دمشق (وكالات)

أعلنت المعارضة السورية استعادة عدة مواقع في ريف إدلب سيطر عليها الجيش السوري في وقت سابق، فيما أكدت القيادة العامة للجيش استمرار عملياتها العسكرية لاستعادة السيطرة على جميع المناطق بريف إدلب، وقتل 10 مدنيين بينهم 6 أطفال بغارات جوية روسية استهدفت قرية تؤوي نازحين، جاء ذلك فيما دعت منظمات إنسانية إلى التدخل وتحييد المدنيين وإبعادهم عن خطر الحرب.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية استعادة قريتين بريف إدلب الجنوبي الشرقي سيطر عليهما الجيش السوري أمس الأول، مشيرةً إلى قتلها 30 عنصراً من الجيش.
وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر، «استعاد مقاتلو المعارضة فجر الثلاثاء السيطرة على قريتي برسة وفروان بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد اشتباكات مع القوات الحكومية واستهدافهم بسيارة مفخخة دفعتهم للهروب بعد مقتل أكثر من 30 عنصراً بينهم ثلاثة ضباط واغتنام سيارة عسكرية محملة بالذخيرة وعربة نقل جنود». وأكد القائد سقوط أكثر من 20 قتيلاً وعدد من الجرحى من القوات الحكومية في عملية انتحارية في بلدة جرجناز التي تشهد حالياً معارك بعد كمين نصبته مجموعات مسلحة داخل البلدة التي دخلتها القوات مساء أمس الأول، تخوض معارك مع القوات الحكومية داخل أحياء البلدة. وأضاف القائد أن «فصائل الثوار دمرت دبابة T90 للقوات الروسية على أطراف قرية أبو دفنة بريف إدلب الجنوبي الشرقي بصاروخ حراري».
إلى ذلك، قال قائد ميداني يقاتل إلى جانب الجيش السوري إن «مدينة معرة النعمان أصبحت تحت سيطرة القوات الحكومية السورية نارياً بعد تقدم القوات الحكومية». وأضاف القائد الميداني، الذي طلب عدم ذكر اسمه «بسط الجيش السوري سيطرته على قرية الصرمان وأبو مكة والمتراوة بعد معارك مع مسلحي جبهة النصرة وبعد السيطرة على قرية الصرمان أصبحت النقطة التركية محاصرة بشكل كامل من الجيش السوري». وتُعد نقطة المراقبة التركية في «الصرمان» الثانية التي تحاصرها قوات النظام بعد تلك الواقعة في بلدة «مورك» بمحاذاة إدلب في ريف حماة الشمالي.
إلى ذلك، أكدت القيادة العامة للجيش السوري استمرار عملياتها العسكرية في ريف ادلب الجنوبي لاستعادة السيطرة على جميع المناطق. وقالت القيادة العامة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية «سانا» أمس، إنها «تؤكد إصرارها على إتمام تطهير محافظة إدلب من الإرهاب وحرصها على حياة جميع المواطنين العزل وتدعوهم للابتعاد عن مناطق انتشار المسلحين والمسارعة للخروج إلى مناطق تواجد وحدات الجيش السوري القادمة لحمايتهم وتحريرهم من سيطرة الإرهاب». وأضافت «تتابع وحدات من قواتنا المسلحة هجومها باتجاهي الجنوب والجنوب الشرقي لمحافظة إدلب وسط انهيار متتابع للتنظيمات المسلحة بعد تدمير مقراتها وتكبيدها خسائر فادحة في المعدات والأرواح».
وأكد الجيش السوري سيطرته على مساحات واسعة في ريف إدلب، قائلاً «في الأيام القليلة الماضية تمكن رجال جيشنا من السيطرة على 320 كيلومتراً مربعاً وطرد جبهة النصرة وبقية التنظيمات المسلحة منها والدخول إلى أكثر من 40 بلدة وقرية». وشدد البيان على أن «عملية مكافحة الإرهاب مستمرة إلى أن يستكمل الجيش السوري تطهير جميع المناطق المحتلة من قبل الإرهابيين والعملاء مهما كانت مسمياتهم وأينما تواجدوا، وأن يرفرف العلم السوري على كامل جغرافيتها». وخلفت 5 أيام من المعارك نحو 260 قتيلاً في الجانبين، بينهم 110 من أفراد الجيش و148 من المعارضة.
وفي السياق، قتل 10 مدنيين على الأقل بينهم 6 أطفال أمس، في غارات جوية روسية استهدفت قرية في شمال غرب سوريا تؤوي نازحين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن الغارات استهدفت قرية «جوباس» على أطراف بلدة «سراقب» في ريف إدلب الشرقي وأن القتلى نازحون لجأوا إلى مدرسة القرية ونواحيها.
على الصعيد نفسه، دعا فريق «منسقو استجابة سورية» أمس، المنظمات الإنسانية بالتدخل وتحييد المدنيين وإبعادهم عن خطر الحرب. ورفض الفريق في بيان صحفي «تحويل المدنيين إلى أهداف عسكرية أو إجبارهم على البقاء في أي منطقة نزاع بما يُخالف حق الإنسان في العيش بأمان»، مطالباً القوى الدولية بحماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة.