انتشرت قوات الأمن السورية أمس في اللاذقية، واستخدمت الرشاشات الثقيلة في بعض أحياء هذه المدينة، غداة عمليات أسفرت عن سقوط 18 قتيلاً في البلاد، بينما خرجت قوات الجيش السوري أمس من مدينة دير الزور من مدخليها الجنوبي والشمالي الشرقي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الثلاثاء إن “120 جندياً من الجيش السوري نفذوا عملية مداهمة في حي اسكنتوري في اللاذقية أسفرت عن اعتقال العشرات، كما استمرت العملية الأمنية في حي الرمل الجنوبي وحي بستان الحمامي ومسبح الشعب لليوم الثالث على التوالي، حيث بدأت عمليات منظمة لمداهمة البيوت ترافقها عمليات تكسير للأبواب والممتلكات، كما ذكر أهالي من المنطقة”. وأضاف المرصد في بيانه “كما شوهدت أعداد كبيرة من الأمن والشبيحة يجتاحون أحياء الصليبة والطابيات والأشرفية ويطلقون النار بكثافة على المنازل خصوصاً في شارع بور سعيد” في اللاذقية. وكان المرصد، أشار قبلا “إلى سماع أصوات رشاشات ثقيلة وإطلاق رصاص كثيف في أحياء الرمل الجنوبي ومسبح الشعب وعين التمرة في اللاذقية تواصلت من الساعة الخامسة فجراً حتى الساعة الثامنة والنصف”، مشيراً إلى أنه “لم ترد اي انباء حتى الآن عن سقوط شهداء”. من جهتها، نقلت وكالة الانباء السورية “سانا” عن مصدر مسؤول قوله ان “قوات حفظ النظام مستمرة بازالة الحواجز والمتاريس التي اقامتها المجموعات الإرهابية المسلحة على مفارق الطرق والأزقة في حي الرمل الجنوبي” في اللاذقية. واضاف ان “هذه القوات اعتقلت عدداً من المسلحين، وفككت عبوات ناسفة وألغاماً زرعتها تلك المجموعات الإرهابية المسلحة في شوارع الحي”. وتابع ان “بعض المسلحين هربوا من الحي المذكور إلى بعض الاحياء المجاورة واطلقوا النار وفجروا اصابع ديناميت ما ادى الى وقوع عدد من الاصابات وترهيب المواطنين في تلك الاحياء”. واكد ان “قوات حفظ النظام تتعقب حالياً هؤلاء المسلحين في تلك الاحياء من اجل اعادة الهدوء والامان إليها”. من جهتها، قالت صحيفة “الوطن” السورية ان “الوضع في المدينة بات تحت السيطرة، خاصة بعد قيام الجيش بالقبض على العشرات من المسلحين، في عملية تمت في أجواء معقدة على حد وصفهم”. واضافت الصحيفة ان “الجيش تمكن من خرق منطقتي السكنتوري والرمل الجنوبي من البداية إلى النهاية من طريق الحرش حتى محطة القطار، بعد أن كانت المجموعات المسلحة قامت ببناء حواجز إسمنتية وبناء محال تجارية مخالفة في وسط الشوارع لمنع وحدات الجيش من التحرك”. وتابعت ان “المجموعات المسلحة قامت بزرع الألغام في المناطق المتوقعة لتواجد الجيش، إلا أن معظمها تم تفكيكه”. وقال احد سكان اللاذقية لوكالة فرانس برس “ان النظام يهاجم الاحياء السنية من المدينة مثل الصليبة والرمل والسكنتوري وبستان السمكة. وتم تسليح سكان احدى الضواحي العلوية من المدينة”. واضاف ان قوات الامن فتحت النار على حشد كان يشارك في تشييع. وقال “اطلقوا النار في الهواء ثم على ارجل المشاركين في التشييع واعتقلوا عددا من الاشخاص”. وكان ستة اشخاص قتلوا امس الاول في اللاذقية التي شهدت “احداً” دامياً ادى الى مقتل 26 شخصاً فيها، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اعلن ان زوارق سورية حربية شاركت في قصف المدينة الاحد. وقال سكان من مدينة اللاذقية انهم شاهدوا 20 آلية عسكرية مدرعة وسيارات محملة بالجنود في شارع الثورة وتتجمع قرب فرن عكاشة وهناك مخاوف من اهالي حي قنينص الذي نزح عنه الكثير من سكانه ان تكون وجهتها الحي لتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضده. وابلغ نشطاء من مدينة حمص المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاتصالات الارضية والخلوية قطعت عن حي عشيرة كما سمعت اصوات اطلاق رصاص في محيط باب السباع. واكدوا مقتل مواطنين اثنين فجر امس متأثرين بجراح اصيبا بها مساء امس الاول عندما اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح. وافاد