سعيد ياسين (القاهرة)

تخطت مهرجانات السينما خلال العامين الماضيين، حاجز اقتصار فعالياتها، والاهتمام الإعلامي بها على السجادة الحمراء، وما يصاحبها من عروض أزياء، كانت سبباً في انتقادات شديدة لها.
كانت المهرجانات تتسابق فيما بينها، على جلب العدد الأكبر من نجوم السينما العالمية والعربية، لحضور حفلي الافتتاح والختام، لكن تغير الحال إلى جلب عشرات الأفلام العالمية في عروضها الدولية الأولى أو الثانية، للمشاركة ضمن مسابقات متنوعة تقام طوال أيام المهرجانات، لإحداث حالة من التنوع الذي ينشده الجمهور، إلى جانب إقامة ورش تدريبية مهمة للعاملين في صناعة السينما، وخصوصاً من أصحاب التجارب الأولى، سواء في التأليف أو الإخراج أو الإنتاج أو التصوير والإضاءة، وغيرها من عناصر العملية الفنية.
كما يتم عمل تخفيضات كبيرة على تذاكر الأفلام المشاركة، لتشجيع محبي السينما من طلاب المدارس والجامعات، باعتبار أن هؤلاء الشباب هم الجمهور المستهدف لهذه المهرجانات.
ويرى المهتمون والمتابعون والنقاد ما حدث في مهرجان القاهرة السينمائي، في دورته الأخيرة، وقدرته على بيع ما يقرب من 40 ألف تذكرة إنجازاً كبيراً، وهو ما يصب في النهاية في صالح المهرجان وميزانيته التي تعتمد في المقام الأول على دعم الدولة له، إلى جانب بعض الرعاة.
كما أجمعوا على أن مهرجان «الجونة» في دورته الأخيرة، جلب العديد من الأفلام الناجحة من مختلف دول العالم، سواء في عروضها الأولى أو التالية، بعد مشاركتها في مهرجانات دولية شهيرة، ومنها «كان» و«فالينسيا» و«برلين» و«تورنتو» وغيرها.
وقالت الناقدة الدكتورة شروق الشناوي: إن مهرجان القاهرة استقطب فئات مختلفة، ليست من الوسط الفني والثقافي فقط،، بل وصل إلى الناس العاديين، وغيّر شكل الشريحة المستهدفة، وهي الفئة الأهم المؤثرة في صناعة السينما، والتي ستكون حجر الزاوية خلال السنوات القادمة في نجاح المهرجان بشكل أكبر.
وأشارت الشناوي، إلى أن المهرجان رسخ للمفهوم المتعارف عليه، وهو محاولة الاستفادة الحقيقية من ندوات وورش عمل وفاعليات مختلفة لكل جوانب صناعة السينما، وغير إلى حد كبير المفهوم الذي كان سائداً لسنوات طويلة، وهو أنه مجرد سجادة حمراء وعروض أزياء للتصوير.
وأوضح رئيس مهرجان شرم الشيخ السينمائي، الكاتب الصحفي جمال زايدة، أن المهرجان سيتيح في دورته القادمة منصة كبرى لسينما الشباب سواء للهواة أو على المستوى الاحترافي، من مختلف معاهد السينما والجامعات المصرية والعربية والأجنبية.
ويهدف المهرجان، إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب من المهتمين بالثقافة السينمائية من الجامعات وطلبة معاهد السينما، من مخرجين وكتاب سيناريو ومصورين، وجميع التخصصات من كافة أنحاء العالم.