عمليات تبييض أموال، على أن تصدر نتائج التحقيقات في يناير المقبل. ومن جانبه، اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»، أن «ما كشفه اسكندر يستوجب تحرك الجهات القضائية والمعنية لاتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة». وكان البرلمان السويسري صادق في العاشر من الشهر الجاري، على اتفاقية لتبادل المعلومات المصرفية مع لبنان، لكن لبنان لن يتمكن من الاستفادة من هذه الاتفاقية التي يبدأ العمل بها في 2021، بسبب تخلفه عن تطبيق معايير المنتدى العالمي لخصوصية البيانات، وفق ما جاء في الإعلان الصادر عن البرلمان السويسري.

البابا فرنسيس يتمنى الخروج من الأزمة
دعا البابا فرنسيس الأسرة الدولية، أمس، إلى «حلول تضمن الأمن في الشرق الأوسط»، متمنياً، في رسالته بمناسبة عيد الميلاد، «لشعب لبنان أن يتمكن من الخروج من الأزمة الحالية، ويعيد اكتشاف دعوته إلى أن يكون رسالة حرية وتعايش متناغم بين الجميع».
ودعا الحبر الأعظم، في رسالته التقليدية السنوية، إلى «المدينة والعالم»، إلى «تليين قلوبنا التي كثيراً ما تغلب عليها القسوة والأنانية»، من أجل منح «الابتسامة للأطفال في جميع أنحاء العالم» المعزولين أو ضحايا العنف. وتوجه البابا، في البدء إلى الشرق الأوسط، حيث كثير من الأطفال «يعانون من الحرب والنزاعات».
وبالنسبة لسوريا، قال: «ليكن عزاءً لشعب سوريا الحبيب الذي لا يرى نهاية قتال مزق هذا البلد خلال هذا العقد».
وأسف البابا، لكون العديد من دول القارة الأميركية «تمر بفترة من الاضطراب الاجتماعي والسياسي»، وصلى الحبر الأعظم في صلاته لعيد الميلاد «لتشجيع الشعب الفنزويلي المنهك، بسبب التوترات السياسية والاجتماعية». وندد بأعمال «الجماعات المتطرفة في القارة الأفريقية، خصوصاً في بوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا».
وعبّر البابا فرنسيس وأسقف كانتربري، جاستن ويلبي، مجدداً في رسالة مشتركة، أمس، عن تشجيعهما لمحادثات السلام في جنوب السودان، غداة إرجائها إلى مطلع يناير المقبل.

القيود المصرفية تشعل شجاراً في طرابلس
فقد عميل أعصابه في أحد المصارف اللبنانية ودخل في شجار بعدما أخبره موظف البنك أن له الحق بسحب ما قرره البنك المركزي فقط وأنه غير قادر على سحب ما لديه من مال في حسابه. وبحسب تقارير إخبارية محلية، وقعت الحادثة بفرع «بنك لبنان والمهجر» في مدينة طرابلس اللبنانية. ويحدد المركزي اللبناني سقف السحب عند 300 دولار أسبوعياً لكل عميل، في خطوة تهدف لحماية القطاع المصرفي في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً.