الشارقة (الاتحاد)
لم يقدم بيليه ومارادونا وكرويف وبيكنباور الكثير بعد أن تجاوزا سن الـ 30، التي تعرف في عالم الساحرة بأنها أقرب ما تكون إلى سن «اليأس الكروي»، كما أن رونالدو البرازيلي ورونالدينيو وغيرهم من نجوم الكرة العالمية قدموا كل ما لديهم قبل سن الـ30، إلا أن ميسي ورونالدو يشكلان الحالة الاستثنائية دائماً، فقد تألقا وتوهجا وأبدعا قبل سن الـ 20، واستمرا في إبداعهما إلى ما بعد الـ 30.
ميسي يبلغ 32 عاماً، ومنذ بلوغه 30 عاماً وحتى الآن، شارك في 120 مباراة أحرز خلالها 111 هدفاً، بمعدل 0.92 هدف في كل مباراة، وهو معدل تهديفي مذهل بكل المقاييس، وعلى رأسها عامل السن الذي يعد حاسماً في أداء وتألق نجوم كرة القدم، ويمكن القول إن طريقة أداء ميسي في مرحلة ما بعد الـ 30 شهدت استخدامه لخبراته الكبيرة، لكي يستمر على نفس المعدلات التهديفية، فالتحركات أصبحت أقل، إلا أن المعدل التهديفي لم ينخفض.
وفي المقابل، يواصل رونالدو رحلة تحقيق وتحطيم الأرقام التهديفية، على الرغم من بلوغه 34 عاماً، وبالنظر إلى أنه أكبر عمراً من ميسي بعامين، فقد كانت بصمته التهديفية أكثر وضوحاً منذ بلوغه 30 عاماً، فقد سجل منذ هذا الوقت 178 هدفاً في 204 مباريات بمعدل 0.87 هدف في كل مباراة، ولا زال رونالدو يتمتع بدرجة عالية من اللياقة البدنية، وهو الأمر الذي تجلى بصورة واضحة في هدفه الذي أحرزه في مرمى سامبدوريا الأربعاء الماضي، وجاء من ضربة رأسية ارتقى لها عالياً بصورة أصابت الملايين حول العالم بحالة من الذهول.
ميسي ورونالدو أحرز معاً 289 هدفاً منذ بلوغهما سن الـ 30، ويبلغ معدلهما التهديفي معاً 0.89 هدف في كل مباراة، ولا يقترب من أسطورة ليو والدون في تحدي سن اليأس الكروي، سوى النجم الأسطوري زلاتان إبراهيموفيتش، إلا أن النجم السويدي لم يستمر في أعلى مستوى كروي تنافسي، بعد رحيله للدوري الفرنسي، ثم الدوري الأميركي.