حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)

أكد المبعوث الأممي لدى ليبيا وجود نقاط خلاف بين المجتمعين في اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية «5+5» لتثبيت الهدنة لوقف إطلاق نار دائم، مشيراً إلى أن البعثة الأممية تواصل العمل لسد نقاط الخلاف بين الجانبين في ظل تمسك كلا الطرفين بمواقفهما وهذا أمر طبيعي.
وكشف المبعوث الأممي الدكتور غسان سلامة، في مؤتمر صحفي عقده أمس الخميس في جنيف، عن كواليس اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية «5+5» منذ يوم الاثنين الماضي، مؤكداً أنه تم التطرق إلى عدد من النقاط منها تثبيت وقف إطلاق النار والتشكيلات المسلحة، معرباً عن أمله بعدم حدوث استفزازات من الطرفين في ليبيا لتثبيت الهدنة.
ولفت إلى أن البعثة الأممية تحاول جاهدة سد الفراغ حول نقاط الخلاف بين وفدي الجيش الليبي وحكومة الوفاق، مشيراً إلى أن اتفاق الطرفين سيترجم الهدنة إلى وقف إطلاق النار وهو ما يتطلب التزامات من الجيش الليبي وحكومة الوفاق.
وأوضح غسان سلامة أن الطرفين لم يلتقيا خلال محادثات جنيف الحالية حول تثبيت وقف إطلاق النار، مؤكداً أن البعثة الأممية تعمل لإنجاز اتفاق بين قوات الجيش الليبي وحكومة الوفاق الوطني.
وأشار إلى أن المسار العسكري أحد المسارات الثلاثة التي تحاول البعثة أن تنظمها في تطبيق لمخرجات مؤتمر برلين التي تم التوصل إليها الشهر الماضي، موضحاً أن البعثة تتحرك لإعادة تنشيط المسار الاقتصادي والمالي في ليبيا.
وأكد سلامة أن المسار السياسي لا يسير بشكل جيد لأن البعثة تنتظر اختيار ممثلي مجلس النواب الليبي في حوار جنيف، معرباً عن أمله في أن تجتمع لجنة الـ«40» في جنيف في 26 فبراير الجاري لتفعيل الحوار السياسي.
وأضاف المبعوث الأممي إنه يتوقع أن يتسلم خلال ساعات قائمة مطالب من زعماء قبائل في شرق البلاد لإعادة فتح موانئ النفط المغلقة.
وفي سياق متصل، كشف مسؤول عسكري ليبي لـ«الاتحاد» عن هوية الوفد الذي يمثل القيادة العامة للجيش الوطني في محادثات جنيف، موضحاً أن الوفد يتشكل من قائد منطقة سبها العسكرية، قائد منطقة الزاوية العسكرية، المدعي العام العسكري، رئيس أركان الدفاع الجوي، قائد هيئة الحسابات العسكرية.
إلى ذلك، تتابع ألمانيا تنفيذ الأطراف الليبية مخرجات مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية الذي عقد الشهر الماضي، وذلك بعقد اجتماعات مع طرفي النزاع في ليبيا وحثهم على تفعيل ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات ألمانيا والالتزام بهدنة وقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس والتأكيد على الحل السياسي للأزمة الليبية.
بدورها كشفت وكالة نوفا الإيطالية عن تفاصيل جديدة حول سفينة شحن ترفع العلم اللبناني التي سبق أن نقلت في يناير الماضي أسلحة إلى السواحل الليبية قادمة من تركيا، مشيرة إلى أن السفينة رست بميناء جنوة الإيطالي بعد تعرضها لخلل فني، فيما توجه بحّار شاب كان على متن السفينة إلى مركز الشرطة البحرية في الميناء وطلب الحماية واللجوء السياسي مقابل سرد تفاصيل ما شاهده أثناء إقامته على متن سفينة الشحن التي ترفع العلم اللبناني في ما يتعلق الأمر بتجارة أسلحة غير قانونية بين تركيا وليبيا.
إلى ذلك، أجرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي يوسف العقوري، اتصالاً هاتفياً، مع القائم بإعمال السفارة الأميركية في ليبيا جاشوا هاريس، لتبادل الطرفين وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطرق للتدخلات الخارجية ومعالجة الأسباب التي أدت إلى إغلاق حقول وموانئ النفط وذلك من خلال دعم الحوار الاقتصادي وتحقيق التوزيع العادل لإيرادات النفط ومراقبة إنفاقها بشفافية وعدالة.
عسكرياً، شنت مقاتلات الجيش الوطني الليبي ضربات جوية، مساء أمس، على مواقع بمدينة درنة، بعد رصد تجمّع عدد من الإرهابيين واختبائهم داخلها. وأعلنت غرفة عمليات عمر المختار التابعة للجيش الوطني تأهبها بمداخل درنة ومخارجها، وسيّرت دورياتها داخل المدينة.

مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد»: المرتزقة السوريون يهددون هدنة وقف إطلاق النار
أكد مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» عدم التزام المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى طرابلس بهدنة وقف إطلاق النار في طرابلس، مشيراً إلى الاستفزازات التي تقوم بها الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريون وهو ما يهدد هدنة وقف إطلاق النار التي يمكن أن تنهار بشكل كامل في أي لحظة. وأشار المصدر الليبي إلى أن القوات المسلحة الليبية ملتزمة بهدنة وقف إطلاق النار في طرابلس، مؤكداً أن قوات الجيش الليبي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار الميليشيات والمرتزقة بالتصعيد ضد القوات المسلحة الليبية، موضحاً أن حكومة الوفاق لم تلتزم بأي من البنود التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر برلين.