تامر عبد الحميد (أبوظبي)

يجمع مهرجان الشيخ زايد، الذي تستمر فعالياته حتى 1 فبراير المقبل في منطقة الوثبة بأبوظبي، الفنون الشعبية العالمية التي تتنوع بين الفلكلور والأهازيج التراثية والموروثات القديمة التي تتمثل في الأداء الشعبي الرصين لهذه الفنون.
ويضم كل جناح في المهرجان العديد من الفرق الموسيقية والفرق الشعبية المحلية والخليجية والعالمية التي تجتمع يومياً في «مسيرة الحضارات»، تضم 15 دولة، تقدم فرقها استعراضات وفنوناً عالمية، بما يؤكد أهمية المهرجان كملتقى للحضارات.

تظاهرة فنية
تعتبر «مسيرة الحضارات» تظاهرة فنية وتراثية تستقطب العديد من زوار المهرجان، بحيث تميزت الفرق بارتداء ملابس فلكلورية، واستطاعت أن تعزف بطرق فنية مختلفة تعبر عن حضارات الشعوب، وكان للفنون الشعبية، من مختلف أنحاء الوطن العربي، نصيب كبير من التألق والحضور، خصوصاً أنها تتميز بطابعها الشعبي الأصيل وتعبر عن الثقافات، ويتفاعل معها الجمهور مع الموروثات الفنية والفلكلورية للشعوب المشاركة في المهرجان، حيث انتشرت في كل الأجنحة والميادين هذه الفرق، تعبيراً عن أهمية الفن الشعبي في إظهار ثقافة الشعوب والتعبير عن مظهرها الحضاري.

مسيرة متناغمة
يؤدي «مسيرة الحضارات» مجموعة من الفنانين والعازفين من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، مثل اليمن وعمان وأوزبكستان والسعودية ومصر والأردن وروسيا وليبيا والهند والصين وصربيا وكازاخستان وإسبانيا والمغرب، الذين يأخذون الزوار في رحلة إلى موروث شعوب العالم، حيث يسيرون بين ساحات المهرجان 30 دقيقة، الساعة الثامنة مساء يومياً، في مسيرة متناغمة، تجمع المبدعين تحت منصة واحدة، ليقدموا معاً استعراضات موسيقية غنائية، تعبر عن هوية المهرجان، الذي يجمع الحضارات والثقافات على أرض التسامح.

ثقافات العالم
وعن مشاركة فرقة «حضر موت» للتراث والفنون اليمنية في المسيرة الحضارية، قال أحمد عبد الله بن بريك رئيس الفرقة: إن تجتمع كل هذه الفنون في مهرجان واحد ليحتفي بثقافات العالم المختلفة، ضمن كرنفال فني يعمق أثر التراث، لا يحدث إلا في مهرجان الشيخ زايد، فـ «مسيرة الحضارات» التي نشارك بها بشكل يومي، تقدم إبداعات من أنحاء العالم تزين ساحات مهرجان الشيخ زايد، منذ انطلاق فعالياته، مقدماً للأعداد الغفيرة من زواره وجبة تراثية فنية عالمية في ضيافة إماراتية أصيلة، نالت اهتمام عشاق هذه النوعية من الفنون الشعبية والعالمية التي عبرت عن حياة الآباء والأجداد في الماضي، إلى جانب مسيرة التراث العالمي التي جذبت جماهير غفيرة من زوار أجنحة المهرجان، التي اتخذت من كل بلد فرقة خاصة بها تمثل جناحها، في مسيرة أشبه بكرنفال فني مليء بأنواع مختلفة من الموسيقا والأهازيج الشعبية واستعراضات الفرق الأجنبية التي تقدم صوراً من موروثها الشعبي.

زخم تراثي
من جهته، قال صلاح عبد السلام، مدير الفرقة القومية للفنون الشعبية السودانية: نجح مهرجان الشيخ زايد في توصيل رسائل التسامح والتواصل بين شعوب العالم على أرض الإمارات، ليؤكد نجاح الحدث التراثي الكبير في تحقيق أهدافه، وفي مقدمتها تحقيق التواصل بين شعوب العالم على أرض الإمارات عبر التراث والفنون، ما جعل المهرجان واحداً من أكبر الفعاليات التراثية في المنطقة والعالم، والذي يترقب الجميع إقامته سنوياً للاستمتاع بهذا اللون الفريد من الزخم التراثي والثقافي.

