حاتم فاروق (أبوظبي)

تعكف شركة «الخدمات والحلول التوربينية»، المتخصصة في مجال الصيانة والإصلاح والعَمرة للتوربينات الغازية ومحركات الطائرات، والمملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للاستثمار»، على اعتماد 5 تطبيقات جديدة لـ«الثورة الصناعية الرابعة» بهدف تكريس موقعها التنافسي على المستوى العالمي، وتحقيق رؤية أبوظبي في تعزيز موقع الدولة كمركز عالمي لقطاع صناعة الطيران، بحسب منصور جناحي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة «الخدمات والحلول التوربينية».
وقال الجناحي لـ«الاتحاد»، إن التطبيقات الخمسة تتمثل في اعتماد تقنية «الصيانة التنبؤية» لمحركات الطائرات التي تقوم على مراقبة حالة وأداء محركات الطائرات مباشرة أثناء التشغيل العادي لتقليل احتمالية الأعطال، وتقنية سلسلة الكتل أو ما يعرف بـ«البلوك تشين» وهي عبارة عن دفتر حسابات رقمي يوفر وسيلة آمنة لإجراء وتسجيل المعاملات والاتفاقات والعقود، فضلاً عن تطبيق تحديد الهوية بموجات الراديو (RFID) من خلال استخدام الرقاقات الإلكترونية.
وأضاف الرئيس التنفيذي بالإنابة أن «الخدمات والحلول التوربينية» بدأت بالفعل في استخدام تقنية الآلات الذكية لموازنة عزم الدوران أثناء شد براغي محركات الطائرات وفق عزم دوران محدد آلياً بشكل مسبق ولا تسمح بتجاوز حد العزم أو بالتقليل منه، مؤكداً أن استخدام هذه التقنية أدت إلى تخفيض ساعات العمل اللازمة لأداء هذه المهمة بنسبة 45% بالمقارنة مع آلات الشد اليدوي.

الأوامر الصوتية
وأوضح الجناحي أن الشركة قامت مؤخراً باعتماد نظام «هانيويل الصوتي» للفحص والصيانة الذي يتميز بقدرات متطورة تسمح بتميز الأوامر الصوتية، وتمكِّن الفنيين من تسجيل ملاحظاتهم وتشخيصهم للأعطال شفهياً دون حاجة لإدخال البيانات يدوياً، ما يساهم في تنفيذ عمليات وبرامج صيانة محركات الطائرات بقدرة عالية عن طريق الحد من استخدام الوثائق الورقية وزيادة الكفاءة التشغيلية.
وأشار الرئيس التنفيذي بالإنابة إلى أن «الخدمات والحلول التوربينية»، نجحت في مضاعفة عملياتها التشغيلية خلال السنوات الأربع الأخيرة لتصل إلى صيانة وإصلاح 100 محرك سنوياً بنهاية العام الجاري، مقابل 30 محركاً خلال العام 2014، بمعدل نمو بلغ 300%، لتصبح أبوظبي حالياً مركزاً عالمياً لصيانة محركات الطائرات التجارية بمختلف أنواعها، مؤكداً أن الشركة لديها حالياً عقود مع 12 عميلاً لصيانة الطائرات من طرازات منهم 3 مصنعين للمحركات العملاقة، و9 شركات طيران عالمية بعقود مباشرة.
ونوه الجناحي، إلى أن الشركة تخطط للتوسع في حجم العقود المبرمة مع كبريات الشركات العالمية العاملة في قطاع الطيران، بهدف جعل أبوظبي مركزاً عالمياً لصيانة الطيران من جميع الطرازات، موضحاً أن الشركة توفر خدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة الشاملة لمحركات الطائرات المثبتة في عدد من الطرز، بما فيها طائرات إيرباص «إيه 330» و«إيه 320»، وطائرات بوينج 787 و777، وغيرها من الطائرات الخفيفة، فضلاً عن توفير خدمات وحلول لمختلف أنواع توربينات الغاز الصناعية والمعدات التي تستخدم في صناعات النفط والغاز والطاقة بدولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الصيانة التنبؤية
وفيما يتعلق بـ «الصيانة التنبؤية» لمحركات الطائرات، قال الجناحي إن الشركة تعكف حالياً على استخدام هذه التقنية بهدف الحد من الأعطال المفاجئة التي تصيب المعدات والعمل على تخفيض تكلفة الصيانة الدورية لمحركات الطائرات، من خلال مراقبة أداء المحركات أثناء التشغيل العادي لتقليل احتمالية الأعطال المفاجئ، فضلاً عن اختبار ظروف عمل المحركات ومستلزماتها مثل الحاجة إلى التشحيم أو تعرض معادن الآلات والمعدات للتآكل، من خلال استخدام الأشعة تحت الحمراء، ومراقبة الموجات الصوتية الصادرة عن الآلات، وتحليل الاهتزازات، وقياسات مستوى الصوت وتحليل الزيوت المستخدمة في تشحيم الآلات.
وتوقع الجناحي، أن تساهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة كبيرة في الصيانة الوقائية، مؤكداً أن البرمجيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بحدوث أعطال في الآلات بمستوى دقة يزيد عن 80% قبل أسبوع من حدوثها، مؤكداً أن توفر «الصيانة التنبؤية» توفر العديد من الفوائد خصوصًا في مجال إصلاح وصيانة وعمرة التوربينات، سواءً تلك التي تستخدم كمحركات للطائرات أو التي تستخدم في ضخ النفط والغاز.
كما تساهم «الصيانة التنبؤية»، بحسب الجناحي في التخلص من الأعطال المحتملة في هذه التوربينات قبل حدوثها مما يساهم في تخفيض كلفة الصيانة، وانخفاض الأعطال الجسيمة، وانخفاض نسبة توقف العمل، وزيادة الإنتاجية، وتقليل فترة توقف العمليات والآلات، وتقليل تكلفة المكونات والعمالة، والحصول على جودة منتج أفضل، وتعزيز منظومة سلامة الأفراد والبيئة.

