سامي عبد الرؤوف (دبي)

حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، من لعبة الكرات المغناطيسية، حيث يشكل ابتلاع هذه الكرات خطراً شديداً على حياة الأطفال، الأمر الذي قد يؤدي في أسوأ الحالات إلى الوفاة، داعية إلى عدم شراء أو التعامل نهائياً بهذه الألعاب المغناطيسية مع أي فئة عمرية.
وقالت الدكتورة كلثوم البلوشي، مديرة المستشفيات بالوزارة، في تصريح لـ «الاتحاد»: إن «مستشفى النساء والولادة والأطفال بالشارقة استقبل أكثر من عشر حالات في الأشهر الستة الأخيرة لأطفال لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات، وقد أجريت لهم جميعاً عمليات جراحية سواء بالمنظار أو الفتح الجراحي، حسب طبيعة الحالة».
وأضافت: «جميع الجراحات التي أجريت تكللت بالنجاح رغم الصعوبة بسبب عمر الأطفال، وهذه الحالات كانت لمواطنين ومقيمين، وبدأت بعدد قليل ثم تزايدت عدد الحالات مؤخراً، الأمر الذي يثير قلقاً كبيراً من سرعة انتشار مثل هذه الألعاب الخطرة بين أبنائنا ويشكل تهديداً ملموسًا للأطفال».
وأشارت إلى أن الأطفال الذين استقبلهم المستشفى أعمارهم جميعاً أقل من 3 سنوات، وأجريت لهم العمليات الجراحية، بعضهم احتاج إلى الدخول للعناية المركزة، حيث تبين أن واحد من هذه الحالات ابتلع عدداً كبيراً من كرات مغناطيسية من هذه اللعبة، لافتة إلى أن هذه اللعبة منتشرة في المحالات التجارية والعديد من البقالات، وتجذب الأطفال لأنها تضم الكثير من الألوان.
ودعت البلوشي، أولياء أمور الأطفال، إلى عدم شراء مثل هذه الألعاب، وفي حالة تواجدها لدى الأطفال، يكون هناك نوع من الإشراف والمتابعة من قبلهم، مشيرة إلى أن أطباء جراحة الأطفال نبهوا إلى خطورة اقتناء الأطفال لمثل هذه الألعاب الخطرة قبل أكثر من سنة نتيجة اكتشاف حالات مختلفة من انسداد الأمعاء بسبب ابتلاع مثل هذه الكرات المغناطيسية وما أحدثته من مضاعفات وتعرض الأطفال لعمليات استئصال لجزء كبير من الأمعاء، وما تلا ذلك من مضاعفات أخرى لدى الأطفال.
ولفتت إلى أن دولاً كثيرة في العالم قامت بحظر استيراد مثل هذه الألعاب للحفاظ على صحة وسلامة أبنائها، مشيرة إلى أنه يكمن خطر هذه الكرات بأشكالها البراقة واللافتة للأطفال الأمر الذي يستهويهم لبلعها بسهولة من دون علم ومراقبة الوالدين.
وأوضحت أنه حينما يتم بلعها على فترات متفاوتة، تقوم تلك الكرات بالتجاذب بين أطراف الأمعاء المختلفة لقوتها الأمر الذي يؤدي إلى إحداث ثقوب بين الأمعاء، والتصاقات تسبب انسداد الأمعاء.
وذكرت البلوشي، أن ابتلاع هذه الكرات يعرض الطفل لنوبات من آلام البطن والترجيع، الأمر الذي قد يصعب على الوالدين وكذلك الأطباء التنبؤ به إلا إذا تم أخذ صورة إشعاعية للبطن، كون الأطفال في عمر الثلاث سنوات والأعراض لا تظهر مباشرة بعد البلع الأمر الذي يجعل اكتشافها ليس بالسهل.
من جانبه، أكد الدكتور خالد خلفان بن سبت نائب مدير مستشفى القاسمي للنساء والولادة للشؤون الطبية ورئيس قسم جراحة الأطفال، رئيس الجمعية الإماراتية لجراحة الأطفال، أن الحالات لم تقتصر على مستشفى واحد، بل شملت مستشفيات عديدة في الدولة في كلا القطاعين الطبيين الحكومي والخاص، الأمر الذي حدا بأعضاء جمعية جراحة الأطفال في الدولة في اجتماعاتهم إلى تسليط الضوء على تلك الحالات والبدء في أخذ خطوات عملية للحد من تكرار مثل هذه الحالات.
وحث ابن سبت، أهل الأطفال الذين يتعرضون لابتلاع الكرات المغنطيسية، إلى التوجه مباشرة إلى أقرب مستشفى سبب الأخطار الصحية التي تسببها هذه الكرات للأطفال في حالة ابتلاعها، موضحاً أن الأطفال يقومون بعمل مجسمات وأشكال مختلفة باستخدام هذه الكرات عن طريق لصق الكرات ببعضها البعض.
وشدد ابن سبت، على ضرورة توضيح مخاطر هذه اللعبة على كل المستويات (المدارس-النوادي – المنازل)، داعياً إلى تعاون الجهات المختصة سواء الصحية أو البلديات، إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من هذه الظاهرة التي باتت تشكل قلقاً وتأثيراً صحياً على الأطفال، مما قد ينتج عنها كثير من الأضرار الصحية.