محمد حامد (دبي)

يتطلع الأسطورة النمساوي نيكي لاودا إلى العودة من جديد إلى عالم الفورمولا 1، وذلك للعمل في منصبه مديراً غير تنفيذي مع فريق مرسيدس، في مؤشر جديد يؤكد أن عالم الفورمولا المثير هو عشقه الأبدي الذي لا يستطيع الابتعاد عنه، وهو ما تشهد به مسيرته سواء حينما كان سائقاً، أو بعد تحوله للعمل الإداري والاستشاري والذي برع فيه أيضاً، فقد تعرض وجه لاودا للاحتراق في حادث مروع في موسم 1976، خلال سباق جائزة ألمانيا الكبرى، وتعرضت الرئة للتضرر بسبب استنشاق المواد الكيميائية جراء الحريق الذي حدث في سيارته حينما كان سائقاً لفريق فيراري، كما أن الأذن اليمنى تآكل جزء منها.
وعلى الرغم من قسوة الحادث، عاد لاودا قوياً بعد 6 أسابيع فقط، بل تمكن من التتويج ببطولة العالم في الموسم التالي، وتحديداً عام 1977، ثم كرر إنجازه وأكد أسطورته في موسم 1984، قبل أن يعتزل في العام التالي تاركاً بصمة لا تمحى في تاريخ سباقات الفورمولا - 1، على مستوى الأداء داخل الحلبة، وعلى المستوى الإنساني فيما يخص قوة الإرادة، والقدرة على تحدي أصعب الظروف، وهو لا يزال يتمسك بهذه الروح حتى الآن على الرغم من بلوغه 70 ربيعاً.
لاودا الذي خضع لجراحة زراعة رئة في أغسطس الماضي يتعافى بصورة جيدة في الوقت الراهن، ويعود إلى نشاطه وحياته تدريجياً وفقاً لتقارير الصحافة العالمية، وهو يملك طاقة من التحدي والرغبة في الحياة والعمل لا مثيل لها، مما يجعله يعود أكثر قوة، وقد أعلن لاودا أنه سوف يعود للعمل من جديد مع فريق مرسيدس، مما كان له مفعول السحر في الوسط الرياضي العالمي، وعالم الفورمولا - 1 على وجه التحديد، حيث يتمتع بشعبية كبيرة، ويحظى باحترام الجميع.
كلمات لاودا التي أشار خلالها إلى أنه سيعود قريباً كانت ملهمة للصحافة اللندنية التي أشارت إلى أن هذا الأسطورة ليس مجرد سائق جيد، وليس مجرد بطل عالم تمكن من الفوز باللقب العالمي 3 مرات أعوام 1975 و1977 و1984 فحسب، بل إنه ملهم على مستوى الحياة اليومية، فهو يقترب من الـ 70، وخضع لعمليات جراحية، آخرها حينما قام بزرع رئة جديدة، ولكنه يرغب في العمل والحياة رغم كل هذه التحديات.
ما يحسب للنجم الشهير، والإداري البارع أنه جلب لويس هاميلتون لفريق مرسيدس عام 2013، بعد أن كان السائق البريطاني متوجاً على عرش بطولة العالم مع فريقه السابق مكلارين عام 2008، ونجح هاميلتون في كتابة التاريخ لنفسه، ولفريقه الجديد مرسيدس، وكذلك فإن جزءاً من تلك النجاحات يعود الفضل فيه إلى الرجل المخضرم لاودا، فقد فاز هاميلتون ببطولة العالم 4 مرات مع مرسيدس، مواسم 2014 و2015 و2017 و2018.
ونقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن لاودا قوله: «لقد تعافيت سريعاً بعد أن تلقيت دعماً معنوياً كبيراً من الجميع، صحيح أن مشاكلي الصحية كبيرة، ولكنني أشعر بالرغبة في العودة سريعاً إلى عملي لأنه عشقي وشغفي، أشعر بسعادة غامرة لما يحققه فريق مرسيدس، نحن أبطال العالم 5 مرات متتالية، وها هو هاميلتون يتألق ويبدع ويسيطر على اللقب العالمي من جديد، كما أن أداء بوتاس كان رائعاً بشكل عام، مما يؤكد أننا لم نكن نحلم بما هو أعظم من ذلك الذي يتحقق».