خدمات متطورة
وأوضح الجناحي، أن شركة «الخدمات والحلول التوربينية» استطاعت بعد 30 عاماً من الخبرة أن توفر خدمات وحلول عالمية الطراز بأرقى مستوى من الدعم الفني المتخصص، وذلك من خلال الشراكات التي تبرمها مع مصنعي المعدات الأصليين على مستوى العالم، مثل شركات «إيرباص» و«جنرال إلكتريك» و«آي إيه إي» و«رولز رويس» و«سيمنز»، بهدف تلبية احتياجات عملائها.
وقال جناحي: «تركز الشركة على الاستثمار في الكوادر البشرية المتميزة لتوفير بيئة عمل عالمية تتيح للمواطنين فرص التدريب على أرقى معايير الجودة العالمية، وأفضل الممارسات في قطاع الصيانة والإصلاح والعمرة، والعمل على تكريس دور الكوادر الوطنية لتوطين المعرفة والخبرات المهنية وتمكين المواطنين من قيادة الشركة وتنفيذ خطط نموها المستقبلي، حيث يعمل في الشركة ما يقارب من 400 موظف يتمتعون بمهارات عالمية المستوى، وينتمون إلى 40 جنسية متنوعة».
وفيما يتعلق بأهم الشراكات المحلية، نوه جناحي إلى أن الشركة تتمتع بعلاقة متينة مع شركة الاتحاد للطيران، حيث توفر خدمات الإصلاح والصيانة والعمرة لجميع محركات أسطول الاتحاد للطيران المستخدمة في طائرات إيرباص A330 وA320 وبوينج B787، مؤكداً أن هذه الشراكة ساهمت في ضمان توفير شريك صيانة وطني يتمتع بقدرات عالمية في مركز عمليات شركة الاتحاد للطيران في أبوظبي، مما وفر لشركة الطيران فرصاً كبيرة في خفض كلف الصيانة، وسرعة الحصول على الخدمة، والثقة العالية في توفرها عند الطلب.