باحث أميركي يؤكد أهمية الطب التجديدي وزراعة الأعضاء في إنقاذ حياة المرضى
شهد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي المحاضرة التي ألقاها الدكتور أنطوني عطا الله مدير معهد ويك فوريست للطب التجديدي في مجلس محمد بن زايد الرمضاني، بعنوان “الطب التجديدي: أعضاء جاهزة للحياة والصحة”.
كما شهد المحاضرة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، وعدد من المسؤولين في القطاع الصحي وعدد من الأطباء رؤساء الاقسام العاملين في مستشفيات الدولة.
وركز المحاضر وهو باحث في مجال الطب التجديدي في أميركا، على خمسة محاور وهي تعريف عملي لمصطلح الطب التجديدي ونبذة تاريخية عن الطب التجديدي، ومخاطر وفوائد وجدليات الطب التجديدي، والتطورات والتطبيقات الأخيرة والعلاجات المبتكرة للمرضى، والمستقبل من خلال عدسة الطب التجديدي، والدروس المستفادة وآثار الطب التجديدي.
وأوضح أن أول عضو بشري تم نقله وزراعته في جسم مريض هو الكلى عام 1954، مشيراً إلى أنه كل 30 ثانية يموت مريض يعاني من الفشل الكلوي على مستوى العالم، ومن هنا تكمن أهمية البحث في تجديد الخلايا والأعضاء البشرية، حيث إن الإنسان تتجدد خلاياه بشكل مستمر فعلى سبيل المثال جلد الإنسان يتجدد كل أسبوعين.
وقدم الدكتور أنطوني عطا الله شرحاً عن آلية تنمية وتطوير الخلايا البشرية في المختبرات وفق أحدث التقنيات العلمية من خلال أخذ بعض خلايا العضو المراد تنميته ومعالجتها عبر مراحل متتالية حتى يتم تكاثرها، وقد نجحت عمليات تنمية وتكاثر خلايا الجلد وأوعية دموية وصمام قلب وخلايا وعضلات مثانة في المختبرات وإعادة زرعها في الإنسان، وتستغرق عملية تنمية الخلايا في المختبرات من 6 إلى 8 أسابيع، وقد بدأت هذه التقنية المتطورة منذ العام 1998 وأجريت تجارب على الحيوانات وغيرها استمرت 8 سنوات.
وأضاف أنه يتم حالياً زراعة 30 نوعاً من الخلايا والأعضاء لتنميتها في المختبرات، منها 6 تمت زراعتها في المريض بعد نجاحها في المختبرات، وقدم المحاضر خلال المحاضرة مقاطع فيديو لمريض خضع لعملية زراعة مثانة تمت تنميتها وتطويرها في المختبرات، بعد أخذ عدد من الخلايا من المريض ذاته.
وقال إن هناك أربعة أنواع من الخلايا والأعضاء التي يتم تنميتها وتطويرها في المختبرات وفقاً لنوعية وطبيعة هذه الأعضاء، والمرحلة الأولى من تنمية وتطوير الخلايا شملت خلايا الجلد التي تعتبر أقل تعقيداً، والمرحلة الثانية الخلايا في الأجزاء الوعائية كما في الأوعية الدموية، والمرحلة الثالثة الأعضاء المجوفة كما في المثانة والمعدة، أما المرحلة الرابعة فهي الأعضاء الصلبة كما في خلايا القلب والأذن والكبد وغيرها، موضحاً أن أكثر من 300 باحث وعالم يعملون في هذا المجال في المعهد الذي يترأسه.
وشرح الدكتور أنطوني موضوع استنساخ الخلايا باستخدام أنظمة وتقنيات عالية الجودة، حيث يتم باستخدام أجهزة متطورة شبيهة بأجهزة النسخ القيام بعملية نسخ لخلايا العضو المراد تنميته وتطويره، وبعد 46 ساعة من عملية الاستنساخ تبدأ عملية تجديد الخلايا في المختبرات، وهي ما زالت في مرحلة التجارب وصولاً إلى استنساخ وتركيب كلية حيث تجرى تجارب في هذا المجال حالياً على الأبقار.
كما تحدث المحاضر عن استخدامات الخلايا الجذعية التي تأخذ من المشيمة والسائل الامينوسي الذي يحيط بالجنين في الرحم، حيث يتم تغذية وزراعة هذه الخلايا في المختبرات ثم إنشاء تركيبات معقدة وغرسها في المريض لمعالجة حالات صعبة.
ورداً على أسئلة الحضور، قال إنه يتم معالجة الخلايا العصبية وخلايا الدماغ باستخدام الخلايا الجذعية التي تحقن في المريض وأظهرت تحسناً في ترميم بعض خلايا الدماغ، وهذا لا يزال في مرحلة التجارب.
وأكد أنه عندما تتم تنمية خلايا وأعضاء في المختبرات فإنه يتم التأكد من تشكل خلايا سرطانية في العضو قبل زراعته في المريض، مشيراً إلى أن أول تجربة في مجال تنمية وتطوير الخلايا في المختبرات كانت قبل 16 عاماً، ولم تسجل أي حالة إلى الآن بتحول الخلايا إلى خلايا سرطانية، مشيراً إلى أنه يراعى في تنمية وتطوير الخلايا في المختبرات المسائل الأخلاقية واتباع كل الإجراءات السليمة.
وأضاف أن نجاح هذه التقنيات والتوسع فيها خلال المرحلة المقبلة سيفتح آفاقاً أوسع في علاج الكثير من الأمراض بالذات أمراض الفشل العضوي.
وأضاف أنه يتم الأخذ بالتجارب الطبية وزراعة الأعضاء بكل بطء مع التريث الشديد على النتائج قبل الإقدام على استخدام التجارب على البشر في اتخاذ العلاجات المبتكرة، مطالباً بضرورة نقل العلم وتبادل المعرفة في العالم بما يضمن الاستفادة لجميع المرضى على مستوى العالم.
وعرض الدكتور أنطوني عدة نماذج لعمليات الزراعة الجذعية، إضافة إلى زراعة الخلايا من خلال الاستراتيجيات التي يتعاملون فيها، ويطبقونها للعمل في الطب التجديدي.
شكر وعرفان للإمارات
أعرب الدكتور الجراح أنطوني عطا الله مدير معهد “ويك فوريست” للطب التجديدي ورئيس قسم أمراض المسالك البولية في كلية الطب، عن شكره لدعوته لإلقاء محاضرته حول “الطب التجديدي” وإتاحة الفرصة له لإبراز أحد أهم العلوم في التطبيقات العلاجية الحديثة والتطورات الأخيرة في العلاجات المبتكرة، للمرضى في زراعة الخلايا الجذعية، وذلك في المجلس الرمضاني للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
أنطوني عطا الله في سطور
ولد في عام 1958 في بيرو بأميركا الجنوبية وترعرع في فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، ويعمل مديراً لمعهد “ويك فوريست” للطب التجديدي ورئيساً لقسم أمراض المسالك البولية في كلية الطب بجامعة “ويك فوريست”. وهو جراح ممارس وباحث في مجال الطب التجديدي حيث يركز في عمله الحالي على إنماء الخلايا وأنسجة وأعضاء إنسانية جديدة، وذاع صيته حينما أعلن عن استنبات مقدار ضئيل من خلايا المثانات البشرية في المختبر على عدد من المرضى والذين مازالوا بعد 5 سنوات بحالة صحية جيدة. تقدم بأكثر من 200 براعة اختراع وطنية وعالمية في مجال الطب التجديدي.
المصدر: أبوظبي