هدى جاسم ووكالات (بغداد)
اقتحم أنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، أمس، ساحة المتظاهرين في وسط كربلاء، وأطلقوا الرصاص عليهم، ما أسفر عن إصابة 8 أشخاص، وذلك بعد يوم واحد على سقوط 7 قتلى جراء اعتداء «الصدريين» على المتظاهرين في النجف.
وأفادت مديرية شرطة كربلاء، في بيان، بأن القوات الأمنية في كربلاء انتشرت لحماية المتظاهرين الذين عادوا للتدفق إلى ساحة التربية وسط كربلاء.
وأكدت الشرطة أن الوضع الأمني أصبح تحت السيطرة بشكل تام، وتم تأمين حماية كاملة للمتظاهرين السلميين.
وفيما تحدث ناشطون عن اقتحام مسلحين مستشفيات النجف بهدف تصفية المتظاهرين، وصف سفير الاتحاد الأوروبي ما جرى بالأفعال الشنيعة المعرقلة لأي تقدمٍ سياسي. وعبّر السفير البريطاني لدى العراق، ستيفن هيكي، عن صدمته من أحداث العنف، معتبراً أن من أولويات الحكومة حماية المتظاهرين ومحاسبة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.
إلى ذلك، شيّع المتظاهرون المناهضون للحكومة، أمس، سبعة منهم قتلوا في اعتداءات أنصار الصدر، مؤكدين تصميمهم على مواصلة حراكهم الاحتجاجي المستمر منذ أكتوبر.
وتصدعت صفوف حركة الاحتجاج منذ أن غير الصدر موقفه بعد أن شارك أنصاره منذ بداية أكتوبر في التظاهرات المناهضة للفساد.
وأعلن الصدريون دعمهم رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي، الذي يحتاج لتولي مهامه أن تحصل حكومته على ثقة البرلمان في أقل من شهر.
ورفض المتظاهرون المناهضون للسلطة هذا التكليف لأن علاوي كان وزيراً مرتين في مؤسسات النظام الذي يريدون إسقاطه، ونظموا تظاهرات وخاضوا مواجهات أسفرت حلال أربعة أشهر عن مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة ثلاثين ألفاً بجروح غالبيتهم من المتظاهرين.
وبعد حادثة النجف الدامية التي أسفرت عن مقتل سبعة متظاهرين أمس الأول، ألمح رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي بالتنحي في حال استمرار العنف ضد المتظاهرين.
وقال في كلمة: «إن الممارسات هذه تضعنا في زاويةٍ حرجة، لا يُمكن حينها الاستمرار بالمهمة الموكلة إلينا مع استمرار ما يتعرض له الشباب».
وأضاف علاوي، الذي تعهد بأن يكون فتح التحقيقات في الحادثة من أولويات الحكومة المقبلة: «لم نأتِ لهذه المهمة الوطنية إلاّ من أجل بناء ما تهدّم، وليس من الأخلاقي القبول بتصدّر المشهد، وتولي المهمة، بينما يتعرض أبناؤنا لما نعرفه من ممارسات تُدمي القلب والضمير».
وتبنى أصحاب القبعات الزرق، وهم أنصار الصدر اقتحام ساحة الاحتجاج في النجف، لكن الشرطة كذلك متهمة بالتقصير بسبب عدم منع حدوث الصدامات. ويؤكد المتظاهر محمد وهو طالب هندسة يتظاهر بشكل مستمر في ساحة التحرير في بغداد: «في النجف سقطت الأقنعة».
وفي الناصرية، اعتبر المتظاهر عدنان ظافر الذي يواصل احتجاجه منذ عدة أشهر، الهجوم الذي وقع مساء أمس الأول، بمثابة استمرار منطقي لأربعة أشهر من حملات القمع والتخويف التي يقوم بها المهاجمون الذين لم تستطع الدولة حتى الآن تحديد هويتها لكن الأمم المتحدة وصفتهم بـ«ميليشيات».
وفي الديوانية، خرجت تظاهرة طلابية مناهضة للصدر وهادي العامري، أحد قيادات «الحشد الشعبي»، الموالي لإيران، وهتف المشاركون فيها «لا مقتدى ولا هادي، تبقى حرة بلادي».
ويخشى المحتجون في هذه المدينة من أن يتكرر سيناريو النجف، حيث هاجم أنصار الصدر ساحة الاعتصام الرئيسة للمتظاهرين المناهضين للسلطة قبل احتلاله أمس، والتمركز وسط أنقاض الخيام التي أحرقت في الليل، حسبما أفاد شهود عيان. لكن هذا العنف لا يقوض تصميم المتظاهرين على ما يبدو.
ووعد علاوي مجموعات من ممثلي المحتجين الذين التقاهم في الأيام الأخيرة باختيار وزير أو اثنين من المتظاهرين الذين يدينون الفساد والمحسوبية في العراق.
لكن إلى أن تحصل حكومته على ثقة البرلمان، فإن علاوي غير مخول اتخاذ أي قرار، وحكومة عادل عبدالمهدي المستقيلة ما زالت المسؤولة عن تصريف الشؤون الحالية.
أميركا تدين «الاعتداء الوحشي»
أدانت الولايات المتحدة بشدة، أمس، الهجوم «الوحشي» الذي حصل في مدينة النجف العراقية، وأدى إلى مقتل، وجرح عدد من المتظاهرين.
وعبّرت سفارة الولايات المتحدة في بغداد عن إدانتها لما حدث، قائلة: «من المؤسف أنه ما زال يُسمح للجماعات المسلحة بانتهاك سيادة القانون بالعراق مع الإفلات من العقاب ضد المواطنين السلميين.
وزير الداخلية يوجّه بحماية التظاهرات
وجّه وزير الداخلية العراقي في حكومة تصريف الأعمال، ياسين الياسري، أمس، باتخاذ الإجراءات الأمنية لحماية ساحة التظاهر في النجف. وقالت الوزارة: في بيان: «من أجل استتباب الوضع الأمني، وصل وزير الداخلية ياسين طاهر الياسري إلى محافظة النجف».
محكومون بالإعدام يلجؤون للأمم المتحدة
حض 5 متطرفين فرنسيين حكم عليهم بالإعدام في العراق لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة على الطلب من فرنسا توفير الحماية القنصلية لهم وإعادتهم إليها، حسبما أكد محاميهم نبيل بودي أمس.