فلكلور مصري
أما المحمدي فتحي، رئيس فرقة الأهرام المصرية للفنون الشعبية، فعبر عن سعادته بالمشاركة في الدورة الحالية من مهرجان الشيخ زايد، موضحاً أن فرقته تتكون من 12 شخصاً يقدمون الفلكلور المصري من أسوان وحتى مرسى مطروح، من بينها استعراض النوبة والرقص الصعيدي والفلاحي والإسكندراني، إلى جانب الاستعراض البدوي مع المزمار البلدي والتنورة والتي يشاركون بها بالأخص في مسيرة الحضارات بشكل يومي، معتبراً أن المهرجان كرنفال فني يجمع فنون شعوب العالم في منطقة الوثبة، حيث الالتقاء مع الآخر وتبادل الثقافات واكتساب المعرفة حول فنون الدول الأخرى.

تقنية 360 درجة
تميزت الفرق المشاركة في المسيرة الحضارية بارتداء ملابس فلكلورية وعزف بطرق فنية مستوحاة من ثقافات الشعوب، وعملت إدارة المهرجان هذا العام على تحضير شاشة ضخمة LED، مجهزة بتقنية 360 ضخمة لتساعد الزوار على مشاهدة المسيرة من أركان المهرجان كلها.

وجهة الأسر والعائلات
وحرصت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد على تخصيص المئات من الفعاليات والأنشطة للأطفال، بمنطقة عالم الأطفال «كيدز نيشن» التي تضم الكثير من الأنشطة والورش التعليمية في قالب ترفيهي، تعليمي، وتثقيفي يشجع الأطفال على تنمية مهاراتهم واستكشاف مواهبهم، وتنمي لديهم الحس الإبداعي وروح العمل الجماعي، في أجواء عائلية نموذجية وبيئة صحية آمنة، ومن الورش التي تهدف إلى تطوير مواهب الأطفال الإبداعية، ورشة «محترف الفن» التي تثري ذائقة الأطفال الفنية، عبر إتاحة الفرصة لممارسة الرسم والتلوين، بشكل أكثر احترافية، على يد فنانين محترفين يقدمون للأطفال أسس ومبادئ الرسم والتلوين، وورشة «فن التصميم بالورق» التي تمنحهم الفرصة لإطلاق العنان لمواهبهم الفنية في تصميم مجسمات بالورق وتلوينها، وكذلك ورشة «محترف البالون» التي يتدرب الأطفال فيها على تشكيل مجسمات من البالونات سهلة التشكيل، وورشة «اللعب بالعجين والطين الصلصال» التي تحفز إبداعات الأطفال، عبر تشكيل مجسمات فنية متنوعة، ويواصل عالم الأطفال رحلته الإبداعية مع الأطفال، بتخصيص ورشة «غني غني غني» التي تعتبر استوديو فنياً غنائياً، حيث تضم أجهزة خاصة لممارسة موهبة الغناء، عبر سماعات مكبرة للصوت، على مقاطع موسيقية لأشهر الأغاني الأجنبية والخليجية والعربية بطريقة «كاريوكي».

«الطبيب الصغير»
يضم عالم الأطفال «كيدز نيشن» ورشة «عيادة الطبيب الصغير» لتعريفهم بأهمية مهنة الطب وما تقدم من خدمات جليلة لأفراد المجتمع، وورشة «مختبر العلوم» التي يتم فيها تدريب الأطفال على إجراء تجارب معملية تدخل فيها مواد كيميائية متعارف عليها، تحت إشراف وتوجيه كاملين من قبل مدربين متخصصين، يتيحون للأطفال تطبيق الكثير من المعادلات العلمية بكل ثقة واطمئنان وأمان.
ويمكن للأطفال التدرب على البناء في ورشة «يللا نبني ونعمر»، التي تتيح لهم بناء حجر صغيرة وأسوار عالية بمكعبات تشبه الطابوق. كما يستطيعون في ورشة «النجار الصغير» المجهزة بعدد وأدوات ممارسة حرفة النجارة، حيث تتيح للأطفال استخدام عدة النجار بشكل آمن تماماً، تحت إشراف حرفيين مختصين، كي يشكلوا الكثير من المجسمات الخشبية التي طالما أحبوا صنعها بأيديهم.