محمد إبراهيم (الجزائر)

في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، شيعت الجزائر أمس، الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع رئيس الأركان الراحل، تقدمها الرئيس عبد المجيد تبون.
ونقل جثمان الفريق قايد صالح، من مستشفى عين النعجة، إلى قصر الشعب فجر أمس، حيث سجي الجثمان في البهو الرئيس ملفوفاً بعلم الجزائر، حيث ألقى المسؤولون النظرة الأخيرة عليه، يتقدمهم الرئيس تبون، الذي لم يتمالك نفسه وانهمر في البكاء أمام النعش، قبل أن يصافح أبناء الراحل.
وتبع تبون كبار المسؤولين، ومنهم رئيس الحكومة المؤقت صبري بو قادمون، ورئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين، ورئيس مجلس الأمة صالح فرجيل، وكمال فنيش رئيس المجلس الدستوري.
وبعد انتهاء مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد، وضع الجثمان على عربة عسكرية مزينة بالورود، في موكب عسكري انتقل من قصر الشعب بوسط العاصمة إلى مقبرة العالية.
واصطف آلاف الجزائريين، على جانبي الطريق من قصر الشعب إلى مقبرة العالية، حاملين الأعلام الجزائرية، وصور الفريق قايد صالح، مرددين هتافات تحمل شعارات وطنية وأخرى تنعي الفقيد.
وفور وصول الجثمان إلى المقبرة، عزفت الموسيقى العسكرية ألحاناً جنائزية، وتقدم الرئيس تبون مشيعي الجنازة، حيث ورى الجثمان الثرى، وقام الرئيس تبون بمنح أبناء الفريق قايد صالح العلم الذي كان الجثمان ملفوفاً فيه.
وأدى الجزائريون، أمس، صلاة الغائب في كافة المساجد، حداداً على قائد جيشهم الراحل.
وأشاد اللواء بو علام ماضي، مسؤول الإعلام بوزارة الدفاع الجزائرية، بمآثر الفريق قايد صالح، وقال: «الفريق أحمد قايد صالح من الرجال الذين بذلوا النفس والنفيس لترتجع الجزائر مجدها، لبى نداء الوطن منذ نعومة أظافره، صدق النية مع الشعب والبلاد، بعد مخاض عسير، فلقي حسن الخاتمة».
وأضاف: «تفقد اليوم الجزائر رجلاً من خيرة الرجال، نذر عمره كاملاً لخدمة الشعب، ابن بار، رجلاً حمل دوماً هموم الوطن، لم يضعف أمام الهزات، صافياً طاهراً في الوطنية».
وتابع قائلاً: «الفقيد قايد صالح وعد فوفى، وحافظ على أرواح الجزائريين، وكأن الله مد أجل القايد حتى تأدية الواجب، وأمهله حتى يرى الدولة آمنة مستقرة، ويضعها بين يدي رئيس منتخب شرعياً، ذهب عنا مطمئن القلب ومرتاح البال، رحلت بعد أن أديت الأمانة، وتركت الجزائر سائرة أكثر قوة وثقة على درب الرقي، كونت جيشاً احترافياً قوياً، رحمة الله عليك أيها الأب الكريم».
وقال: «نجدد عهدنا أننا سنبقى أشبال وأسود الجزائر كما عهدتنا، متخذين من قيم نوفمبر المعلم والنبراس، لن نحيد مهما كانت الظروف والأفعال، كلنا عزم وفداء للوطن، سنواصل على عهدك، أيها القائد سنجعل الجزائر وشعبها قرة أعيننا، نعاهدك على السير على دربك، سنذكرك جيلاً بعد جيل».