ناشطون ان العمليات العسكرية والامنية التي نفذتها القوات السورية في محافظة حمص ومدينة اللاذقية اسفرت عن مقتل 18 شخصاً على الاقل. وكانت حصيلة سابقة اوردتها منظمة حقوقية اشارت الى مقتل ستة اشخاص اربعة منهم في اللاذقية واثنان في حمص. وقال ناشط في حمص في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان حصيلة العمليات التي نفذتها قوات الامن الاثنين في مدينة حمص وبلدة الحولة التابعة لمحافظتها بلغت 12 قتيلاً. من جهته اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ستة اشخاص على الاقل امس الاول في اللاذقية. واكد المرصد ان “هناك شهداء في مدينتي حمص واللاذقية لم يتسن للمرصد توثيق اسمائهم، بالاضافة الى عشرات الجرحى في حمص جراح 8 منهم على الاقل حرجة”. ونقلت قناة “العربية” عن شاهد عيان أنه تم اعتقال العشرات في المدينة. ووفقاً لقناة “الجزيرة”، قصف الجيش السوري بالدبابات حارة يافا داخل مخيم الرمل الجنوبي في المدينة، ثم اقتحمها في خضم عمليات نزوح جماعي للعائلات. وقال مسؤول أمني لبناني، إن قوات من حرس الحدود السوري اعتقلت عائلات سورية كانت تحاول الفرار إلى شمال لبنان عبر الحدود بعد منتصف الليل من بلدة السميكة. وقال نشطاء مقيمين في دمشق إن قوات الأمن السورية شنت حملة اعتقالات واسعة في حي المعظمية. من جهة اخرى، أعلن المرصد ان نحو مئة محام نظموا اعتصاما صامتا امس داخل قاعة المحامين في قصر العدل في الرقة ورفعوا لافتات طالبوا فيها بخروج الجيش من المدن ورددوا كلنا حماة ودير الزور واللاذقية وطالبوا بقضاء عادل ونزيه”. الى ذلك، غادرت دبابات الجيش السوري امس دير الزور معلنة القضاء على “المجموعات الارهابية المسلحة” في هذه المدينة التي قام عدد من سكانها بوداع الجنود ناثرين عليهم الارز والورود، حسب ماافادت مراسلة لـ”فرانس برس” شاركت في جولة نظمتها وزارة الاعلام السورية. وذكرت المراسلة ان قوات تتألف من 12 مدرعة كتب عليها “جنود الاسد” وست ناقلات جند تحمل عشرات الجنود، خرجت من المدخل الجنوبي مرورا امام مدرسة الشرطة. وصرح مسؤول عسكري للصحفيين في المدينة ان الجيش السوري دخل دير الزور “استجابة لنداء اهالي الدير ونتيجة حصار المدينة بشكل مرعب من قبل المجموعات المسلحة التي اقامت الحواجز والمتاريس”. واضاف “قمنا بعملية نوعية وسريعة ودقيقة بالتعاون مع الاهالي لاعادة الامن والاستقرار وتمكنا من القبض على مسلحين وضبط متفجرات وعبوات ناسفة وألغام”. وكان عدد من اهالي دير الزور في وداع الجنود المغادرين وهم يهتفون “الله محيي الجيش”، ويقومون برشهم بالارز والورد. من جهتهم، هتف الجنود وهم يرفعون صور الرئيس بشار الاسد واعلاما سورية “الشعب والدير يريد بشار الاسد” و”بالروح بالدم نفديك يا بشار”. وغادرت وحدات عسكرية اخرى المدينة من مدخلها الشمالي الشرقي من امام مستشفى الفرات. وقد تجمع مئات المواطنين وقاموا برش الواحدات المنسحبة بالارز وهم يرفعون صورة الاسد، ويهتفون “الله سوريا بشار وبس”، و”ابو حافظ قائدنا”، و”الديري يرفع ايدو بشار احنا نريدو”. واكد المسؤول العسكري للصحفيين ان “القوات خرجت بعد اتمام العملية مباشرة”. واضاف “اتينا لاداء واجب وطني لاعادة الامن، وهذا الخروج نهائي لا عودة للجيش ابدا” الى المدينة. وشملت الزيارة السوق الواقع على الساحة التي كانت تنظم فيها التظاهرات وكانت تسمى “ساحة الباسل” قبل ان يطلق عليها الناشطون اسم “ساحة الحرية”. وقال سكان في دير الزور إن الجيش سحب أسلحته المضادة للطائرات من المدينة، إلا أن حاملات الجند المدرعة ما زالت موجودة عند التقاطعات الرئيسية وإن القوات المدعومة بالمخابرات العسكرية داهمت منازل وتبحث عن معارضين مطلوب القبض عليهم. وقال أحد النشطاء في المدينة “يبدو أن النظام عازم على تكسير عظام الانتفاضة في أنحاء البلاد هذا الأسبوع لكن الناس لا يرضخون. المظاهرات في دير الزور تستعيد قوتها”.