مراد المصري (دبي)

أكد صالح محمد حسن، أمين عام اتحاد ألعاب القوى، أن الوقت الحالي هو وقت العمل الميداني، والسعي لخدمة أبناء «أم الألعاب» بكافة الجهود والقدرات المتوفرة، وعدم الالتفات للماضي، بعدما ذبحت الخلافات الإدارية هذه اللعبة، وكبدتها الكثير من المتاعب، معتبراً أن أركان ألعاب القوى مطالبون دائماً بالاجتهاد والصبر، وتحمل الصعوبات لهذه الرياضة، التي لا تحظى باهتمام وموارد مالية كبيرة، وتعد رياضة «الأقل حظاً» من المجتهدين والساعين لإثبات الذات.
وجاء حديث الأمين العام، مع «الاتحاد»، بعد ختام منافسات بطولة الدولة لاختراق الضاحية، التي أقيمت في رأس الخيمة، وقال: «نحن جاهزون للذهاب إلى أبعد موقع في الدولة، من أجل اكتشاف ودعم أي لاعب موهوب، والسعي لصقل موهبته، خصوصاً أن هذه اللعبة تتطلب بناء الأبطال وفق خطة عمل لا تقل عن 10 سنوات، وبالتالي يجب أن نبدأ مع اللاعبين منذ عمر 10 و12 سنة، في حال أردنا حصاد أفضل ما لديهم من قدرات في بداية سن العشرينيات، وقد تواجدت في هذه البطولة رفقة راشد الكتبي، رئيس لجنة المنتخبات، وقد رصدنا العديد من المواهب المميزة في أندية مختلفة، سنسعى للعمل على تطويرها رفقة أنديتهم من أجل الاستمرارية والبناء الصحيح لهم، وهم من يشكلون النواة للمستقبل، تحديداً في الناشئين والشباب».
وتابع: «يجب أن يكون العمل وفق خطة ممتدة على 8 سنوات على أقل تقدير، وليس انتظار دورة الألعاب الأولمبية المقبلة، ونحن على أبواب أولمبياد 2020، يجب أن نفكر باستحقاقات 2024 و2028، من أجل إعداد الرياضيين بالشكل الصحيح والمدروس والمناسب للتفوق، لكن ألعاب القوى مظلومة وتحتاج إلى خبراء ومدربين ودعم مناسب لها، ورغم ذلك نعمل وفق المتاح بأقصى طاقة لدينا».
وحول توقعات من سيحصد بطاقة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة، قال: «الأقرب هو نصيب سالمين، الذي نتمنى أن ينجح بتحقيق الرقم المؤهل، وهو يشارك في سباقي 100 و200 متر، وذلك قبل التفكير ببطاقة الدعوة، وهو لاعب مناسب من أجل الاستمرار للدورة المقبلة أيضاً بالنظر إلى سنه، ويحظى بالاهتمام من ناديه النصر، وعلينا التركيز على هذا الجانب، والاستفادة من درس المشاركة الماضية في دورة الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو، حيث تم إنفاق نحو مليون و300 ألف دولار على معسكر تحضيري للعداء سعود الزعابي، بإشراف المدرب سعيد عويطة، وهو يعتبر إهداراً بالنظر لكون اللاعب مجتهداً، لكنه يبلغ من العمر حالياً 31 عاماً، وهو عمر كبير في عالم ألقاب القوى، وتحقيقه إنجاز أولمبي سيكون معجزة، وكان من الأولى التركيز وإنفاق هذه المبالغ على عدائين أصغر سناً، من أجل العمل وفق خطة 8 سنوات أو 12 سنة على الأقل، من حيث المشاركة المتعددة في المنافسات الخارجية والألعاب الأولمبية تحديداً».
وعلى وصفه أن «أم الألعاب» رياضة «الأقل حظاً»، قال: «لا يمكن تحميل الإنسان أكثر من طاقته، رياضي ألعاب القوى لا تتوفر لديه المقومات الاحترافية، يجب أن يحظى بالتفرغ وتوفير العوامل المناسبة من أجل أن أحاسبه، حالياً هو يكد في النهار، ويتدرب بأقل الإمكانيات مساء، ثم نسأله لماذا لم تحقق إنجازاً، وهو أمر غير معقول».
وتابع: «هناك أندية تضم عدائين متخصصين بالسرعات، خصوصاً في النصر والشارقة، نسعى للتعاون معهم من أجل مواصلة إعداد الرياضيين، إلى جانب الزيارات التي نقوم بها للأندية، ونسعى من خلالها لفتح الأبواب، والتوجه للميدان كشعار المرحلة للعمل والإنجاز، وليس البقاء في المكاتب».
ووجّه الأمين العام، نداءً لجميع العاملين في الاتحادات الرياضية، وطالبهم بخدمة الوطن، وليس البحث عن الكرسي والصراع عليه، وقال: «يجب أن ندرك أن العمل التطوعي في الاتحادات الرياضية أمانة، نحن مسؤولون عنها أمام رب العالمين، ومن يترشح ويحقق الفوز يجب أن يكون ذلك في سبيل خدمة اللعبة في أي موقع، هناك من يدخل في مناوشات في سبيل الحصول على منصب معين، أو يرفض العمل لاحقاً، في حال لم يحصل على المنصب الذي تم وعده به، وكلها تصرفات غير صحيحة، ولا تصب في صالح الرياضة الإماراتية».
وأكد الأمين العام، أن القرار السامي الذي سمح بمشاركة المواليد والمقيمين وبقية الفئات المشمولة، خطوة إيجابية للغاية، وأن اللعبة كانت تحتاج لها منذ وقت طويل، وهو ما انعكس على حجم المشاركة والأعداد الكبيرة التي تشارك في المسابقات، التي أقمناها لسباقات الطريق خلال الفترة الماضية، سواء من حيث رفع درجة التنافس، وأيضاً ظهور عناصر من الفئات الصغيرة بالسن، القادرة على التطور في حال نالت الاهتمام المناسب، وقال: «رصدنا عدائين سجلوا أرقاماً مشجعة للغاية، وفي حال تم العناية بهم، وصقل موهبتهم بإمكانهم تشكيل إضافة للمنتخب على المدى الطويل».