حسونة الطيب (أبوظبي)

الجمعة البيضاء التي ينتظرها الجميع في نهاية نوفمبر من كل عام، تصل فيها تخفيضات أسعار السلع نسباً تغري الجميع بالشراء.
وانطلقت الجمعة التي تلي عيد الشكر مباشرة، في الإمارات في 2014 عبر بوابة التسوق الإلكتروني سوق دوت كوم.
كما تعتبر في أميركا، بداية لموسم تسوق أعياد الكريسماس منذ العام 1952.
ومع قلة المتسوقين في المراكز التجارية، إلا أن مبيعات الجمعة البيضاء هذا العام سجلت رقماً قياسياً بنحو 7,9 مليار دولار في أميركا وحدها.
وتراجعت مبيعات المراكز التجارية، بنسبة تراوحت بين 4 إلى 7% بالمقارنة مع السنة الماضية، وفقاً لبيانات وردت على منصة ريتيلنيكست لتحليل التجارة الإلكترونية.
وسجلت المبيعات الإلكترونية قفزة كبيرة هذا العام، ناهزت 24% إلى 6,22 مليار دولار، عن السنة الماضية، بحسب مؤسسة أدوب التحليلية. كما شكلت هذه المرة، المبيعات عبر الهاتف نسبة قدرها 33%، بالمقارنة مع 30% السنة الماضية.
واستعداداً لهذه المناسبة، جهزت الشركات مواقعها الإلكترونية، بجانب تحسين عمليات التوصيل، مستفيدة من تراجع معدلات تسوق الناس في المراكز التجارية.
وكانت سلع مثل، الألعاب والتلفزيونات والكمبيوترات المحمولة ومنصات الألعاب خاصة بلاي ستيشن 4، من بين الأكثر مبيعاً نسبة في التخفيضات، وفقاً لوكالة رويترز. واحتفاء بهذا اليوم غير الرسمي ولاستقبال المتسوقين، فتحت المحلات التجارية أبوابها في وقت مبكر وظلت مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل.
وتعتبر الجمعة البيضاء، أكثر أيام السنة حركة شراء في أميركا منذ 2005، ما ينتج عنه أحياناً نفاد في السلع المعروضة.
وتراجع إجمالي الإنفاق في 2014 للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، حيث بلغ نحو 50,9 مليار دولار خلال أيام التسوق الأربعة لتلك الجمعة، بنسبة قدرها 11% عن السنة التي سبقتها.
وتشير الدلالات إلى أن اسم الجمعة «البيضاء» المسماة «السوداء» في أميركا، أُطلق لأول مرة في فيلادلفيا على اليوم الأول الذي يعقب عيد الشكر، لوصف الجموع الغفيرة من المشاة وازدحام حركة المرور التي تحدث في ذلك اليوم.
ويعود تاريخ هذا المصطلح لسنة 1961 على أقل تقدير.
وبعد أكثر من عشرين سنة من ذلك، برز تفسير أخر يقول، إن هذا اليوم يمثل نقطة في السنة يبدأ عندها التجار في جني الأرباح، لذا يتحولون من النقطة الحمراء التي تمثل الخسارة إلى السوداء التي ترمز للربح.
لكن يعود أقدم استخدام للكلمة، لصحيفة فاكتوري مانيجزمينت آند مينتنانس في نوفمبر 1951، في إشارة لادعاء العمال المرض في ذلك اليوم للحصول على عطلة ليتم دمجها مع عطلة عيد الشكر.
لكن كثيراً ما تتدثر هذه الجمعة باسمها، عند تدافع المتسوقون للشراء، حيث يقدر عدد الذين لقوا حتفهم جراء ذلك منذ سنة 2006، نحو 12 شخصاً بجانب 117 من الجرحى في الولايات المتحدة الأميركية وحدها.
ويرى بعض الخبراء، أن هذا اليوم بدأ يفقد معناه على عدد من الأصعدة، نتيجة لفتح العديد من المحلات التجارية، أبوابها في يوم عيد الشكر وبدء عمليات البيع قبل الجمعة البيضاء.
كما قلل نشاط التسوق الإلكتروني أيضاً من أهمية هذه الجمعة.
ولم تقتصر الجمعة البيضاء، على أميركا فحسب، بل تعدتها مثلاً إلى كندا، حيث بدأ العديد من الكنديين، خاصة في المدن الحدودية منذ العام 2001، في السفر إلى أميركا للاستفادة من الخصومات الكبيرة على الأسعار.
ولوقف هذه الهجرة المؤقتة، أطلقت بعض المحلات التجارية الكندية الكبيرة، هذه المناسبة بتخفيضات مغرية.
وفي المملكة المتحدة، برز هذا الاسم في أوساط الشرطة، للإشارة للجمعة التي تسبق أعياد الكريسماس، حيث يزيد معدل أعباء عمل الشرطة نتيجة لكثرة المشاكل التي تقع نتيجة للإفراط في تناول الكحول.
وفي حين بدأت فرنسا، في تبني هذا اليوم تدريجياً في أسواقها، حيث وصلت نسب التخفيضات 85% في شركات مثل، آبل وأمازون في 2014، أطلقت عليه ألمانيا «الأسبوع الأسود» أو «التسوق الأسود»، مع استمرار التخفيضات لمدة أسبوع.
من الملاحظ أن طول موسم التسوق غير متساوي خلال جميع السنوات، حيث يتباين تاريخ الجمعة البيضاء بين 23 نوفمبر إلى 29 من الشهر نفسه، على العكس من الكريسماس الذي يصادف 24 ديسمبر من كل عام.
وينعتونها بالسواد، لكن بياضها ينعكس في مبيعاتها وأرباحها التي تفوق أي يوم أخر من أيام السنة.