سامي عبد الرؤوف (دبي)
حققت دولة الإمارات تقدماً جديداً في خدمات الرعاية الصحية بصفة عامة، وخاصة حديثي الولادة وتقديم أفضل خدمات للأطفال الخدج، فالمولود الخديج الذي يزن أقل من كيلوغرام واحد، كان لا أمل في حياته حتى وقت قريب، أما اليوم ومع تطور الأجهزة الطبية والتكنولوجيا التي وفرتهما المستشفيات على مستوى الدولة، أصبح للخديج الأمل الكبير بالنجاة والعيش.
وتجسد تفوق الإمارات في التعامل مع حالات الأطفال الخدج، في إنقاذ أكثر من مستشفى بالدولة، لأطفال خدج.
فقد أنقذت طفلة ولدت بعد فترة حمل بلغت 23 أسبوعاً، أي أقل من 6 أشهر، وبلغ وزن هذه الطفلة وهي من الجنسية الكينية، 390 غراماً فقط عند الولادة، وهو ما يعادل وزن تفاحة من الحجم الكبير، ويعتقد أنها المولود الأخف وزناً في البلاد، كما تم مؤخراً، إنقاذ حياة طفلة من جنسية أوروبية، ولدت بعد فترة حمل بلغت 24 أسبوعاً، وبلغ وزنها نحو 500 غرام فقط.
والطفل الخديج، هو الطفل الذي يجيء إلى العالم بعد أقل من 37 أسبوعاً من الحمل داخل رحم الأم، وهو الحد الفاصل بين الخديج والمولود العادي، وفي هذه الحالة يكون الوزن تحت 2,5 جرام، أما الطفل الذي يولد أقل من 28 أسبوع حمل وحتى 25 أسبوعاً، فهو طفل « شديد الخداجة»، وفي الغالب يكون وزنه تحت 1,5 كيلو غرام، أما الطفل الأقل من 24 أسبوعاً، فهو « الأشد خداجة» ويكون وزنه في معظم الأحيان، دون 1 كيلو غرام واحد، والمجهود الأقصى يبذل للمولود الذي استكمل 24 أسبوعاً، وهو الحد الأدنى للخداجة.
نموذج عالمي
وقال الدكتور محمود الحليق، رئيس قسم الأطفال ووحدة العناية المركزة بقسم الأطفال بمستشفى لطيفة للأطفال والتابع لهيئة الصحة في دبي: «وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة « الخدج»، تعتبر الأكبر في دبي والإمارات الشمالية، حيث تبلغ سعتها السريرية حاليا 64 سريراً، وهي سعة ضخمة على مستوى المنطقة أيضاً».
وأضاف: «حصلت الوحدة على أعلى تصنيف عالمي لوحدات حديثي الولادة، بفضل ما تتميز به من استخدام تقنيات وأجهزة متطورة جداً، بالإضافة إلى الخبرات والكفاءات الكبيرة المتوفرة لديها سواء في الكادر الطبي أو الفني والتمريضي».
وقال الدكتور برانكيا فاسيليفيتش، أخصائي الأطفال حديثي الولادة بمستشفى «ان ام سي» بدبي ، إن المستشفى نجح مؤخراً في إنقاذ مولودة وضعتها الأم بعد 24 أسبوع حمل، وبلغ وزنها 390 غراماً فقط، وهي من الجنسية الكينية».
وأضاف: «من خلال التجهيزات العالية والإمكانيات الكبيرة التي وفرها المستشفى للطفلة، استطاعت ان تتجاوز الفترة الصعبة التي تكون بعد الولادة، حيث كانت تعاني المولودة من ضعيف نمو وهي جنين، وأيضا رئتي الرضيع لم تكن تعمل بالشكل الصحيح وكانت تعاني من صعوبة في التنفس».
ونوه فاسيليفيتش، بأنه بسبب الرعاية الممتازة، فقد خرجت الطفلة في 38 أسبوعاً من الحمل، بوزن 1.8 كيلوغرام، مع تغذية كاملة بالفم ومن دون أجهزة الأكسجين.
بدورها قالت الدكتورة، ريما مونلا، استشاري الأطفال حديثي الولادة، رئيس قسم حديثي الولادة في مستشفى الزهراء بدبي: إن»من أبرز حالات حديثي الولادة التي زارت المستشفى مؤخراً، ولادة طفلة عمرها 24 أسبوعاً ووزنها 550 غراماً فقط، وهي أوروبية، وتمت الولادة في المستشفى وظلت الطفلة شهر في العناية الخاصة بالخدج».